من أين أتت تغريدات ترامب الروحانية

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

الحوار المتمدن-العدد: 6738 - 2020 / 11 / 20 - 08:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اجتماع الصلاة الغريب يشرح تغريدات ترامب

بقلم : جويل هالدروف مؤلّف، وعالم لا هوت ، ومساهم في صحيفة إكسبرسن السويدية الصفحة الثقافية.
ترجمة: نادية خلوف

يشرح جويل هالدورف القصة الكامنة وراء لاهوت النجاح الذي يتجلى في تغريدات الرئيس على تويتر، ويترك الصفحة للنقاش .
نقاش ثقافي:
فجرت المرشدة الروحية لدونالد ترامب ، بولا وايت ، الإنترنت عندما اتصلت بالملائكة لمساعدته حيث بدا الناخبون محبطين. بعد سقوط ولايتي ويسكونسن وميتشيغان من أيدي ترامب ، جمعت المؤمنين لحضور اجتماع صلاة حيث أمرت الشياطين بالاستسلام وأعلنت انتصار ترامب:
قالت:
"أسمع صوت غزارة المطر. أسمع صوت انتصار. أسمع صوت صراخ وغناء. أسمع صوت انتصار. يقول الرب قد تم. يقول الرب قد تم. يقول الرب قد تم. لأني أسمع نصر ، نصر ، نصر ، نصر"
المقطع مليء بالعقيدة السيئة ، لكن لا يمكن إنكار وجود شيء مهم فيه. الإيقاع والشدة وخفة الحركة. يمكنك أن تضحك ، يمكنك أن تتنهد - لكن لا يمكنك التوقف عن المشاهدة.

ليس من قبيل الصدفة. نشأت بولا وايت في فقر في الجنوب الأمريكي وهي اليوم راعية الحركة الإيمانية ، وهو فرع مثير للجدل من النهضة الخمسينية في جميع أنحاء العالم. لطالما كان إحياء الخمسينية حركة ذات إيقاع: صوت في المنزل الشعبي السويدي ، كما قال بو سترومستيد - وكذلك صوت فرعها السويدي الأنيق.
تميزت اجتماعات إحياء الخمسينية المبكرة بالطاقة ، ليس أقلها من خلال الموسيقى. يمكن أن تتأرجح الصلاة والوعظ بين الكلام وأسلوب الكلمة المنطوقة الإيقاعي والأغنية. في الخلفية توجد الثقافة الأمريكية الأفريقية التي شكلت القس المعمداني مارتن لوثر كينج ، والتي يشعر بها باراك أوباما أيضًا من وقت لآخر. وُلد ت الخمسينية في كنيسة سوداء ، وحتى بعد تقسيمها إلى غصن أسود وأبيض ، أخذ الفرع الأبيض معه الكثير من هذا التراث.
ومع ذلك ، أثارت الطاقة والاضطراب الطبقة الوسطى ، وفي الولايات المتحدة ، أصبح إحياء الخمسينية البيضاء ديناً للعمال والمهمشين. ولكن من وحي ديونيسي نمت الموسيقى ، نغمات أخذت نفسها خارج الكنائس البالية. إلفيس بريسلي ، جوني كاش ، ليتل ريتشارد ، بي.بي.كينج ، جيمس براون ، جيري لي لويس: العديد من نجوم موسيقى الروك في الخمسينيات من القرن الماضي جاءوا من النهضة الخمسينية للجنوب - قصة رواها مؤرخ الكنيسة راندال ستيفنز في كتابه المقروء "موسيقى الشيطان"
تأتي بولا وايت من نفس التربة ، وهو ما يفسر إمكانية إعادة خلط صلاتها مع إيمينيم. ومع ذلك ، فإن اللغة هي كتابية. المطر هو صورة لمجيء الله وكثيرا ما تستخدم في العهد القديم. هذه الصور منطقية في المناظر الطبيعية الصحراوية ، بغض النظر عن مدى غرابة ذلك في السويد في نوفمبر. موضوع "تم" مأخوذ من سفر الرؤيا ، وتستند فكرة وجود ملائكة مرتبطين بأمم مختلفة على تفسيرات سفر دانيال وجوشوا.
الكثير من ذلك مألوف من ديانة الجنوب القديمة ، وفي نفس الوقت كل شيء مختلف. يتجلى هذا بوضوح في إعلان وايت. وبالتالي فهي لا تقترب من الله بخضوع ، بل بثقة. إنها لا تطلب بكل تواضع فوز ترامب أو تحقيق مشيئة الله ، لكنها تعلن "النصر"
انتصار ترامب حقيقة روحية ستصبح حقيقة على الأرض من خلال صلاتها المخلصة.

هذا هو جوهر علم اللاهوت الناجح ، وهو علم اللاهوت الذي غير أجزاء من إحياء المسيحية في العقود الأخيرة. فكرتها الأساسية هي فكرة الارتباط المباشر بين إعلان "عن الإيمان" ونتيجة معينة. "سمها ، ادعيها" ، كما يطلق عليها أحيانًا: صدقها ، قلها وسيتحقق ذلك. لا يختلف الشكل عن بعض المساعدة الذاتية العلمانية ، ولكنه كعلم لاهوت يختزل الله إلى آلة يستطيع الرجل الذي يعرف الرموز التحكم فيها.
دونالد ترامب هو ابن هذه الروح. حسابه على تويتر مليء بالإعلانات: أن الوباء قد هُزم وأنه هو نفسه فاز في الانتخابات. لقد تعلم هذا بالفعل عندما كان شاباً ، من قس المساعدة الذاتية نورمان فنسنت بيل الذي كتب كتاب "قوة التفكير الإيجابي."

في الواقع ، تم العثور على جزء كبير من هذه الفكرة لأول مرة في الفروع المتطرفة لإحياء العنصرة الأمريكية ، بين القساوسة مثل باولا وايت. ليس فقط اللاهوت ، ولكن أيضًا الجماليات الجشعة التي يمكن للطبقة الوسطى ، التي تؤمن ثروتها ، أن تحتقرها. أو اجتماعات حملة ترامب الانتخابية ، إلى ارتباك اجتماعات الإحياء القديمة: خدمات العبادة في الهواء الطلق ، مع ارتجال الواعظ بدلاً من اتباع السيناريو.

يستند كل من علم اللاهوت الناجح مثل الترامبية إلى زواج غريب بين توق المهمشين وأعمال الرأسمالية المتأخرة. هناك شيء مأساوي للغاية هنا. هؤلاء الناس يستحقون أفضل - كلا من السياسيين والقسوسة يجب أن يكونوا أفضل .

#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل