أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - صناعة المُسلم الأفيوني!














المزيد.....

صناعة المُسلم الأفيوني!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6771 - 2020 / 12 / 25 - 05:57
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الدين يمثل برنامجاً سماويا لترتيب المنهج الرباني في النفس الإنسانية؛ لكن الذي يحدث منذ عقود هو أن هذا البرنامجَ السماوي السامي يُستخدَم من لدُن الحمقى والدراويش لصناعة الهَبَـل، والعباطة، وتسويق الخرافات، وترديد حكايات ورقية هشة كأنها حقائق رغم أنها لا تُقنع جنينا قبل أنْ يسقط من بطن أمه!

يمكنكم متابعة مئات، وآلاف البرامج التلفزيونية، واليوتيوب، والخُطَب الدينية،والمنبريات من الشيوخ الزبيبيين وهم يقُصّونها بطُرُق هستيرية تنتقل بين الهوس الجنسي، وبين التأكيد على تفاصيل دقيقة لا يمكن أن يتحقق من صحتها ولو عفريت من الجن عاش منذ أربعة عشر قرنا.

مرويات تستحق أن يمر المؤمنون بها على مصحّات نفسية وعقلية قبل غربلتها والوصول بها إلينا.

شيوخ منشغلون بأحقر، وأتفه ما ترسب في قاع الجهل، فيعيدون ترميمَها، ويضيفون إليها الصوت، والصورة، والصرخة، والآياتِ المقدسةَ، وما قيل بأنها أحاديث نبوية حكاها مجهولون عن مجهولين حتى إذا شاهدها وسمعها المسلمون مع أفواه مفتوحة، وشفاه متبلدة، وإيحاءات بقدسيتها تكون الفأسُ قد وقعتْ في الرأسِ، وتتسلل هذه الحكايات الخَرَفية، والخُرافية، والخريفية فتصنع المتخلفَ، والأبلـَـه، والداعشي، والإرهابي، والمُغيَّب!

الخطر على عالـَمِنا بعد الطواغيت والديكتاتوريين والمستبدين يأتي عن طريق المنبر، والداعية، والشيخ، وراوي الحكايات التي تُعادل كلُّ حكايةٍ منها في خطورتها كيلو حشيش، أو خمسين جرام هيروين، أو عَشْر حِزَم من القات!

أعترف لكم بأنني أشعر بقرف، وغثيان، ويأس، وإحباط لدى مشاهدتي دقائق معدودة لمحمد حسّان والحويني ومحمود المصري وعمرو خالد ومصطفى حسني وعبد الله رشدي ومحمد حسين يعقوب ووجدي غنيم وعشرات.. ومئات غيرهم؛ فهؤلاء لا يمثلون من قريب أو من بعيد ديني الإسلام الحنيف.

الخُطب الدينية أوضح عمليات احتيال، وتدليس، وغشّ تُبْعــِـد المسلمَ عن الله، وتُقرّبه من وثنية هرائية، وتُلصِق بذهنه ما ورثه الجهلة عن أسلافهم، أو عن كتبٍ غير معروف مصدرها.

الخُطبة الدينية أصبحت جريمة مكتملة الأركان، متكاملة البلاهة، مُغطاة بسطحية ساذجة، مليئة بكل مواد التخدير التي تداعب حِسّياتٍ جنسيةً لدى المسلم، أو أحلام اليقظة، أو طاعة الحاكم الظالم، أو عشق الجهل، أو كراهية كل ما ليس إسلاميًا على هواهم.

والمسلم الذي جهّلته الخطبُ الدينية لا تتحرك شعرةٌ في جسدِه إذا عرفَ أنَّ الحاكمَ الديكتاتورَ ذبحَ الشعبَ فردًا.. فردًا؛ لكن نفسَ هذا المسلمَ يُعلن الحربَ على من ينفي وجود الثعبان الأقرع، أو علامات الساعة، أو ظهور شعر رأس المرأة، أو عدم تحريك السبّابة في التشهد، أو أنَّ صحيحَ البخاري مليء بالمغالطات و.. الخرافات!

أتذكر في مقال لي عن جرائم التعذيب في عهد حسني مبارك وهي جرائمُ تُحرّك الصخر من موضعه؛ وتحدثت عن مَلــَــك الموت؛ فانبرى مسلمٌ الخُطَبِ الدينية يردّ على مقالي وكأنه يحمل سيفـًا، مُهددًا، ومُتوعدًا لأنَّ صديقـًا له قرأ المقالَ وأبلغه أنني استخدمت تعبير عزرائيل، فكيف لا أذكره باسم مَلــَـك الموت؛ وليس عزرائيل كما جاء في مقالي، وهذا ما لفتَ نظرَ صاحبِنا المصنوع مُخاطُ مُخِّه فوق المنبر!

الخُطبة الدينية يُحَرّكها القصرُ بطاغيته لتستمر الشعوبُ في نومِها الدائم مع وعودٍ بأنَّ من يصبر على الظلم سيجد الجنةَ في انتظاره، فاللهُ يمهل و.. لا يهمل!

الخطبة الدينية التي تبدأ بحزمة من الأدعية وتنتهي بأضعافها ليستْ أكثر من تخدير ونصب واحتيال.

إن وجود استثناءات قليلة.. بل قليلة جدا من علماء مستنيرين يُثَبّت الأكثرية من محاربي الإسلام باسم الإسلام.

سيقول قائلٌ: وما رأيك بالشيخ الفلاني؟ وأقول: أنا أتحدث عن مئات و.. آلاف من الشيوخ الغوغاء، وأباطرة الحكاوي، وأمراء المرويات التي لا يصدّقها ضفدعٌ يحتضر، أو فأرٌ مَيّتٌ، أو سِحْلية مريضة!

لقد خلط المسلمون حكايات اليوتيوب، والعباطات، وبورنوجرافيات المنابر وبين الإسلام العظيم، فسقطَ المسلمُ الحديثُ من القرن الحالي إلى قرون طويلة خلتْ، وصدّق المسلم أحاديثَ دارتْ في خيام متحركة بأقصى قرى معزولة حكاها لنا أناس لم يعيشوها، أو يعايشوها، فعششوها في أدمغتهم مع صبغة مقدسة لتوحي للساذجين أنها من الدين.

الخطبة الدينية أصبحتْ كأنها تجارةُ مخدراتٍ في الحلال؛ فصنعتْ المسلمَ المُغَيَّبَ، والغائبَ عن عصره.

الديكتاتور، والجهل، والظلم، والسجون، والمعتقلات، وتنويمُ الجماهيرِ صُنعتْ فوق المنابر، وعلى الشاشة الصغيرة، و.. في اليوتيوبيات الجاهلة.



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلُّ السعوديُ لأزماتــِنا!
- مبروك للمغفلين فالأموال عادتْ للصوص!
- طائر على طُرق كثيرة!
- تلك هي هزائمي!
- لكنهم لا يصدّقون أنَّ اللهَ أكبر!
- بورتـُريه للمسلم الحديث!
- أمراض.. أمراض.. أمراض!
- ماذا نكتب إذا فقد القاريءُ دهشة المعرفة؟
- معذرة، فليس لديَ وقتٌ أنْ أتعلم!
- التراشق بالمواعظ!
- عشر خطوات للدفاع عن رسول الله!
- لماذا ترفض أن يغتصب أو يختطف المنتقب طفلك؟
- استعلاء الداخل على الخارج!
- مفاهيم ليست من إسلامي!
- لماذا تهاجم الإسلام؟
- لهذا أكره تغطية وجه المرأة!
- هل من حق الكاتبِ أنْ يتملكه اليأس؟
- المُلحدون قادمون!
- لذة العبودية الطوعية!
- شعوبٌ في الوقت الضائع!


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - صناعة المُسلم الأفيوني!