أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نهاد ابو غوش - ذكريات عن نعيم الطوباسي














المزيد.....

ذكريات عن نعيم الطوباسي


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6711 - 2020 / 10 / 22 - 21:35
المحور: الصحافة والاعلام
    


في الذكرى الأولى لرحيل المرحوم نعيم الطوباسي (أبو زيد) نقيب الصحفيين الأسبق، وبعد أن ودعته فلسطين الرسمية والأهلية، بما يليق به من تكريم. يجدر بنا أن نتوقف قليلا أمام سيرة هذا الرجل ليس بلغة العواطف والمشاعر فقط، بل – إن أمكن ذلك- بروح التقييم والنقد الموضوعي، لعل في ذلك ما ينصف الراحل من جهة، ويفيد العاملين والمشتغلين بالحقل العام وبخاصة في مجالات العمل الوطني والنقابي من جهة أخرى.
حظي أبو زيد بوداع مميّز، إذ نعاه الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء مرورا بمعظم القيادات الوطنية والنقابية على اختلاف توجهاتها ومشاربها، وقد تميز بشكل ملحوظ الدور الذي قامت به نقابة الصحفيين في وداع نقيبها السابق، جرى ذلك وكأن الشعب الفلسطيني اكتشف فجأة أنه خسر شخصية وطنية مميزة، وذلك على الرغم من عشرات المعارك الكبيرة والصغيرة التي خاضها الطوباسي أو خيضت ضده على امتداد فترة طويلة ، حوالي 20 عاما، شغل فيها موقع نقيب الصحفيين. وقد تنوعت المعارك التي خاضها نعيم الطوباسي ما بين معارك نقابية صرف، سواء مع مؤسسات صحفية وإعلامية، أو مع صحفيين أفراد ومنافسين وحتى مع زملاء وحلفاء سابقين، إلى مواجهات تمثل امتدادا للانقسامات السياسية وخاصة بعد الانقسام الممتد والمستمر بين حركة فتح التي انتمى لها الراحل ومثّلها، وبين حركة حماس وسلطة الأمر الواقع في قطاع غزة وما امتلكته هذه الحركة من أدوات ومؤسسات إعلامية وحضور ملموس في الجسم الصحفي، كل ذلك بمعزل عن المعركة الرئيسية التي خاضها نعيم الطوباسي واستهلكت معظم جهده بل وعمره، أي المعركة ضد الاحتلال وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني وضد الصحفيين والحريات، وهي معركة امتدت ساحاتها من الوطن ومختلف قراه ومدنه ومعتقلاته وسجونه وزنازين، إلى المنابر العربية والإقليمية والدولية.
ومن السهل على أي عارف لنعيم أو متابع أن يلحظ السمة الرئيسية التي تميزه: أنه ابن مميز لمرحلة تاريخية عاشها الشعب الفلسطيني وتميزت بصعود منظمة التحرير الفلسطينية، وانتزاع شرعية تمثيلها للشعب الفلسطيني وقيادة نضاله، إلى أن وصلت للنتائج التي نعرفها جميعا بكل ما فيها من ثمار حلوة ومرّة، منجزات وخيبات تركت آثارها على كل فئات الشعب وبالتحديد على نعيم الطوباسي نفسه الذي كان شريكا بمنجزاتها كما اكتوى بنارها.
في هذه المرحلة كانت "فلسطين" هي الموضوع الرئيسي، أي أن الهوية الفلسطينية، والانتماء لفلسطين هو أعلى وأسمى وأهم من أية حسابات أو أيديولوجيات مهما كانت وجاهتها، ويمكن القول، حسب اجتهاد كاتب هذه السطور، أن هذه هي إحدى ابرز ملامح المدرسة العرفاتية التي كان نعيم واحدا من تلامذتها، ف"الهوية الفلسطينية" و"الشرعية" أهم ألف مرة من العمل المؤسسي والانتخابات الدورية مثلا، من هذه الصفة أيضا اكتسب نعيم الطوباسي كثيرا من صفاته وسجاياه الشخصية، كانت فلسطين في نظره كبيرة جدا، أكبر من كل شيء، وكان يرى في نفسه وفي موقعه أهم من أي نقابة أو مؤسسة أو اتحاد آخر، وكان يعتد بفلسطين ويفرض هذه الصورة المبهرة على محاوريه وعلى أصدقائه وخصومه على حد سواء.
ومما يسجل للراحل ولسيرته أنه كان مبدئيا وصلبا في مناهضته للتطبيع مع الاحتلال ومؤسساته في كافة المنابر التي عمل بها، كان عنيدا في مواجهة التطبيع حتى في فترة شهر عسل اوسلو، حين لم يكن التطبيع محل إدانة واستنكار مثلما هو الآن، وقد ثبت نعيم على موقفه رافضا كل المغريات بحيث حمى النقابة وما تمثل من السقوط في وحل التطبيع وتمكن من تعميم وجهة نظره على اتحاد الصحفيين العرب والنقابات العربية كل على انفراد، في الوقت الذي كان فيه خصما عنيدا لممثلي دولة الاحتلال وساهم في اجتذاب التأييد الدولي من قبل الأطر الدولية لموقف نقابتنا وصحفيينا.
من صفات نعيم الطوباسي أيضا أنه كان وطنيا وحدويا منفتحا على الجميع، بل وراغبا في أن يضم الجميع تحت جناح الإطار الذي يمثله، ولذلك كثيرا ما كنت تراه مستعدا للتضحية والتنازل، يتوافق مع ممثلي الفصائل الأخرى أكثر مما يتوافق مع زملائه وإخوته من حركة فتح، ولم يكن ذلك من منطلق الغيرية والإيثار بمقدار أنها كانت نابعة من ثقته أن فتح هي التي تقود.
ومن أهم ما يميز شخصية الراحل انحيازه المطلق للصحفيين وحريتهم في وجه أي انتهاك يتعرضون له بصرف النظر عمن يقترفه، هذه المعادلة دفعته إلى الصدام مع مراكز قوى في السلطة وأصدقاء شخصيين تولوا مناصب أمنية وحكومية رفيعة، لكنه كان يدرك أن أفضل طريقة يدافع بها عن فتح ومواقفها ومكانتها هي انحيازه للصحفيين ولحرية الصحافة.
أما في الخصال الشخصية فكأنّ الراحل جمع صفاته الوطنية والنقابية، المتركزة في الهوية الفلسطينية، إلى نشأته وخصاله التي ورثها من بيئته التقليدية والعشائرية، الفلاحية وشبه البدوية، حيث الأولوية القصوى لقيم النخوة والشهامة بعيدا جدا عن قيم السوق أو قيم مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية. ففي كثير من المواقف والمحطات يتضح لك أن الذي يتصرف أمامك هو "أبو زيد" الصاحب الوفي والأقرب إلى شيخ العشيرة، من الشخصية المؤسسية المحكومة للأنظمة والتعليمات الباردة



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحيون الفلسطينيون والهوية الوطنية
- في الذكرى السادسة لرحيل هشام أبو غوش: خسرنا مناضلا استثنائيا
- مسيرة حزب العمل الإسرائيلي من قمة السلطة إلى الاندثار
- القدس الكبرى الإسرائيلية: مساحات أكثر للضم وفلسطينيون أقل
- المرأة بين قيم الإسلام الخالدة ودين حزب التحرير
- حزب التحرير ينجح في توحيد الرجعيين والظلاميين وقيادتهم
- الفلسطينيون والتصدي لصفقة القرن
- التأسيس لدولة الأبارتهايد يصيغتها الصهيونية
- ماذا يفعل حزب التحرير في فلسطين
- ثغرات في جدار القدس
- أبعد من اعتقال الصحفي جهاد بركات
- حماس بين الإرهاب والشرعية
- ترامب وفلسطين: إعادة دخول المتاهة
- تجار الانقسام


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نهاد ابو غوش - ذكريات عن نعيم الطوباسي