أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء عبيد - تبسّم للنّبي














المزيد.....

تبسّم للنّبي


هناء عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 21 - 01:01
المحور: الادب والفن
    


عادت الحياة إلى طبيعتها في شيكاغو، فتحت المطاعم وجميع المحلّات التّجاريّة، والصّالونات والبنوك؛ عدت للتّسوّق الضّروري؛ فأنا لست من عشّاق التسوّق، ربّما هذه الأيّام بتّ أعشق التوجّه إلى المحلّات التّجاريّة لابتعادي عنها مدّة من الزّمن؛ أي أنّها زيارة شوق وحنين.
توجّهت اليوم إلى محلّ تجاريّ مشهور في أمريكا يدعى "وول مارت" روّاده كثر بسبب أسعاره المناسبة وتنّوع بضائعه، ففيه يمكنك إيجاد كل لوازمك، حيث يوجد فيه فرع بنكيّ، صيدليّة؛ مطعم، ملابس، خضرة، مواد تموينيّة أي كما يقول إخوتنا المصريّون بلهجتهم الجميلة" بتاع كلّه".
المضحك في الأمر أنّني حييّت صديقتي الّتي تعمل محاسبة في المحلّ؛ كنت وهي نرتدي الكمّامة، لم أر ابتسامة صديقتي وأظنّها لم تر ابتسامتي، قلت لها أنا ابتسم فردّت علي: وأنا كذلك، يا لهذه الكمّامة، حبست ابتسامتنا وأخفتها، حتّى تلفوني لم يتعرّف عليّ؛ فكان لزامًا عليّ أن أدخل الباسوورد حتّى يعمل.

قبل دخولي المحلّ، كان الطّابور المنتظر طويلًا جدًّا لدرجة أنني أوشكت على المغادرة، فأنا لست صبورة عند الازدحام، وتزعجني فوضى الكثرة، لكنّي تريّثت، التّنظيم بدا واضحًا، لم يزدحم المكان بالنّاس حيث كان يتمّ إدخال أعداد محدّدة بين الحين والآخر؛ لضمان مسافات كافية من التّباعد الاجتماعيّ.
تجوّلت في المكان، الجميع التزم بارتداء الكمّامة، لكنّ المشهد كان غريبًا، لماذا اختار القدر لنا أن نظلّ مكمّمي الأفواه؟ الفيروس الصّغير يتحكّم بنا، ألا يكفينا الفيروسات الكبيرة الّتي كتمت أنفاسنا؟!
انتقيت حاجاتي الضرّوريّة، توجّهت إلى الكاشير، هناك لم أعرف إن كانت ستبتسم أم لا، بكلّ الأحوال نحن نستشعر البسمة من مخارج الحروف؛ فكلّ حرف مبتهج يرسم بسمة، الكاشير لم تبتسم بل كانت غليظة جدّا، تشوّح بيدها، وترفع صوتها، لا تحتاج أن تقول: أنا مكشّرة، حروفها كانت فظّة كمعاملتها، جبينها منكمش بين حاجبيها المقطبين؛ وددتّ لو أنّني لم أتعثّر بها اليوم، لقد عكّرت مزاجي.
ليس ذنبها أنّها لم تنعم بهديّة الابتسام، لكنّ ذنبها يكمن في صبّ جام غضبها على الآخرين، وَقَعْتُ في حيرة، هل أشكوها إلى ربّ عملها أم أتركها دون رادع فتطفئ يوم غيري بغلاظتها؟
خشيت من عاقبة شكواي؛ ماذا لو تمّ طردها؟ لا تقبل نفسي التسبّب في قطع رزق أحد، مع أنّ الله الرّازق وهو خير الرّازقين.
تبسم للنّبي، للنّبي تبسّم؛ أغنية عفاف راضي تصدح في رأسي..
تبسّمي للّنبي، وإن عَجَزْتِ فلتمسكي أعصابك عنّا قليلًا؛ فالظّهر مثقلٌ بالهموم، يحتاج إلى من يحمل العبئ عنه.
تبسّمي للنّبي فالبسمة صدقة..
غدًا سيكون أجمل بابتساماتكم..



#هناء_عبيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب
- سلالم الأدب
- رحمة العصافير
- شغب وكورونا
- كل شيء بوقته حلو
- هل يلعب الحظ دوره في نيل جوائز الرواية؟!
- حوار مع الشاعر جميل داري
- أم رائد
- عادل إمام يكشف العوامل الخفية
- قصة قصيرة شدوا الأحزمة
- في عصر الاتصالات الاجتماعية عشنا العزلة
- رواية عذارى في وجه العاصفة ونكبة النّساء المضاعفة


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر الشاعر القتيل محمود البريكان
- -سرقتُ منهم كل أسرارهم-.. كتاب يكشف خفايا 20 مخرجاً عالمياً ...
- الرئيس يستقبل رئيس مكتب الممثلية الكندية لدى فلسطين
- كتاب -عربية القرآن-: منهج جديد لتعليم اللغة العربية عبر النص ...
- حين تثور السينما.. السياسة العربية بعدسة 4 مخرجين
- إبراهيم نصر الله يفوز بجائزة نيستاد العالمية للأدب
- وفاة الممثل المغربي عبد القادر مطاع عن سن ناهزت 85 سنة
- الرئيس الإسرائيلي لنائب ترامب: يجب أن نقدم الأمل للمنطقة ولإ ...
- إسبانيا تصدر طابعًا بريديًا تكريمًا لأول مصارع ثيران عربي في ...
- حين تثور السينما.. السياسة العربية بعدسة 4 مخرجين


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء عبيد - تبسّم للنّبي