أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - مسيرة حزب العمل الإسرائيلي من قمة السلطة إلى الاندثار















المزيد.....

مسيرة حزب العمل الإسرائيلي من قمة السلطة إلى الاندثار


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6702 - 2020 / 10 / 13 - 23:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


تشير جميع استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي التي أجريت منذ إعلان نتائج انتخابات الكنيست الثالثة والعشرين في آذار 2020 ، وحتى استطلاع القناة 12 في السادس من أكتوبر الجاري، والاستطلاع الذي نشرته صحيفة "معريف" يوم الجمعة التاسع من الشهر، إلى أن حزب العمل الإسرائيلي لن يتجاوز نسبة الحسم في الانتخابات المقبلة. الاستطلاعات تعطي الحزب التاريخي الآيل للاندثار نسبا قريبة من الواحد في المئة، وقد تكرر هذا التقدير في كل الاستطلاعات تقريبا بحيث تتساوى فرص حزب العمل مع مجموعات هامشية مثل غيشر برئاسة أورلي ليفي، ديريخ ايريتس للمنشقّين عن حزب تيلم / أزرق أبيض، يوعز هندل وتسفي هاوزر، ولم يكلّف معدّو الاستطلاعات أنفسهم عناء إجراء حسابات معقدة لفرص وإمكانيات اندماج "العمل" مع أحزاب أخرى، أو نجاحه في استقطاب شخصيات لامعة لخوض الانتخابات باسمه، وكأنهم باتوا على قناعة بأن حزب العمل، الحزب التاريخي الذي أسس دولة إسرائيل وقادها لعقود لم يعد يملك أية فرصة في البقاء. حتى أن شخصيات عمالية معروفة مثل رئيس بلدية تل أبيب رون خولدائي، أو قريبة من العمل، مثل الجنرال غادي أيزنكوت باتت مرشحة لاجتياز نسبة الحسم لو خاضت الانتخابات أكثر من حزب العمل بتاريخه ومؤسساته وجمهور منتسبيه الذي توضح الإحصائيات إلى أنه تجاوز الستين ألفا.
تختلف ظاهرة غياب واضمحلال حزب العمل الإسرائيلي عن ظاهرة الأحزاب التي تنشا فجأة، ثم تعيش لدورة أو دورتين، قبل أن تختفي كالفقاعة، بمثل سرعة نشوئها. فالظاهرة الثانية هي ظاهرة ملازمة للخريطة السياسية الإسرائيلية، وهي شائعة أكثر لدى الأحزاب والحركات التي تبحث لها عن مكان في منطقة الوسط / المركز، بين التيارين الرئيسيين في السياسة الإسرائيلية: حزب العمل وحلفائه على يسار الخريطة، وحزب الليكود وحلفائه على يمينها، ذلك أن حزب العمل يختلف عن الأحزاب السريعة التشكيل والاندثار ( أبرزها حزب كاديما برئاسة أرييل شارون، والحركة الديمقراطية للتغيير، ثم ائتلاف أزرق أبيض في الثلاث دورات الانتخابية الأخيرة)، بمؤسساته وعضويته الواسعة والممتدة، وإرثه السياسي والأيديولوجي، فضلا عن مكانته الاعتبارية وسجلّه التاريخي في تأسيس الدولة وقيادتها، ولاحقا في المكانة التي كوّنها لنفسه، وسط التقسيمات الإثنية والعرقية، باعتباره الممثل الشرعي الأبرز لفئات وشرائح اجتماعية، ولمصالحها ورؤيتها لنمط الحياة، وهي بالتحديد الطبقة الوسطى الأشكنازية.
ومع أن الحياة السياسية والحزبية في إسرائيل استقرت على معسكرات متمايزة، يمين ويسار وأحزاب حريدية دينية فضلا عن الأحزاب التي تمثل الأقلية القومية العربية الفلسطينية والتي تعتبر نفسها كما يعتبرها الآخرون خارج المنظومة الحزبية الصهيونية، إلا أن سمة هذه المعسكرات والقواعد الانتخابية للأحزاب كانت وما زالت تتسم بالانسيابية كما وصفها أ.شلحت ( حزب العمل الإسرائيلي، هل هي النهاية موقع مدار 231 أيار 2020) وسهولة الانتقال من معسكر إلى آخر. ولا عجب أن قادة تاريخيين في أحزاب إسرائيلية رئيسية انشقوا عنها ليؤسسوا أحزابا جديدة مثلما فعل بن غوريون بتأسيسه حزب رافي في العام 1965، وأرييل شارون حين انشق عن الليكود وأسس حزب كاديما، واللافت أن زعيما تاريخيا آخر في حزب العمل هو شمعون بيرس انضم إلى الانشقاقين، كما سيلاحظ المتتبع وجود قنوات وجسور مفتوحة بين الأحزاب، وسهولة انتقال القادة والزعماء بين معسكر وآخر، مثل خروج عمير بيرتس من حزب العمل عام 1999 وتأسيسه حزبا جديدا (عام آحاد) ليعود لرئاسة الحزب ويقوده في الانتخابات مرتين، آخرها قيادته إلى الهاوية في انتخابات 2020.
اشتراكية صهيونية
يعد حزب العمل الإسرائيلي، بجذوره وروافده وصولا إلى أطره الائتلافية، الفرع الرئيسي والممثل الإسرائيلي الأبرز لأحزاب الاشتراكية الديمقراطية، أو الأممية الثانية، والتي يجمعها الإطار الدولي المعروف بالاشتراكية الدولية. وهذه الأحزاب حرصت على تمييز نفسها عن الأحزاب الماركسية اللينينية (الأممية الثالثة) في حقلين رئيسيين الأول هو الحقل الاقتصادي الاجتماعي والانفتاح على اقتصاد السوق والسياسات الليبرالية، والثاني هو في المساحة التي تحتلها المسألة القومية والوطنية في توجهات هذه الأحزاب "الاشتراكية"، تجسد ذلك في الحالة الإسرائيلية بالارتباط الوثيق بين "اشتراكية" حزب العمل، وبين صهيونيته بل ويهوديته الطاغية على هويته.
ساعدت الصفة الآنفة حزب العمل على تثبيت أقدامه في صفوف العمال المهاجرين من أوروبا، والمتأثرين بانتشار الفكر الاشتراكي في النصف الأول من القرن العشرين، كما ساعده ذلك على التغلغل في أوساط المزارع التعاونية والكيبوتسات وبناء قاعدة اجتماعية عريضة مكنته من مواصلة الهيمنة على الحياة السياسية في إسرائيل لثلاثة عقود بعد إنشاء الدولة.
وحتى الربع الرابع من سبعينات القرن الماضي، حافظ الحزب على قوة حاسمة في الكنيست تراوح عدد مقاعده فيها بين مطلع الأربعينات وأواسط الخمسينات، وكان يمكن تأمين أغلبية مريحة ببساطة بالاتفاق مع حليفه الطبيعي والتقليدي (مابام وميريتس لاحقا)، أو مع الأحزاب الدينية الجاهزة دائما للتحالف مع الحزب الأكبر وممثلها الرئيسي في ذلك الوقت الحزب الوطني الديني (المفدال).
المصير البائس
ويمكن ملاحظة التراجع التدريجي المنتظم في قوة حزب العمل وحلفائه، إلى أن جاءت لحظة التحول في العام 1977 مع انتخابات الكنيست التاسعة التي حملت انتصار ليكود مناحيم بيغين في الانتخابات، وبروز الحركة الديمقراطية للتغيير (داش) التي انتزعت حصة مهمة من نصيب حزب العمل وقاعدته وأضافتها لحليفها حزب الليكود، لكن هذه الدورة لم تكن حاسمة، إذ تبعتها دورات تناوب فيها الحزبان الرئيسيان السلطة وتداولاها، ثم استجمع حزب العمل وأنصاره قواه بما يشبه حرارة الروح ليفوز في انتخابات 1992، و بعدها انتخابات 1999 لكنه اعتمد بشكل رئيسي على أخطاء خصمه الرئيس الليكود. وبقي المنحى العام، التراجعي الهابط، ملازما لمسيرة حزب العمل إلى أن اختتمها رئيسه الحالي عمير بيريتس بخطوة شبه انتحارية، وهي الالتحاق بحكومة بنيامين نتنياهو من موقع الضعف والهامشية، وكامتداد ذيلي لجماعة بيني غانتس في حزب أزرق ابيض. وليس أدل على هذا المصير البائس لحزب العمل من الائتلاف المصلحي الانتهازي الذي تشكل عشية الانتخابات من أحزاب العمل وميريتس وغيشر التي حصلت مجتمعة على 7 مقاعد، وما لبثت أن انقسمت فور ظهور النتائج إلى مكوناتها الأصلية، وحتى يكتمل بؤس المشهد انقسمت كتلة حزب العمل عينها إلى قسمين: فالتحق بيريتس وايتسيك شموئيلي بالحكومة، وظلت ميراف ميخائيلي في المعارضة.
ولتفسير ما جرى لحزب العمل الإسرائيلي لا بد من ملاحظة تضافر أثر الأسباب الذاتية المتصلة بأداء قيادات الحزب وأوضاعه الداخلية، إلى جانب الأسباب الموضوعية التي تخص المجتمع الإسرائيلي بشكل عام، وما طرأ عليه من تحولات عميقة طالت مركباته الطبقية والإثنية المختلفة، وتأثيرات الصراع مع العرب والفلسطينيين.
تحولات عميقة في المجتمع
أبرز التحولات التي شهدها المجتمع الإسرائيلي هي الطلاق مع الخيار الاشتراكي حتى لو كان من لون الاشتراكية الديمقراطية/ الأممية الثانية، ولا يعود تنفيذ هذا الخيار إلى أحزاب اليمين فقط، بل ساهم فيه حزب العمل من خلال توثيق الارتباط بالولايات المتحدة ومراكز الرأسمالية العالمية، وإطلاق العنان للقطاع الخاص وتقليص المسؤوليات الاجتماعية للدولة، والتصفية التدريجية لمجتمعات الكيبوتس والمزارع التعاونية، والحد من تأثير اتحاد نقابات العمال الهستدروت في الحياة العامة، وخصخصة المرافق العامة الرئيسية بما يشمل خدمات البنى التحتية كقطاعات النقل والمواصلات والاتصالات والمياه والكهرباء وصولا إلى خدمات الأمن والحراسة في دولة للأمن فيها مكانة مركزية .
كما أدت موجات الهجرة الواسعة التي شهدتها إسرائيل بدءا من منتصف الخمسينات والتي تركزت في هجرة يهود الدول العربية وخاصة شمال افريقيا، ثم في مطلع التسعينات من دول الاتحاد السوفياتي السابق، إلى تبلور مجاميع إثنية عرقية لم يكن من السهل استيعابها وهضمها في مجتمع إسرائيلي موحد، ترافق ذلك مع نشوء مجتمع ذي مواصفات متميزة نسبيا هو مجتمع المستوطنين بتعداد سكاني يزيد عن 700 ألف مستوطن، وبنمط حياته والأفكار التي تسيطر عليه والأحزاب والجماعات والحركات التي تعمل في صفوفه، حيث يمكن بسهولة ملاحظة أن حزب العمل الذي كان أول من بادر إلى إنشاء وبناء هذه المستوطنات، لا يملك فيها أي تأثير، وأن المستوطنات والمستوطنين هم قوة صافية لليمين واليمين المتطرف، وفي المقابل فإن التحولات الفكرية والسياسية التي قادت إلى تبني قانون القومية اليهودي، ترافقت مع نمو وعي الجماهير العربية الفلسطينية لذاتها، وإدراكها أن الأحزاب الصهيونية قاطبة لا تمثلها ولا تمثل طموحاتها الوطنية ولا قضاياها المدنية، وأصبحت هذه الجماهير بالتالي خارج دائرة تنافس الأحزاب الصهيونية على أصواتها، علما بأن حزب العمل عينه كان يحصل، سواء بشكل مباشر أو من خلال قوائم تابعة، على عدد من المقاعد وصل في بعض الدورات إلى ستة مقاعد.
وحتى لو لم تكن هذه الصيرورة عملية نهائية وحاسمة، فقد توفرت ظروف كان لكل مجموعة أحزابها وممثلوها السياسيون، وبالنتيجة تراجع حزب العمل الإسرائيلي من كونه حاملا لمشروع قومي صهيوني اشتراكي، إلى ممثل لشريحة محدودة من المجتمع الإسرائيلي هي بالتحديد الطبقة الوسطى الأشكنازية.
وعلى امتداد العقود الماضية كلها، شهد المجتمع الإسرائيلي برمّته جنوحا متزايدا نحو اليمين واليمين المتطرف، ينطبق ذلك على المجتمع بشكل عام وخياراته السياسية وكذلك على كل حزب بمفرده، وقد ساهمت هذه العملية في محو الفوارق الجوهرية بين العمل والليكود من جهة، وجعل حزب العمل طوال الوقت يلهث في محاولاته تقليد الليكود وتبني مواقفه سواء حين يتعلق الأمر بالموقف من عملية السلام وحقوق الفلسطينيين، أو في سيطرة الأجندة الأمنية والعسكرية على اهتمامات الحزب .
أزمة قيادة
عرف حزب العمل في العقود الأولى لإنشاء دولة إسرائيل، سلسلة من القادة المتميزين الذين قادوا الحزب والمجتمع والدولة على حد سواء، ومن هؤلاء دافيد بن غوريون، وليفي اشكول، وغولدا مئير، وصولا إلى اسحق رابين وشمعون بيرس. ولكن خلال عقود تدهور الحزب وتراجعه برزت بوضوح مشكلاته القيادية، والتي تمثلت في عجز مؤسساته عن إفراز قادة بمستوى التحديات التي تواجه الدولة والمجتمع، ودليل ذلك أن حزبا كحزب العمل كان ينتظر إنهاء شخصية كرئيس الأركان الأسبق إيهود باراك خدمته العسكرية لكي يتولى قيادته، وقد أثبت باراك أن رئاسته لحزب العمل لم تكن سوى محطة عابرة، حيث اختلف مع الحزب وشكل حزبا جديدا ما لبث هو الآخر أن اختفى. نفس المشكلة برزت مع إسناد رئاسة حزب العمل مرتين لشخصية انشقت عن الحزب هو عمير بيريتس، ولشخصية أخرى جاءت من خارج الحزب وخارج منظومته الفكرية والسياسية هو آفي غباي الليكودي القادم من حزب كولانو. وتعززت مشكلة القيادة بالتغيير المستمر والمتواصل لقيادة الحزب، فبعد شمعون بيرس جاء ايهود باراك، وبنيامين بن اليعيزر، وعميرام متسناع، ثم بيرس مرة أخرى، وعمير بيرتس، وباراك، وشيلي يحيموفيتش، واسحق هيرتسوغ، وآفي غباي، ثم عودة لعمير بيرتس. هذه التغييرات أفقدت الحزب الاستقرار، وهويته المتميزة، وخلقت انطباعا بأن قيادة حزب كحزب العمل إلى الانتصار هي ضربة حظ وما على الحزب سوى اختيار القائد المناسب.
أزمة برنامج
إلى جانب لتخبط السياسي الذي أظهره حزب العمل في محطات عديدة، وانعدام جرأته في تبني برنامج حقيقي للسلام، حيث دائما ما ردد دعاية اليمين ولجأ إلى تحميل الفلسطينيين مسؤولية فشل السلام، أظهر الحزب كذلك ترددا في تبني مواقف واضحة وحاسمة في القضايا الاقتصادية والاجتماعية، لا بل إنه ترك الفئات الفقيرة والمهمشة نهبا للأحزاب الدينية واليمينية التي تمكنت من استقطاب تأييد شرائح واسعة من هذه الفئات إما بسياساتها التنفيعية القطاعية، أو بخطابها التحريضي الفاشي المركز ضد العرب والفلسطينيين. لقد أخلى حزب العمل ساحات الصراع الاجتماعي والاقتصادي إما لحركات طائفية إثنية كما مع حركة الفهود السود في مطلع السبعينات، أو لحركات احتجاجية ذات مطالب حياتية واقتصادية محدودة دون أن تكون سياسية شاملة كما مع احتجاجات العام 2011، أو لحركات وأحزاب تتحلّق حول قضية بعينها، بحيث كان يمكن لحركة ناشئة من رحم اليمين مثل حركة كولانو أن تنشا وتنتزع مكانة مهمة في المشهد السياسي الإسرائيلي اعتمادا على موقفها وموقف زعيمها موشي كحلون من قضية واحدة هي سطوة شركات الاتصالات.
إن إحجام حزب العمل عن تبني برنامج نضال سياسي واجتماعي واضح وحازم ضد سياسات اليمين الشعبوي وبرامج الخصخصة وتخلي الدولة عن مسؤولياتها الاجتماعية، انعكس كذلك في مواقف الحزب المترددة تجاه قضايا الحقوق والحريات المدنية، فحزب العمل، ذو الشعارات الاشتراكية ظل على امتداد سنوات حكمه ، وبعدها أسير مواقف توفيقية في قضايا الدين والدولة، مخليا هذه الساحة لأحزاب وحركات يسارية تارة مثل راتس، ويمينية متشددة تارة أخرى مثل حركات شينوي، ولاحقا يوجد مستقبل، حتى أن حزبا مثل إسرائيل بيتنا برئاسة أفيغدور ليبرمان وبعد أن تراجعت قاعدته في صفوف المهاجرين، بات يجد في النضال ضد الإكراه الديني مادة رئيسية لدعايته.
ويمكن ملاحظة أزمة البرنامج في التبدلات السريعة والمتناقضة لحزب العمل في تحالفاته الرئيسية وحتى في تشكيل وتسمية قوائمه الانتخابية، فمن التحالف التاريخي مع أحزاب المتدينين، إلى تشكيل التجمع (المعراخ) مع حزب مابام، إلى التحالف مع الحركة الدينية ميماد وتشكيل قائمة إسرائيل واحدة، ثم ائتلاف المعسكر الصهيوني مع حركة تسيبي ليبني وفلول حركة كاديما، وصولا إلى التحالف الذي لا يجمعه جامع سوى الرغبة في اجتياز نسبة الحسم مع ميرتس وغيشر.
خلاصة
مسيرة حزب العمل الإسرائيلي، والممثل الرئيسي لليسار الصهيوني خلال عقود، انتقلت من تحطم الحزب كما كانت توصف معاركه الانتخابية الفاشلة والتي كان عدد مقاعده فيها يتقلص من خانة عشرية إلى خانة عشرية أدنى بعد كل معركة، إلى اضمحلاله وقرب اختفائه نهائيا عن الخريطة السياسية. حاول الحزب منافسة اليمين في ساحة هذا الأخير وبرامجه وشعاراته، فردّ عليه الجمهور بتفضيل اليمين الأصلي الواضح وليس المقلّد. وإذا كانت الشرائح والفئات التي مثلها حزب العمل وعبّر عن مصالحها وتطلعاتها ورؤيتها لنوع الدولة التي تريد العيش فيها، قد تخلّت عن حزب العمل وهجرته إلى قوائم وأحزاب أخرى، معظمها عارض وموسمي النشوء، فمن المرجح أن البيئة المجتمعية الإسرائيلية سوف تظل مهيّأة لاستقبال أو لتوليد حزب يساري صهيوني معبر عنها، وارتباطا بذلك فإن معسكر السلام الإسرائيلي الذي تبخر في العقدين الماضيين تزامنا مع أزمات حزب العمل وإخفاقاته، سيظل هو الآخر في انتظار رافعة تنتشله من هاوية النسيان.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس الكبرى الإسرائيلية: مساحات أكثر للضم وفلسطينيون أقل
- المرأة بين قيم الإسلام الخالدة ودين حزب التحرير
- حزب التحرير ينجح في توحيد الرجعيين والظلاميين وقيادتهم
- الفلسطينيون والتصدي لصفقة القرن
- التأسيس لدولة الأبارتهايد يصيغتها الصهيونية
- ماذا يفعل حزب التحرير في فلسطين
- ثغرات في جدار القدس
- أبعد من اعتقال الصحفي جهاد بركات
- حماس بين الإرهاب والشرعية
- ترامب وفلسطين: إعادة دخول المتاهة
- تجار الانقسام


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - مسيرة حزب العمل الإسرائيلي من قمة السلطة إلى الاندثار