أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - ترامب وفلسطين: إعادة دخول المتاهة














المزيد.....

ترامب وفلسطين: إعادة دخول المتاهة


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 5539 - 2017 / 6 / 2 - 22:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


ترامب وفلسطين: إعادة دخول المتاهة
بقلم: نهاد أبو غوش
دفعت القضية الفلسطينية ثمنا باهظا لتطورات السنوات الأخيرة من حروب أهلية عربية، وافتعال ثم تضخيم التناقض السني الشيعي، وانكفاء إدارة أوباما وامتناعها عن التدخل العملي والجاد في ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. كل ذلك إضافة إلى الأزمات الداخلية الفلسطينية من استمرار الانقسام، وتعطيل الحياة الديمقراطية، وتهميش مؤسسات منظمة التحرير. والنتيجة أن دولة الاحتلال استفردت بالفلسطينيين، ومضت في سياسة تغيير الوقائع المادية، وفرض الحقائق الاستيطانية وتهويد القدس على الأرض، أي تحديد نتيجة المفاوضات على الرض قبل أن تضطر لبحثها على طاولة التفاوض.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاء إلى المنطقة، والكل يترقبون "الصفقة" التي وعد بها، وأوحى بأنه سيفرضها على سيفرضها لحل الصراع، لكن الرئيس الأميركي لم يتطرق بتاتا خلال كلماته الرسمية التي ألقاها في واشنطن أثناء استقبال الرئيس محمود عباس، ثم في بيت لحم والقدس خلال زيارته للمنطقة، إلى أي من الحقوق السياسية والوطنية للفلسطينيين. فلا ذكر لحل الدولتين، ولا لإنهاء الاحتلال، أو حق تقرير المصير مكتفيا بالحديث المبهم عن نيته بذل جهود لتحقيق تسوية سلمية.
وكان الأبرز في زيارة ترامب تبنّيه الحرفي لرؤية نتنياهو عن السلام الإقليمي وتحسين الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين، حيث يعلن نتنياهو صراحة استحالة تحقيق تسوية سلمية خلال عهد الجيل الحالي ويستعيض عن ذلك بالحديث عن سلام اقتصادي.
استفاض ترامب في الحديث عن مسؤوليات السلطة الفلسطينية في محاربة الإرهاب ومنع التحريض، وامتدح التنسيق الأمني باعتباره الوظيفة الأولى والرئيسية للسلطة، مع الإشارة إلى أن المطالب الثمانية التي نقلها مبعوثه جايسون غرينبلات للفلسطينيين هي في الحقيقة مطالب إسرائيلية معروفة ومكررة، وكأن المبعوث الأميركي لم يكن أكثر من ساعي بريد.
من الواضح أن ترامب لا يملك حتى الآن أية تصورات تفصيلية للحل، وأن إدارته ما تزال في طور بناء الرؤية، ثم إن نتائج زيارة ترامب والصفقات السياسية والاقتصادية التي أبرمها مع السعودية، وما أنجزه سياسيا وأمنيا مع دول الخليج بشكل خاص ومع معظم الدول العربية والإسلامية، ستغنيه عن الحاجة الماسّة لحل عقدة الصراع التي استعصت على 12 رئيسا أميركيا من قبله: منذ هاري ترومان وحتى باراك أوباما.
سيكتفي ترامب إذن ببعض الصور التذكارية لإطلاق مفاوضات فلسطينية إسرائيلية، ضمن عملية سلام إقليمي. مفاوضات لا تفضي إلى شيء، وغير محكومة بمرجعيات قانونية وقرارات أمم متحدة، ولا بجدول زمني أو هدف واضح، ومن دون رعاية أو إشراف دوليين، عدا الاحتكار الأميركي لهذا الإشراف، والمشاركة العربية الخليجية إلى جانب الاتحاد الأوروبي الذي اكتفى حتى الآن بالشق التمويلي.
من الممكن أن يترافق إطلاق المفاوضات مع بعض إجراءات بناء الثقة، من قبيل تخفيف بعض القيود والحواجز الإسرائيلية، وتمديد أوقات العمل على الجسور، وتفعيل اتفاقيات سابقة لبناء مناطق صناعية مشتركة على حدود الضفة والقطاع. ومن الجانب الفلسطيني الالتزام بتنفيذ دفتر شروط غرينبلات، ويبدو أن القيادة الفلسطينية لم تعد متمسكة بقوة بالشروط التي سبق إعلانها لاستئناف المفاوضات كوقف الاستيطان، وإطلاق سراح الأسرى ( الدفعة الرابعة ومن أعيد اعتقالهم من محرري صفقة شاليط)، أو الإعلان الصريح أن الهدف من هذه المفاوضات هو الوصول إلى قيام الدولة الفلسطينية.
هناك عدة عوامل قد تدفع القيادة للالتحاق بالمفاوضات وفق هذه الشروط المجحفة ومنها إحساسها بأن قطار ترامب المندفع سيتجاوزها إن لم تلتحق به، إضافة إلى ما يحصل في الإقليم من دمار وحروب أهلية فضلا عن مواقف غير ودية من بعض الدول، وفوق كل ذلك التحولات الجارية في حماس وآخرها الوثيقة المعدلة، والتي بدل أن تصب في خدمة تعزيز وتصليب الموقف الفلسطيني فقد بدت وكأن حماس تؤهل نفسها لكي تكون بديلا لفتح والمنظمة.
إذا التحقت القيادة الفلسطينية بهذه المفاوضات، طائعة أو مكرهة، فإنها ستلتحق من موقع الضعف والانكشاف، والكاسب الوحيد هو نتنياهو الذي يريد استئناف المفاوضات ولا يريد حلا في الأمد المنظور، الخيار الأفضل للقيادة الفلسطينية سواء التحقت بالمفاوضات أو لم تلتحق، هو أن تعمل على تحسين أوراق القوة المتاحة ودون ذلك ستدخل ومعها شعبها في متاهة جديدة كالتي عايشها الفلسطينيون وخبروها على جلودهم طيلة 25 عاما عاما من مسيرة مدريد- اوسلو.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجار الانقسام


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - ترامب وفلسطين: إعادة دخول المتاهة