أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - فساد الحكم في إسرائيل














المزيد.....

فساد الحكم في إسرائيل


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6720 - 2020 / 10 / 31 - 03:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


تبدأ في كانون الأول / ديسمبر من العام الجاري (2020) جلسات المحاكمة المنتظرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك ما سوف يزيد أزمة الحكم في إسرائيل تعقيدا لأن نتنياهو، وقد تجمعت ضده الأدلة، سوف يفعل كل ما في وسعه من أجل تفادي الإدانة الوشيكة، حتى لو أدى ذلك إلى إشعال حروب، أو دفع إسرائيل إلى انتخابات رابعة خلال عامين، بكل ما يعنيه ذلك من مصاريف زائدة وخلط للأوراق وإرباك الحياة السياسية.
ويعترف كثير من المسؤولين الإسرائيليين، ومنهم وزير الحرب السابق موشي يعلون بأن إسرائيل أصبحت دولة فاسدة، واقترن تصريحه هذا باعتراف لا يقل أهمية عن مسؤولية دولته عن مجزرة عائلة دوابشة.
يعلون مثلا، هو صهيوني يميني أميل للتطرف، وابن نموذجي للمؤسسة السياسية والعسكرية الحاكمة في إسرائيل، ويداه ملطختان بدماء كثير من الفلسطينيين والعرب. لكن اعترافه الصارخ، وإن جاء في سياق حملته على نتنياهو وسعيه لإعادة تقديم نفسه كسياسي نظيف، يشير إلى المدى الذي بلغه الفساد في إسرائيل. كما يقرّ ضمنا بالارتباط الوثيق بين ممارسات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وبين الفساد الذي ينخر أجهزة الدولة العبرية، ويهدد أحد أركان قوتها.
وقد عرفت السجون الإسرائيلية نزلاء من وزن موشي كاتساف رئيس الدولة الأسبق، وايهود أولمرت رئيس الوزراء السابق، والوزراء اسحق مردخاي، وأرييه درعي، وشلومو بن ايزري، وغونين سيغيف، ومؤخرا مودي زاندبرج، وكلهم أدينوا وحوكموا بتهم جنائية تتراوح بين التحرش الجنسي والرشوة وخيانة الأمانة. والآن تتراكم الأدلة وتتجمع لتضيّق الخناق على بنيامين نتنياهو في تهم الفساد، مع أن زوجته سارة تطوعت لحمل جزء من هذه التهم، كما فعل عومري ابن أرييل شارون سابقا.
هذه الوقائع بحد ذاتها تشير إلى قوة القضاء الإسرائيلي، وسريان القانون على الجميع من دون استثناء، لكنها من جهة أخرى تؤكد أن الفساد في إسرائيل بات ظاهرة ومنظومة معقدة، ولم يعد مجرد حالات فردية، ما دفع بعض الإعلاميين وناشطي حقوق الإنسان إلى القول إن إسرائيل تحولت إلى جمهورية موز جديدة على غرار النظم الديكتاتورية التي كانت تحكم معظم دول أميركا اللاتينية.
وللفساد في إسرائيل أسباب كثيرة ومتداخلة، أبرزها تاريخ الاحتلال الطويل القائم على السلب والنهب والقتل والتزوير، واستباحة حقوق الإنسان، والعنجهية ونزعة الاستعلاء العنصري، والاستخفاف بقيمة حياة البشر من غير اليهود، والتمتع بعذابات الآخرين، وتقديس العنف، كل ذلك لا بد له أن ينعكس على سلوك الأفراد الذين يمارسون هذه الممارسات، والقادة الذين يبيحون لهم ذلك، ولا بد لكل ذلك أن ينعكس على ممارسات الإسرائيليين تجاه بعضهم البعض، بدءا من الخصوم السياسيين والأيديولوجيين، وصولا للعنف الممارس داخل العائلة وضد المرأة على وجه الخصوص، وكثيرا ما يردد ناشطو السلام الإسرائيليون مقولة مفادها إن الاحتلال يدمر حياة الفلسطينيين ويفسد حياة الإسرائيليين.

إلى جانب الاحتلال ثمة تغيرات عميقة داخل المجتمع الإسرائيلي، يصفها البعض بالأمركة، اي انتشار النمط الأميركي في الحياة، أبرزها تراجع الدولة عن مسؤولياتها في مجالات الخدمات الاجتماعية، والتفاوت الواسع بين القلة القليلة التي تملك كل شيء والأكثرية التي تكابد لتأمين قوت يومها. وظهور طبقة جديدة من الأثرياء الذين كونوا ثروات سريعة من أعمال المضاربة والسمسرة وعمولات تجارة السلاح، وتحول إسرائيل إلى ملاذ لتبييض الأموال وخاصة أموال المافيات الروسية واليهودية، واقتران كل ذلك بفساد الحياة الحزبية التي بات يديرها مقاولو الأصوات والقبضايات بدلا من الناشطين الحزبيين والنقابيين. وقد ولّى إلى غير رجعة ذلك الزمن الذي برزت فيه نماذج وصفت بأنها "صهيوينة طلائعية" مثل دافيد بن غوريون الذي ترك السياسة ومناوراتها وتفرغ للعيش في مزرعة، وحتى مناحيم بيغين الذي كان الإسرائييليون يتندرون على بدلته المهترئة بسبب تقشفه في حياته الشخصية.
ولم يعد الفساد يقتصر على السلوك الشخصي للساسة والمسؤولين، فها هو يمتد ويتسلل إلى مناطق كانت منيعة ومستقلة، وبخاصة الجهاز القضائي، لا سيما وأن التعيينات في المحكمة العليا، ومنصب المستشار القضائي للحكومة يوصي بها سياسيون على شاكلة وزيرة القضاء السابقة اييلت شاكيد، ويقرها نتنياهو الغارق في الشبهات والاتهامات، كما أن السلطة التشريعية (الكنيست) بكليتها تنجرف هي الأخرى إلى ألاعيب الساسة الفاسدين ومناوراتهم، وتتبنى قوانين اقل ما يقال فيها أنها فاسدة.

استفحال الفساد في إسرائيل، مقرونا بالعنصرية والتوجه إلى بناء نظام الأبارتهايد، سوف يضعف إسرائيل بلا شك، ويقلل من جاذبيتها سواء في نظر اليهود أو الغرب المأخوذ بالديمقراطية، ولكن يبدو أنه لم يؤثر على بعض العرب المبهورين بإسرائيل، وفي كل الأحوال فإن الحديث عن إسرائيل الفاسدة لا يخفف على الإطلاق ولا يبرر الفساد العربي الذي ارتبط دائما بالاستبداد، وكان السبب الأهم لهزائمنا.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو المعتدل
- هل يمكن للفلسطينيين إعادة بناء أوراق قوتهم
- إعادة إنتاج الهزيمة
- ديبلوماسية الموساد
- ذكريات عن نعيم الطوباسي
- المسيحيون الفلسطينيون والهوية الوطنية
- في الذكرى السادسة لرحيل هشام أبو غوش: خسرنا مناضلا استثنائيا
- مسيرة حزب العمل الإسرائيلي من قمة السلطة إلى الاندثار
- القدس الكبرى الإسرائيلية: مساحات أكثر للضم وفلسطينيون أقل
- المرأة بين قيم الإسلام الخالدة ودين حزب التحرير
- حزب التحرير ينجح في توحيد الرجعيين والظلاميين وقيادتهم
- الفلسطينيون والتصدي لصفقة القرن
- التأسيس لدولة الأبارتهايد يصيغتها الصهيونية
- ماذا يفعل حزب التحرير في فلسطين
- ثغرات في جدار القدس
- أبعد من اعتقال الصحفي جهاد بركات
- حماس بين الإرهاب والشرعية
- ترامب وفلسطين: إعادة دخول المتاهة
- تجار الانقسام


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - فساد الحكم في إسرائيل