أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - تجار الانقسام














المزيد.....

تجار الانقسام


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 5536 - 2017 / 5 / 30 - 09:29
المحور: القضية الفلسطينية
    



في حزيران تمر الذكرى السنوية العاشرة لوقوع الإنقلاب الذي نفذته حركة حماس ضد قيادة السلطة الفلسطينية وأسمته حسما عسكريا. ومهما اختلفت التسميات والتفسيرات لما جرى، فإن الحقيقة الماثلة أقوى من كل الكلام: الانقسام يتكرس ويتمأسس ولا أفق قريبا لإنهائه بعد الدماء الغزيرة التي سفحت، والمعاناة الهائلة التي نجمت، دمارا وحصارا وقمعا وتنكيلا، فضلا عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالقضية الوطنية الفلسطينية ومكانتها.
لماذا إذن يطول الانقسام ويتكرس على الرغم من كل الحوارات التي جرت، والاتفاقيات التي أبرمت، وما نسمعه من نداءات ومناشدات؟
من الواضح أن الانقسام لم يكن حدثا عارضا، ولا مرتبطا بالأسباب التي سيقت وقتها لتبريره، بل هو مشروع متكامل، بل هو سياق لمسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية في ظل أزمتها المركبة وموجات انحدارها ( ثمة موجات للنهوض والصعود بلا شك مثل إضراب الأسرى وفعل المقاومة بكل اشكالها)، ومثل كائن طفيلي يتغذى على الفضلات، فقد بات الانقسام يجد يوميا ما يستمد منه أسباب البقاء والاستمرار، ومن هذه الأسباب التداخلات الإقليمية مع وضعنا الفلسطيني، ونمط أداء السلطة وقراراتها.
ثمة بيئة مواتية تسمح لقوى دولية وإقليمية أن تلعب في ساحتنا المنكشفة أمام هذه التدخلات، وفي مقدمة هذه القوى دولة الاحتلال التي تستفيد من الانقسام في مشروعها لتصفية القضية الوطنية، وابتزاز الأطراف الفلسطينية كل على انفراد، وتستفيد كذلك في الادعاء بعدم وجود شريك فلسطيني قادر، والطعن في شرعية القيادة الفلسطينية وأهليتها. وإلى جانبها محاور إقليمية يهمها استخدام أوراق فلسطينية خدمة لمصالحها ومكانتها.
وعلى الصعيد الداخلي نشأت وترعرعت مصالح لأفراد وفئات وشرائح اجتماعية ومراكز قوى تتاجر بالانقسام وتعتاش عليه، لا ينطبق ذلك فقط على تجار الأنفاق، بل على تجار التحريض والتوتير أيضا، هناك من لا يستمد مكانته وموقعه إلا بسبب الانقسام، وهناك من لا يطيق التعايش والشراكة مع الآخر الوطني أو يجد فيه قيدا ثقيلا على حركته ومناوراته أو تهديدا لسلطته.
في المقابل تتراكم الخسارات الجمعية والجزئية نتيجة الانقسام، فالأوضاع المعيشية للمواطنين تدهورت في شطري الوطن وخاصة في قطاع غزة، والحريات العامة تراجعت، والحياة الديمقراطية التي كان بعضنا يتغنى بها أفلت بغياب المؤسسة التشريعية وتعطيل الانتخابات وغياب الرقابة والمحاسبة، والقضايا الكبرى كالقدس والمستوطنات تراجع الاهتمام بها بسبب انهماك الفرقاء وانشغالهم في الأزمة الداخلية، والأسرى يستندون إلى حائط مشروخ، بل تحول إضرابهم إلى مادة للتحريض والتحريض المضاد.
وإذا كانت حماس هي المسؤولة أولا وقبل غيرها عن وقوع الانقسام، وعن كثير من تداعياته وأسباب استمراره، فإن قيادة السلطة والمنظمة ليست معفاة من المسؤولية، لأنها أولا مسؤولة عن شعبها، ولأنها تملك القرار والشرعية والقدرة لو صدقت النيات وتوفرت الإرادة لطي هذه الصفحة القبيحة من تاريخنا.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -كمين في الظلام-.. كيف استخدمت باكستان -السرّ الصيني- لإسقاط ...
- ألمانيا تطالب إسرائيل بضمان إيصال المزيد من المساعدات إلى غز ...
- هل يمكن احتواء التوتر بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس ...
- ملخصات الذكاء الاصطناعي تضعف حركة المرور بمواقع الأخبار
- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - تجار الانقسام