أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طه رشيد - رحيل موجع!














المزيد.....

رحيل موجع!


طه رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 6695 - 2020 / 10 / 5 - 02:42
المحور: الادب والفن
    


غادرنا في الثامن من ايلول في باريس، شاب عرف بابتسامته الدائمة وبصوته الدافئ الرقيق. وشكلت له هاتان الصفتان ميزة محببة عند زملائه واصدقائه.
انه مازن الصكار،( نجل الفنان الشمولي الراحل محمد سعيد الصكار)، والذي عرف في فرنسا بمنجزه الفني في عالم الفوتوغراف ( التصوير الصحفي )، حتى انبرت مجلة “باري ماتش” الشهيرة قبل ايام بنشر تحقيق طويل عن منجز هذا الفنان المبدع، الذي جال بلدانا عديدة ليوثق بالصورة واللقطة الذكية، حركة حياة تمتد من السنغال الى جنوب افريقيا.
تصف المجلة مازن بانه كان “امبراطورا للصداقة والكرم” ، وانه “حارب السرطان لمدة 3 سنوات، متحديا الموت بابتسامة وإنسانية قلبت عالم التصوير الصحفي رأسا على عقب”.
عمل مازن بالاضافة الى جولاته في عواصم مختلفة مصورا للموضة في باريس، ومن ثم اعتمدته اكبر شركات انتاج الحقائب، وهي “لوي فيتون” مصورا خاصا لها.
ولكن ما كان يغري مازن في التصوير هم الاطفال، خاصة الفقراء والمعوزين وضحايا الحروب!
لذلك لم يدخر جهدا في العودة إلى وطنه الام اثناء معارك تحرير الموصل، مصطحبا معه سلاحه الوحيد - الكاميرا، ليوثق بعينه الذكية الخراب الذي حل في المدينة، ويعود بمئات اللقطات التي اظهرت الجنود وهم يتجولون بين أنقاض المدينة ليلاً على ضوء عربة مصفحة. ولم ينس مازن الاطفال الصغار ، ذوي السنوات العشر، أطفال الحرب، هؤلاء الضائعين لكنهم مبتسمون، الاطفال الضحايا الذين رغم خراب مدينتهم ظلت الابتسامة على وجوههم، وكانهم يردون لمازن ابتسامته..
كان مازن يعشق الطفولة، وفي حادثة تذكرها المجلة في تحقيقها، انه قام ذات يوم بدفع كل ما في جيبه من نقود لطفل طلب المساعدة.
حين عاد مازن من الموصل احتار ماذا يقدم للصحافة الفرنسية من بين مئات المشاهد التي وثقها بعين منحازة للانسان وللطفولة.
وكانت تراوده رغبة في توثيق شباب انتفاضة تشرين، (التي اطفأت أمس شمعتها الاولى لتوقد اخرى اكثر توهجا) الا ان المرض الخبيث كان المانع اللئيم!!
في يوم رحيله اصطف اكثر من مئة وخمسين فنانا وصحفيا من زملائه الفرنسيين، رغم الحذر من وباء كورونا، مع افراد عائلته، ليودعوه بالورود والدموع.
لقد شكل رحيل هذا الفنان المتميز خسارة للعراق كما هو خسارة لفرنسا!
ولكن الى متى نفقد أبناءنا في المنافي دون ان يكرموا في وطنهم الاصلي؟
يقول المثل الفرنسي: ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي. لذلك يمكن لوزارة الثقافة بالتعاون مع الجهات المختصة، ان تقيم معرضا لصوره ولقطاته الفوتوغرافية الشهيرة، كما يمكنها طبع كتاب بمنجزه الصوري، وهذا اضعف الايمان!



#طه_رشيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملفات مجمدة!
- الطرف الذي لا يسمى !
- مهرجان “اللومانيتيه” يتواصل!
- الكاتم.. حوار من طرف واحد !
- مبالغات على الطريقة العراقية!
- الانفجار العظيم!
- اعتذار عبود والمرأة العجوز!
- حوار مع الكاتبة المسرحية الكويتية تغريد الداود
- كورونا.. ما الذي تفعليه؟!
- هل الشعب يحتاج الى مسرح؟
- عشريتان سوداوتان!
- اصدارات
- خرافة مسرح ال -اونلاين -!
- المثقف التقليدي والمثقف العضوي
- كدت ان ارفع لك قبعتي!
- حوار مع الكاتبة المسرحية العُمانية د.آمنة الربيع...حاورها: ط ...
- البراغماتية الامريكية وحقوق الانسان!
- غياب ياسين..غياب للفرح!
- التقاعد وما ادراك ما التقاعد!
- مسلسل -البرنس- وقصة يوسف!


المزيد.....




- جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه
- -الجونة السينمائي- يحتفي بـ 50 سنة يسرا ومئوية يوسف شاهين.. ...
- ?دابة الأرض حين تتكلم اللغة بما تنطق الارض… قراءة في رواية ...
- برمجيات بفلسفة إنسانية.. كيف تمردت -بيز كامب- على ثقافة وادي ...
- خاطرة.. معجزة القدر
- مهرجان الجونة يحتضن الفيلم الوثائقي -ويبقى الأمل- الذي يجسد ...
- في روايته الفائزة بكتارا.. الرقيمي يحكي عن الحرب التي تئد ال ...
- في سويسرا متعددة اللغات... التعليم ثنائي اللغة ليس القاعدة  ...
- كيت بلانشيت تتذكر انطلاقتها من مصر في فيلم -كابوريا- من بطول ...
- تظاهرة بانوراما سينما الثورة في الجلفة بطبعتها الثانية


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طه رشيد - رحيل موجع!