أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء عبيد - قراءة في قصة السنجابة والعقاب للكاتبة رفيقة عثمان والشاعر صليبا صرصر.














المزيد.....

قراءة في قصة السنجابة والعقاب للكاتبة رفيقة عثمان والشاعر صليبا صرصر.


هناء عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 6716 - 2020 / 10 / 27 - 11:05
المحور: الادب والفن
    


السنجابة والعقاب قصّة للأطفال كتبتها الكاتبة رفيقة عثمان بالاشتراك مع الشاعر صليبا صرصر.
لا شك أن القصص لها أثرها الكبير في تعليم الأطفال، وتوسيع إدراكهم وبناء شخصيتهم وإثراء لغتهم، لهذا تعتبر القصص من أهم الأمور التي يجب على أولياء الأمور الاهتمام بها، وعليهم حث أطفالهم على تخصيص مكتبة للاحتفاظ بها وتنبيههم إلى مدى أهميتها. كما عليهم تشجيعهم على الذهاب إلى المكتبات لاقتناء القصص لأنها الخطوة الأولى لبناء قارئ نهم.

لا شك أن اختيار الحيوانات لتكون نموذجًا لنقل رسالة قيمة للأطفال من خلالها، هو الأفضل والأمثل، فالأطفال يعشقون الحيوانات وتجذبهم كثيرًا قصصهم.

كما أن مرافقة القصص بصور توضيحية جاذبة، يجلب انتباه الطفل بشدّة، وهذا ما برعت به الفنانة منار نعيرات في رسوماتها الّتي رافقت الأحداث لتزيد من القصة تميزًا.

القصة تتحدث عن عالم الإنسان بشخصيات الحيوانات، ولربما كان المرتكز الأساسي لفكرة القصة؛ الظروف الحالية التي نعيشها، حيث الظلم وسيطرة القوي على الضعيف.

لغة القصة قوية متينة ومفرداتها ثرية وهذا هو المطلوب لبناء لغة قوية سليمة لدى الأجيال القادمة.

القصة تتحدث عن الظلم الذي يتعرض له الصغار من قبل أصحاب القوى وهو يمثل ما تعيشه البشرية في عالمنا الحالي. فالنسر القوي يهاجم السنجابة الضعيفة حنان ويبتر ذيلها.

برعت القصة في الوصف، فمثلًا كان وصف الشتاء وما تبعه من عاصفة وبرق ورعد موفقًّا، حيث تم استخدام مفردات غنية ثرية، وكل هذه معطيات تزيد من قوة الانتباه والملاحظة عند الأطفال.

ولعل أبرز ما يميز هذه القصة تعرضها للحديث عن دواخل النفس، حيث تطلعنا مثلًا على مدى تأثير الألم الذي لحق بالسنجابة حينما أصبحت تحاور نفسها وتعد بالانتقام بسبب الألم الّذي شعرته بسبب بتر ذيلها من قبل النسر، كذلك تبين لنا تأنيب الضمير الذي انتاب السنجابة حنان إذ أنه لم يسمح لها بأذى العقاب؛ وهذا أمر منطقي فهي أم تدرك معنى الطفولة ولديها حس الأمومة الذي يرفض أن يؤذي طفلًا.

القصة أيضا برعت في إعطاء بعض المعلومات عن الحيوانات من حيث طبيعتها، والبيئة التي تعيش فيها والطعام الذي تأكله، وفي هذا بلا أدنى شك توسيع لمدارك الطفل في سن مبكرة ولعله من مقومات القصة الناجحة؛ فهي تذكر أن النسور تحلق عاليًا وتقفز من شجرة إلى أخرى بحثًا عن الطعام ولاصطياد اللحوم الطازجة والعظام الطرية ولالتقاط ما يتيسر من حبوب لإطعام فراخها الجائعة.

كما تعرضت القصة إلى الشعور الّذي ينتاب بعض الحيوانات في البيئة التي تعيش فيها كالسناحب مثلًا الّتي لا تجد الأمن والأمان في الغابة.
كذلك تصف الحيوانات بدقة، فعيون النسر لامعة بشراسة، ومخالبها حادة كالسيوف ومناقيرها معكوفة.

من الواضح أن القصة تحاول غرس جذور الأخلاق الحميدة في نفوس الأطفال، وتشجيع الصفات الطيّبة فيهم؛ كصفات التسامح، والمحبة والتعاون بين المخلوقات.
فالسنحابة حنان التي بتر النسر ذيلها ترفض أن تؤذي العقاب ابن النسر انتقاما لنفسها حيث أن ضميرها الحي منعها من الإقدام على فعل الشر رغم الأذى الذي لحق بها بسبب النسر والد العقاب.

وكأنها في نهاية المطاف تريد أن تقول أن جزاء الإحسان هو التقدير من الناس، والاحترام، والاعتذار عند الخطأ، فالعقاب في النهاية حمى السناجب من الأخطار، واعتذر النسر عن الإساءة، وتعاونت النسور مع السناجب لتجعل الغابة خضراء، ونثروا فيها البذور وجعلوها أفضل للعيش والتعايش بمحبة وسلام.

القصة مناسبة لذهن الأطفال بثيمتها ولغتها وأهدافها، قد تحتاج إلى تدخل بعض أولياء الأمور عند الأطفال الذين يجدون صعوبة في بعض المفردات وإدراك بعض المفاهيم.
كل التوفيق للكاتبة رفيقة عثمان والشاعر صليبا صرصر.



#هناء_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجاح في غزة
- عيون الحب
- بيروت؛ عيون القلب
- حوار مع الدكتور وليد سرحان عن الشّخصيّة المثاليّة
- عيد بلا عيد
- إنّهم يعشقون القطط
- حوار مع الدكتور وليد سرحان أجرى الحوار هناء عبيد
- فرح فيسبوكيّ
- الورد جميل
- تبسّم للنّبي
- كتاب
- سلالم الأدب
- رحمة العصافير
- شغب وكورونا
- كل شيء بوقته حلو
- هل يلعب الحظ دوره في نيل جوائز الرواية؟!
- حوار مع الشاعر جميل داري
- أم رائد
- عادل إمام يكشف العوامل الخفية
- قصة قصيرة شدوا الأحزمة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء عبيد - قراءة في قصة السنجابة والعقاب للكاتبة رفيقة عثمان والشاعر صليبا صرصر.