أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - التسوية الإقليمية على حساب الفلسطينيين














المزيد.....

التسوية الإقليمية على حساب الفلسطينيين


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6723 - 2020 / 11 / 4 - 08:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


نجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قلب مبادرة السلام العربية رأسا على عقب، بجعل التطبيع مع الدول العربية مقدمة للحل السياسي وليس العكس، وتمرير تصوره اليميني المتطرف للحل المنشود بزعم أن الحل مع الفلسطينيين غير ممكن خلال هذا الجيل، وأن أقصى ما يمكن أن يقدم للفلسطينيين هو تحسين ظروفهم اقتصاديا، أي تحسين شروط الاحتلال. أما نجاح نتنياهو، الملاحق بتهم الفساد، فلم يكن نتاج جهوده الفذة ولا أدائه الخارق لا داخليا ولا سياسيا، وإنما نتيجة هرولة العرب للتطبيع مع إسرائيل وكأن هذه الخطوة هي الطريق المضمون لقلب أميركا ورضاها عن الأنظمة العربية.
وكمن يزين الموت فيرش عليه شيئا من السكر، لا يلغي نتنياهو فكرة الدولة الفلسطينية تماما، فهو لا يعارض في إطلاق هذه الصفة ( الدولة) على الأشلاء والمزق المتناثرة من الأراضي الفلسطينية المحتلة التي ستبقى بيد الفلسطينيين بعد اكتمال المخطط الاستيطاني، وسبق لنتنياهو أن طرح فكرة (خلاقة) أي أن الرجل فكّر خارج الصندوق! فاقترح قبل نحو عامين فكرة الدولة الفلسطينية من دون حدود.
إسرائيل أيضا هي دولة من دون حدود معيّنة أو مرسّمة لا في قانونها الأساس الذي يقوم مقام الدستور المؤقت، ولا في نص قرار الأمم المتحدة الذي اعترف بها، ولا في أي معاهدة دولية، ولكن شتّان بين هذه وتلك، فحدود إسرائيل مفتوحة على التوسع والاستيطان. بينما افتقاد الدولة الفلسطينية الموعودة للحدود يعني نسف الأساس الذي اعتمدته قرارات الأمم المتحدة، أي حدود الرابع من حزيران لعام 1967، ثم غياب أي سيادة لهذه الدولة على الأرض والمعابر والأجواء.
حاول نتنياهو أن يعرض اقتراحه كنوع من التفكير الإبداعي الخلّاق، وكسر التفكير النمطي، ولولا التضليل والخداع المكشوفيْن، المترافقين مع أعمال البطش والقتل اليومي للفلسطينيين، والاعتقالات ومصادرة الراضي وانتهاك المقدسات، لكانت فكرة نتنياهو مما يمكن أن يطرب له المختصون في الإدارة والريادة، ولكن الحقيقة أن من يتابع المواقف الإسرائيلية منذ خطاب نتنياهو في جامعة بار إيلان (2009)، وما رافقها من أعمال وإجراءات يدرك بوضوح أن إسرائيل عملت بأقصى طاقاتها لتقويض حل الدولتين، وبشكل محدد لمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة، وقابلة للحياة.
فكرة نتنياهو القديمة – الجديدة هي امتداد للأفكار التي ما انفكّ يطرحها ساسة ومراكز بحث ودراسات إسرائيلية، وبعضها طرح على مائدة المفاوضات مثل اقتراح الحل الانتقالي طويل الأمد، ثم دولة بنظامين، أو دولة في غزة ولها نفوذ على "سكان" الضفة، وصولا إلى الحكم الذاتي الموسّع. وكلها أفكار واقتراحات تسعى للالتفاف على حل الدولة الفلسطينية، والإيحاء أن الاحتلال المؤبد هو قدر الفلسطينيين النهائي وأن أي حل قادم سيكون تحت سقف الاحتلال.
وتأتي اقتراحات نتنياهو في السياق الذي طرحه خلال السنوات الأخيرة وتبناه الرئيس دونالد ترامب، وهو مواصلة الحديث عن تسوية إقليمية، تبدأ بتطبيع العلاقات مع الدول العربية "المعتدلة" وتأجيل تسوية القضية الفلسطينية إلى أجل غير مسمى، ثم الحديث عن اصطفافات إقليمية جديدة تنخرط فيها إسرائيل في حلف مع الدول العربية ذاتها ضد إيران.
والغريب أن نجد بيننا من يرى في تدمير حل الدولتين مناسبة للترويج لفكرة الدولة الواحدة، وهي على كل حال مطروحة من جانب بعض الإسرائيليين، ولكنها حتما لن تكون دولة الحقوق السياسية والمدنية المتساوية، بل دولة تمييز عنصري سافر، دولة لن يتمتع فيها الفلسطينيون إلا بجزء من حقوقهم المدنية دون السياسية، لا سيما وأن كل العروض الإسرائيلية مقترنة مع اشتراط قبول الفلسطينيين بأن إسرائيل هي "الدولة القومية للشعب اليهودي"، وأن حق تقرير المصير هو حق حصري لليهود دون غيرهم في هذه الأرض، وأن كل العروض الإسرائيلية هي تسميات متنوعة لمسمّى واحد هو الأبارتهايد.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجة الضم الإسرائيلية
- المسلمون في أزمة
- فساد الحكم في إسرائيل
- نتنياهو المعتدل
- هل يمكن للفلسطينيين إعادة بناء أوراق قوتهم
- إعادة إنتاج الهزيمة
- ديبلوماسية الموساد
- ذكريات عن نعيم الطوباسي
- المسيحيون الفلسطينيون والهوية الوطنية
- في الذكرى السادسة لرحيل هشام أبو غوش: خسرنا مناضلا استثنائيا
- مسيرة حزب العمل الإسرائيلي من قمة السلطة إلى الاندثار
- القدس الكبرى الإسرائيلية: مساحات أكثر للضم وفلسطينيون أقل
- المرأة بين قيم الإسلام الخالدة ودين حزب التحرير
- حزب التحرير ينجح في توحيد الرجعيين والظلاميين وقيادتهم
- الفلسطينيون والتصدي لصفقة القرن
- التأسيس لدولة الأبارتهايد يصيغتها الصهيونية
- ماذا يفعل حزب التحرير في فلسطين
- ثغرات في جدار القدس
- أبعد من اعتقال الصحفي جهاد بركات
- حماس بين الإرهاب والشرعية


المزيد.....




- بعد الملاعق... كيت بلانشيت تتألق بإطلالة من الأصداف ودبابيس ...
- بيونسيه وجاي-زي بإطلالات مستوحاة من الغرب الأمريكي في باريس ...
- هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية: الضربات الأمريكية جعلت -فورد ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية -تضررت بشدة- جراء الضربات الأم ...
- قاآني يظهر في طهران بعد شائعات اغتياله، فمن هو الرجل الذي يق ...
- واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء ال ...
- مسلم ومناصر لفلسطين.. زهران ممداني يفوز في الانتخابات التمهي ...
- حلف الناتو ونسبة 1.5% الغامضة من الإنفاق الدفاعي.. الشيطان ف ...
- دول الناتو تصادق على زيادة استثنائية في الإنفاق الدفاعي
- القوات الروسية تواصل التقدّم في شرق أوكرانيا وتنفذ موجة قصف ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - التسوية الإقليمية على حساب الفلسطينيين