أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - في الذكرى السادسة لرحيل هشام أبو غوش: خسرنا مناضلا استثنائيا














المزيد.....

في الذكرى السادسة لرحيل هشام أبو غوش: خسرنا مناضلا استثنائيا


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6703 - 2020 / 10 / 14 - 17:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم نهاد أبو غوش
في ذكرى رحيله السادسة: وعلى الرغم من صلة القرابة، والعلاقة التنظيمية، لم ألتق بالرفيق هشام ( عبد الحميد) إلا بعد أن أصبحت عضوا في اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية وخروجي من السجن، كذلك لم ألتق بالشهيد الحاج سامي أبدا، سمعت بهما وعرفت أنهما من أِقاربي بعد اعتقالي عام 1979 حيث كان الجميع يسألني عنهما، الآن أحس أن عدم لقائي بالحاج سامي مثّل بالنسبة لي خسارة شخصية لا تعوّض، أما معرفتي الوثيقة بهشام فقد كانت مكسبا شخصيا صافيا على جميع المستويات.
من دروس الحياة القاسية: أنك لا تعرف قيمة الأشياء ولا الأشخاص إلا عندما تفقدهم، هكذا كان الحال مع هشام، فحين كان موجودا معك وحولك كنت تعتبر ذلك أمرا طبيعيا وتلقائيا، ولكن حين غاب... غابت معه أشياء كثيرة.
هشام هو من نوعية الناس الذين احترفوا العمل الثوري بالمعنى اللينيني، انغمس بكليته في هذا المشروع وانخرط فيه حتى لم يعد في حياته أي هامش للذاتي أو الشخصي، حياته كانت في الثورة وللثورة، للآخرين ومن أجلهم.
كذلك كانت نظرته للمسؤولية والمواقع والمناصب، فهي تعني مزيدا من التفاني والالتزام والجدية، مزيدا من التضحية وبذل كل ما يملك من وقت وجهد والاستعداد لبذل الحياة نفسها، مزيدا من الصبر والاستعداد لسماع الآخرين والاستماع لمشاكلهم ومعاناتهم وعذاباتهم، ذوبان الشخصي في العام والذاتي في الموضوعي، الامتيازات لا مكان لها على الإطلاق إلا إذا كانت وسائل لتسهيل القيام بالمهمة من قبيل امتلاك سيارة أو مكتب.
الهوية الفكرية تمثلت في الانحياز المطلق للفقراء والبسطاء، للصغار والضعفاء، لأولئك الذين لا يحسنون المناورة والمراوغة، ولا يتمكنون من إيصال صوتهم إلى حيث يجب أن يصل، فكان هشام صوتهم.
كانت مسطرته الأخلاقية والقيمية واضحة وحاسمة، فكانت العدالة والنزاهة والاستقامة هي ما يحرك جميع مواقفه. ولم أجد في حياتي من يجسد الحكمة القائلة " الاختلاف لا يفسد للود قضية" مثلما جسدها هشام ابو غوش الذي كان يوميا يخوض نقاشات حادة، ويعلو صوته، ويتشاجر مع البعض، لكن ذلك لم يكن يخلّف أي أثر للضغينة أو البغضاء، كانت ابتسامته الدافئة والحميمة بعد ربع ساعة من "الطوشة" تمسح كل أثر لها وتشيع الحب والتضامن والمودة في الأجواء.
كان محبا عاشقا وهو في الستينات لزوجته الراحلة نهاية، وبارّا لشقيقته الوحيدة دلال (أم رائد) هو كذلك عمّ زوجتي نعمة والأقرب لها في الوطن، وبالتالي عمّ أولادي، لم يقصّر أبدا في عيد أو مناسبة، مع أني أنا شخصيا من أشد المقصرين في المناسبات الاجتماعية، فهو امتلك قدرة على التواصل مع الجميع أطفالا وشبابا وشيبا، مثقفين وبسطاء، ولا عجب أنه كان مقربا للأطفال وصديقا لهم، محبوبا من النساء والرجال، الشباب والشيوخ، الرفاق والأخوة والمستقلين والصحفيين، المسؤولين وغير المسؤولين، من جميع التنظيمات والاتجاهات.
لم تكن خصاله وسجاياه فقط هي رأسماله، فقد كان موهوبا بذكاء استثنائي، وذاكرة مدهشة، وجلد لا يضاهى على المتابعة والقراءة والخوض في أدق التفاصيل، مع امتلاك الرؤية البانورامية للأحداث والتطورات، ولذلك حين تجتمع كل هذه الصفات مع طبائع إنسانية مميزة، نكون قد فقدنا رجلا استثنائيا . هشام: لك الرحمة والخلود والذكرى العطرة.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيرة حزب العمل الإسرائيلي من قمة السلطة إلى الاندثار
- القدس الكبرى الإسرائيلية: مساحات أكثر للضم وفلسطينيون أقل
- المرأة بين قيم الإسلام الخالدة ودين حزب التحرير
- حزب التحرير ينجح في توحيد الرجعيين والظلاميين وقيادتهم
- الفلسطينيون والتصدي لصفقة القرن
- التأسيس لدولة الأبارتهايد يصيغتها الصهيونية
- ماذا يفعل حزب التحرير في فلسطين
- ثغرات في جدار القدس
- أبعد من اعتقال الصحفي جهاد بركات
- حماس بين الإرهاب والشرعية
- ترامب وفلسطين: إعادة دخول المتاهة
- تجار الانقسام


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - في الذكرى السادسة لرحيل هشام أبو غوش: خسرنا مناضلا استثنائيا