أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نهاد ابو غوش - أبعد من اعتقال الصحفي جهاد بركات














المزيد.....

أبعد من اعتقال الصحفي جهاد بركات


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 5580 - 2017 / 7 / 13 - 01:27
المحور: الصحافة والاعلام
    


اعترفوا أيها السادة، واحترموا عقول الناس. الأسباب التي أعلنها الناطق باسم الحكومة لتفسير اعتقال الصحفي جهاد بركات لا تمت للحقيقة بصلة، فلا ظروف تجلب الشبهة ولا ما يحزنون، وإنما هي ادعاءات صيغت على عجل، فجرى تكييف هذه التهمة الغريبة استنادا إلى قانون عقوبات أكل الدهر عليه وشرب. والنتيجة أننا كنا في مشكلة واحدة اسمها اعتقال تعسفي أو انتهاك لحرية العمل الصحفي، فإذا نحن أمام سلسلة من المشكلات السياسية والقانونية التي تتوالد لتطرح كل أوضاعنا على طاولة البحث والتشريح، بدءا من الانتهاكات المستمرة للحريات العامة، مرورا بالبيئة القانونية التي تحكم حياتنا، وصولا للطريقة التي تقدم فيها الحكومة نفسها للشعب، ودرجة ثقة الناس في الحكومة والنظام السياسي بشكل عام.
السبب الحقيقي بسيط ومعروف، وهو أن الصحفي بركات حاول تصوير موكب رئيس الوزراء أثناء إعاقته من قبل حاجز احتلالي، ربما ظن أحدهم ( وهو مخطىء تماما في ظنه) أن هذا سيحرج الرئيس ويمس هيبته، والكل يعلم أن الحكومة والسلطة والقيادة برمتها تعمل تحت الاحتلال، وفي ظل إجراءاته وقيوده وتعسّفه الذي يطال كل جوانب حياتنا. وقد سبق للرئيس محمود عباس نفسه أن صرح أكثر من مرة أنه لا يتحرك من مقره إلا بتنسيق وتصريح من سلطات الاحتلال، كما أن رئيس الوزراء تعرض أكثر من مرة لاستفزاز الحواجز العسكرية فتصدى لها وحظي بتعاطف قطاع واسع من المتابعين.
هيبة المسؤول الفلسطيني لا تتحقق بسهولة عمله في ظل الاحتلال، ولا من الامتيازات التي توفرها بطاقة الشخصيات المهمة جدا ( VIP )، وانما من علاقته بشعبه وارتباطه بهمومه ومشكلاته، فالحصار لم ينل من هيبة الشهيد ياسر عرفات، ولا القيود والعزل الانفرادي مسّت مكانة أحمد سعدات ومروان البرغوثي ورفاقهما في الأسر.
ثم أيّ تعسّف هذا في استخراج مواد قانونية ملتبسة من قانون أردني مضى على سنّه 57 عاما في ظل الأحكام العرفية وأنظمة الطوارىء؟ الأردن نفسه أجرى سلسلة من التعديلات الجوهرية على القانون المذكور في ظل نحو عشر دورات للبرلمان الأردني، لماذا يجري ذلك؟ ونحن نتابع أن الرئيس أصدر حتى الآن عشرات المراسيم بقانون في غياب المجلس التشريعي مع أن هذه الصلاحية مشروطة ومقيّدة بالضرورة التي لا تحتمل التأجيل، فأي ضرورة يا جهابذة القانون في بلادنا أكثر إلحاحا من تعديل قانون العقوبات سيء الصيت، أو على الأقل تنقيته من المواد التي تعود للعصور الوسطى.
ثمة مشكلة أكبر من كل ما سبق وهي الفجوة التي تتسع باستمرار بين الناس والحكومة، فالحكومة جاءت في ظروف غير اعتيادية وفي غياب المجلس التشريعي، ولم تحظ بثقة ممثلي الشعب، ومن المؤكد أن استمرار استخفاف الحكومة أو من ينطق باسمها بالناس وبوعيهم سيوٍسّع الفجوة ويطيح بما تبقى من ثقة ويضعضع أركان نظامنا السياسي، لا سيما ونحن في عين عواصف إقليمية وعالمية لا قبل لنا بها إلا إذا حصّنا بيتنا الداخلي.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس بين الإرهاب والشرعية
- ترامب وفلسطين: إعادة دخول المتاهة
- تجار الانقسام


المزيد.....




- مايا دياب -تُشعل أظافرها- في إحدى أكثر إطلالاتها غرابة
- بعد تحذير ترامب.. سكان طهران يفرون شمالا مع دخول الصراع يومه ...
- مسؤول عسكري إسرائيلي يكشف سبب تراجع عدد الصواريخ التي تطلقها ...
- أثناء توجهه إلى الملجأ.. نفتالي بينيت لـCNN عن إيران: هناك ص ...
- إيران تعلن عن خطة -البدلاء العشرة- لضمان استمرارية القيادة ف ...
- ما هي أسوأ السيناريوهات المحتملة في الصراع بين إيران وإسرائي ...
- هل يصبّ سقوط النظام الإيراني في مصلحة الأنظمة العربية؟
- بريطانيا تدرج 10 أشخاص و20 سفينة وإدارة بوزارة الدفاع الروسي ...
- الحرس الثوري الإيراني يكشف عن مسيرة انتحارية جديدة (فيديو)
- -فاتح-.. أحدث صاروخ إيراني فرط صوتي يدخل على خط الحرب مع إسر ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نهاد ابو غوش - أبعد من اعتقال الصحفي جهاد بركات