أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - حماس بين الإرهاب والشرعية














المزيد.....

حماس بين الإرهاب والشرعية


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 5543 - 2017 / 6 / 6 - 18:23
المحور: القضية الفلسطينية
    



فعلت قطر وستفعل ما كان متوقعا، وما طلب منها وسيطلب من قبل الإدارة الأميركية، وليس لعاقل أن يتصور قدرة هذه الإمارة على صدّ الضغوط التي تتعرض لها، والتضحية بمصالحها واستقرارها إكراما لخاطر حماس وقادتها، وليس من قبيل المبالغة أن طرد قادة حماس من قطر هو أسهل الشروط التي على هذه الدولة أن تفي بها التزاما بالشروط الأمريكية ذات المنشأ الإسرائيلي. والحبل على الجرار بالنسبة للتنظيمات المنبثقة عن "القاعدة" والتي تدعمها الدوحة في سوريا وليبيا، وبشكل خاص في مصر، وإلا فعلى الإمارة أن تهيّء نفسها لسلسلة من العقوبات الأميركية والدولية ناهيك عن الخليجية.
قبل قطر فعلت تركيا الشيء نفسه فطردت بعض قادة وكوادر حماس، ومنهم الشيخ صالح العاروري ضمن صفقة إعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل وإنهاء ملف السفينة مرمرة. مع الفارق أن تركيا الأردوغانية هي دولة عظمى قياسا بقطر، ولم تكن معرّضة لشبح العقوبات الدولية، علاوة أن الصفقة التركية الإسرائيلية على حساب حماس كانت بثمن بخس.
وكانت حماس قبل ذلك قد أحرقت السفن التي تصلها بسوريا وإيران، ومع الدولة المصرية حين وضعت كل بيضها في سلة محمد مرسي ونظام الإخوان المسلمين، وثمة اتهامات بأن حماس تورطت في الشأن الداخلي المصري وقبله السوري، علما بأن كل هذه الخيارات والعلاقات الإقليمية والدولية التي تشابكت معها حماس وتورطت، كانت في وهم قيادتها بديلا عن تصويب علاقاتها مع النظام السياسي الذي يجب أن تنتمي إليه، وهو النظام السياسي الفلسطيني الذي تمثله منظمة التحرير، ولعلنا نذكر جميعا النشوة التي صاحبت خطاب حماس حين تسلمت السلطة وبعد الانقلاب، وراح قادتها يروّجون لعمق عربي وإسلامي، وترجموا هذا الاكتشاف بزيارات صاخبة للسودان وماليزيا وغيرها لم تسفر عن شيء ذي بال.
وإذا كان من الظلم الفادح أن يجري تصنيف حماس على أنها حركة إرهابية، لأنها أولا حركة مقاومة تنتمي لشعب تحت الاحتلال، وأن من يقوم بالتصنيف هي دولة الإرهاب الصهيوني التي لا تتورع عن دمغ الصندوق القومي الفلسطيني ولا حركة المقاطعة الدولية بهذه الصفة، ولأن حماس جزء مهم من نسيج المجتمع الفلسطيني ولها امتدادها السياسي والجماهيري، فإن قيادة حركة حماس تساهم في ظلم نفسها وجمهورها وظلم الشعب الفلسطيني بأسره إذا واصلت التنكر والاستخفاف بالشرعية الأم، وهي الشرعية الفلسطينية.
حماس مدعوّة إلى مراجعة شاملة ليس لوثائقها وعلاقاتها العامة فقط، بل لأدائها وثقافتها وتعبئتها لعناصرها، وسلوكها السياسي وتكتيكاتها وموقفها من الحركة الوطنية الفلسطينية، وهي طبعا ليست مدعوّة للتخلي عن أيديولوجيتها أو عن معارضتها لقيادة المنظمة والسلطة، بل على العكس فهذه المعارضة يمكن لها أن تسهم في تحسين أداء السلطة وتماسك مواقف القيادة السياسية وتصليبها، كل ذلك مشروط بأن أداء حماس وطاقاتها الكفاحية والشعبية تصب في مجرى النضال العام لا في مواجهته ومنافسته ومنازعته الشرعية.
حماس في أزمة، وهي أزمة تنعكس علينا جميعا، ومفتاح حلها هي في التصالح مع الشعب الفلسطيني ومكونات حركته السياسية، وتطليق الأوهام عن إمكانيات اختلاق أية شرعية خارج فلسطين.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب وفلسطين: إعادة دخول المتاهة
- تجار الانقسام


المزيد.....




- بتكليف من بوتين.. شويغو في بيونغ يانغ للقاء الزعيم الكوري ال ...
- نتنياهو وإيران: تلويحٌ بالتغيير من الداخل واستدعاء واشنطن إل ...
- -واينت-: مقتل جندي من جولاني في خان يونس وإصابة 4 آخرين بجرو ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أشخاصا أحضروا كاميرات لبث مباشر لضر ...
- هل بدء العد النازلي نحو -القنبلة النووية الإيرانية-.. من يص ...
- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - حماس بين الإرهاب والشرعية