أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نهاد ابو غوش - المرأة بين قيم الإسلام الخالدة ودين حزب التحرير














المزيد.....

المرأة بين قيم الإسلام الخالدة ودين حزب التحرير


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6446 - 2019 / 12 / 25 - 03:19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


• نهاد ابو غوش
تبدي الأطراف الظلامية والرجعية عداءا غريبا تجاه المرأة وحقوقها وإنسانيتها، وهي بذلك لا تتورع عن مخالفة مرجعياتها الفكرية والدينية المدّعاة، وتتعامل مع هذه المرجعيات (القرآن والسنة في حالتنا) بشكل انتقائي استنسابي، أي تختار ما يوائم رؤيتها العدائية للمرأة وتنبذ ما لا يوائمها، شأنها في ذلك، شأن موقفها من الآخر مسيحيا كان أو يهوديا أو حتى من أتباع طائفة أخرى من نفس الدين.
يعزز هذا المنطق نفسه بالتعسف في تأويل آيات القرآن، ونزعها من سياقها، أو الاستناد إلى الأحاديث والمروّيات الضعيفة، المهم أن تسند وجهة نظره، متجاهلا في الوقت عينه ما يخالف رأيها المسبق من المرأة، مثلا يجري إهمال دلالات حديث الرسول عن عائشة " خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء"، أو " النساء شقائق الرجال لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم، وبدل ذلك يكثر الاستشهاد بالحديث المنسوب للنبي محمد القائل " ما أفلح قوم ولّوا أمورهم امرأة" وهو حديث جاء في سياق حملة تعبوية خاضها الرسول على دولة الفرس في غمرة ضعفها وانحدارها، وبعد عقود قليلة من مشاركته في حملة القبائل العربية ضد النفوذ الفارسي الساساني فيما عرف بمعركة ذي قار، بينما يتجاهل أصحاب هذه الرواية قصة بلقيس التي تحدثت عن النبي سليمان ( بحسب القرآن) بكلام فائق الاحترام ( قالت يا أيها الملأ إني ألقي إليّ كتاب كريم، وأسلمت واسلم معها قومها، أي أن قومها أفلحوا بالنتيجة على الرغم من إسنادهم أمرهم لامرأة.
يمكن أيضا الاستشهاد بما ورد في القرآن عن السيدة مريم التي قالت عنها أمها حين وضعتها "وليس الذكر كالأنثى" فيتخذه البعض دليلا لتفوّق الذكور على الإناث بالمطلق، مع أن آيات كثيرة أخرى تشير إلى مكانة مريم السامية المطهرّة والمصطفاة والمفضلة على نساء العالمين بمن فيهن زوجات الرسول.
ويبدو جليا أن للقوى الظلامية: حزب التحرير وداعش على وجه الخصوص، دينا آخر، ليس هو الدين الذي تعلمناه وتربينا عليه وصار عنصرا حاسما من عناصر ثقافتنا وهويتنا الروحية والقومية والوطنية، إنه ليس دين العدل والحرية التي استلهمها عمر الفاروق بقوله (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) وليس دين المساواة ( الناس سواسية) والكرامة والتسامح "ولقد كرمنا بني آدم" بل إن دينهم هو دين السبي والقتل ( جئتكم بالذبح) ومعاداة الآخر (تحريم معايدة المسيحيين). إنه الدين الذي يطير صواب أصحابه ويتنافخون غضبا وشرفا مزعوما إذا جرى الحديث عن رفع سن الزواج ليصل على الأقل إلى سن المسؤولية القانونية والجزائية، وهي نفس سن إكمال الدراسة الثانوية، بينما لا تثور ثائرة هؤلاء حين يسمعون عن تعذيب فتياتنا وأسيراتنا بطريقة "الموزة"، ولا بمنع الأسيرة إسراء الجعابيص من تلقي الحد الأدنى من الرعاية الصحية اللائقة التي تنسجم مع جروحها وأوجاعها.
وكثيرا ما نجد الدعاة والشيوخ المحسوبين على هذه التيارات يتلذذون ويفرطون في سرد وشرح الجوانب الغرائبية لدينهم المنسوب زورا للإسلام، كشهادات وجدي غنيم عن قتل خالد بن الوليد للأسرى، أو حديث المدعو أبو اسحق الحويني عن قتل خالد لمالك بن نويرة وطبخ رأسه، أو الشيخ محمد علي الشنقيطي الذي وعد كل مسلم بنحو عشرين ألف حورية، مدة كل لقاء مع الحورية سبعون سنة، ولا يبتعد عن هؤلاء المدعو عصام عميرة الذي صاغ وألقى الوثيقة المنسوبة زورا لعشائر الخليل، وحديثه العدواني الدائم عن المسيحيين وضرورة تدفيعهم الجزية.
ما يجمع هذه الروايات هو النظر للمرأة باعتبارها شيئا، موضوعا للجنس، ماكينة لإنجاب الأطفال وتربيتهم، مكانتها أعلى قليلا من الدابّة ولكنها حتما أقل من أي ذكر رقيع أو "صايع" بلهجتنا ولذلك لا مشكلة لديهم في الدخول بفتاة "مربربة" إذا كانت صحتها تسمح بذلك، وهذا ما يفسر الاستنفار والجنون في ما نصت عليه سيداو في مسائل المساواة في الإرث والوصاية والولاية.
دين حزب التحرير ومن والاه ليس من الإسلام، بل مزيج من التقاليد القبلية البالية، كمن يقول لك عند ذكر المرأة "أجلّك الله"، هذه التقاليد التي تحط من قدر المرأة اختلطت مع مخازي المسلمين وليس الإسلام، مع ما صدرته لنا الطفرة النفطية من نموذج وهابي، ومع مؤثرات استعمارية وصهيونية لا يمكن للعين اليقظة أن تخطئها.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب التحرير ينجح في توحيد الرجعيين والظلاميين وقيادتهم
- الفلسطينيون والتصدي لصفقة القرن
- التأسيس لدولة الأبارتهايد يصيغتها الصهيونية
- ماذا يفعل حزب التحرير في فلسطين
- ثغرات في جدار القدس
- أبعد من اعتقال الصحفي جهاد بركات
- حماس بين الإرهاب والشرعية
- ترامب وفلسطين: إعادة دخول المتاهة
- تجار الانقسام


المزيد.....




- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار
- ليس مجرد مشكلة إنجابية!.. العقم لدى النساء قد يكون جرس إنذار ...
- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)
- المرأة الفلسطينية تحت النار.. انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإن ...
- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نهاد ابو غوش - المرأة بين قيم الإسلام الخالدة ودين حزب التحرير