|
هل فشلت الامم المتحدة في حل نزاع الصحراء الغربية ؟
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6689 - 2020 / 9 / 27 - 18:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خلال هذا الأسبوع كانت هناك اربعة احداث لها ارتباط مباشر بنزاع الصحراء الغربية المغربية . الحدث الأول كان المقابلة التي أجرتها الفضائية الفرنسية " فرنسا 24 " ، حيث جمعت بين احد المناصرين لجبهة البوليساريو ، والمطبلين للانفصال الأستاذ غالي الزوبير العضو ب " المركز الصحراوي الفرنسي " ، وفي الجهة المقابلة له كان أستاذ العلاقات الدولية عبدالرحمان مكاوي ... ومن خلال تتبع كل اطوار النقاش ، نكاد نجزم انّ الجميع يتفق على دخول المنطقة نفقا مسدودا ، ستكون بدايته الاعتصام الذي ستنظمه جبهة البوليساريو بمعبر الگرگرات ، وهو اعتصام يتزامن مثل الاعتصامات السابقة ، ومثل تحريك بعض الوحدات العسكرية هنا وهناك ، مع دورة أكتوبر لمجلس الامن ، الذي سيكون نزاع الصحراء على جدول اعماله ... الحدث الثاني ، هو خروج الأمانة العامة للأمم المتحدة عن صمتها يوم السبت 26 شتنبر 2020 ، وتوجيهها دعوة من خلال نائب الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو گتريس ، بعدم اغلاق معبر الگرگرات في وجه المدنيين ، وفي وجه التجارة ، وهو موقف يعكس الرفض الصريح للأمم المتحدة على خطوة البوليساريو ، الهادف للضغط على مجلس الامن ، حتى يتخذ قرارات في دورة أكتوبر المقبلة ، لفائدة الاستفتاء وتقرير المصير . أي ممارسة الابتزاز الغير مقبول ، للوصول الى فرض الامر الواقع الذي لن يكون غير اعلان حرب ، ولو الجبهة تنفي مسؤوليتها عن الاعتصام المنتظر ، وتعتبر المعتصمين نشطاء مدنيين .. الحدث الثالث وهو من الأهمية بمكان ، حصول شرخ وانقسامات بنيوية بين صحراويي الداخل الانفصاليين الذين تعول عليهم الجبهة كنقلة لإشعال لهيب انتفاضة ( شعبية ) صحراوية من جهة ، لتأليب الرأي العام الدولي على أطروحة مغربية الصحراء ، ومن جهة ان تمهد الانتفاضة لأية إمكانية تسبب العودة الى الكفاح المسلح ... ولا ننسى هنا ان من اهم الاستراتيجيات التي تفكر فيها الجبهة منذ زمان ، وهي تحضر لها كل التحضير والعدة ، ان تترافق الانتفاضة الصحراوية ( الشعبية ) والكفاح المسلح ، مع تفجير مقاومة مسلحة بالأراضي الخاضعة لسلطة الدولة المغربية ... أي التحضير في آن للانتفاضة ( الشعبية ) ، والشروع في الكفاح المسلح ، بالترافق مع المقاومة المسلحة .... وما يشجعهم على كل ذلك ، الوضع المهلل للمغرب والمقبل على جميع السيناريوهات ... المتوقعة وغير المتوقعة التي قد تحصل بشكل مفاجئ ... لقد عرفت مدينة العيون في بحر هذا الأسبوع الجاري ، اكبر شرخ في صفوف النشطاء الانفصاليين ، فمن جهة وبعد ان حلت أميناتو حيدر منظمة ( حقوق الانسان ) المسماة ب CODESA ، وانشأت بديلها تنظيما جديدا اسمته " الهيئة الصحراوية لمحاربة الاحتلال المغربي " ، وكل شيء جرى امام اعين السلطات المختلفة من جيش ، ودرك ، وولاية ، وبوليس ، ومن دون تدخل ، لان كل مجريات المؤتمر التأسيسي الذي تم تنظيمه في 20 شتنبر الجاري ، كانت تجري تحت مراقبتها المباشرة ، سيخرج الانفصالي عالي التامك ، بعقد مؤتمر مماثل ومقابل ، ودائما تحت اسم CODESA ، معارض ل " الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي " ، ومثل القيادة التي كونتها أميناتو حيدر ، كانت القيادات التي كونها عالي التامك ، كلها متهالكة محليا وقاعديا ، ومتجاوزة صحراويا ( شعبيا ) .. لقد احتج العديد من المهتمين بالصراع الذي يجري بالمغرب ، حين اعتبروا ما جرى بالعيون ، هو محاباة للانفصاليين على خلاف نشطاء حراك الريف ... لكن ما غاب عن هؤلاء ، ان اغماض السلطات المختلفة العين عن المؤتمر التأسيسي لاميناتو حيدر " الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي " ، ومؤتمر ال CODESA الذي عقده عالي التامك ، لا يعني ان ما جرى كان بغير علم الامن ، بل ان المؤتمرين كانا مراقبين رقابة دقيقة من قبل عملاء الأجهزة ، من بين المؤتمرين انفسهم ، كما ان عدم تدخل الدولة كان موقفا بليغا ، لان الانشطار والتقسيم ، يخدم الوحدة الوطنية التي لن يؤثر فيها لا مؤتمر ال CODESA ، و لا مؤتمر ISACOM .. لكن السؤال هنا هو موجه لجبهة البوليساريو التي ايدت ISACOM ، وفي نفس الآن ايدت سابقا ال CODESA .. اذ كيف سيكون لها مخاطبين متعارضين ومتقابلين ، يروجان لنفس الخطاب .. ام ان قيادة الجبهة الفاشلة تكون قد حسمت تأييدها ل " الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي " ..... ان هذا الشرخ والتشتيت ، هو تكملة لما يجري بتندوف من احتجاجات شعبية من قبل المحتجزين ضد القيادة اليمينية الفاشلة ، التي استأثرت لوحدها ولقبيلتها بالثروة ، والمال ، والجاه ، والنفود ، وهو ردة فعل متوقعة لما يسود العلاقة بين الجبهة ، وبين النظام العسكري الجزائري ، تلك العلاقة المؤطرة بالحصار ، وبالضغط ، وبالتشكيك في اخلاص البوليساريو ، خاصة العناصر التي ادركت حقيقة المؤامرة الملعوبة بشكل مفضوح ورديء ... ان اقدام اميناتو حيدر على انشاء ISACOM ، هو شعورها بقرب تحييدها ، وابعادها من على رأس CODESA التي اعطتها شهرة دولية ، ومكنتها من حصد الجوائز المختلفة ، ومن الحصول على الأموال من الدول ، ومن المنظمات المعادية لمغربية الصحراء .. فكان عليها حتى تستمر في الاستفراد لوحدها وشلتها ، بكل هذه الامتيازات التي تتقاطر بالمجان من السماء السخية ، ان تنقلب على منظمتها ال CODESA ، وتؤسس بديلها منظمتها الجديدة ال ISACOM ، وتكون بذلك قد وجهت ضربة غير مسبوقة لمَا كانوا يسمونه ب " الوحدة الوطنية للشعب الصحراوي " .. الحدث الرابع . تمثل هذا الحدث بالبيان التشاؤمي الذي أصدرته ما يسمى ب " وزارة الاعلام " في " الجمهورية الصحراوية " بتاريخ يومه الاحد 27 شتنبر 2020 ، يدعو الصحراويين الى الوحدة ، وهنا المقصود الشرخ الذي حصل بين ال CODESA ، وبين ال ISACOM ، وهذا يعني ان الجبهة رغم انها تكون قد تسرعت عند تأييدها ISACOM ، فدعوتها من خلال البيان التشاؤمي دعوة لتجنب الانزلاق بما يضعف " الوحدة الوطنية " ، وتكون له نتائج سلبية على حل الانفصال .... ومن جهة كان البيان التشاؤمي هذا ، جوابا على موقف الأمين العام للأمم المتحدة ، الذي دعا من خلال نائبه ، الى عدم اغلاق معبر الگرگرات امام حركة المدنيين ، وامام التجارة ... ودعا نائب الامين العام للأمم المتحدة ، لرفض أي خرق لوقف اطلاق النار، والتسبب في توثير المنطقة ... فهل فشلت الأمم المتحدة في حل نزاع عمر لأزيد من خمسة وأربعين سنة خلت ؟ من خلال الرجوع الى مختلف التطورات التي عرفتها المنطقة ، ودور كل الأطراف المعنية بالنزاع ، ومسؤوليتها في الوصول الى ما وصل اليه نزاع الصحراء ، فالأمم المتحدة ومجلس الامن ، ومنذ مقلب / اتفاق وقف اطلاق النار الذي مرت عليه تسعة وعشرين سنة ، دون ان يتحقق شيء مما سطره الاتفاق المذكور ، فان الأمم المتحدة ومجلس الامن ، لم يفعلوا شيئا حتى نقول انهم فشلوا في حل النزاع المفتعل . الأمم المتحدة التي رعت ، وضمنت ، وتحت اشرافها توقيع اتفاق وقف اطلاق النار في سنة 1991 ، لعبت على الوقت لجرجرة الصراع بما ينتهي به الى الموت السريري مع طول المدة ، ومع الإحباط والملل الذي أصيب به الطرف المنهزم ، لينتهي به الامر الى التسليم ... فعندما تتنصل الأمم المتحدة ومجلس الامن ، مما ضمناه عند توقيع اتفاق وقف اطلاق النار ، واصبح حل الاستفتاء مستبعدا ، وحل غير واقعي وغير مقبول ، واضحت المينورسو مشلولة بسبب الانقلاب على الاختصاصات التي منحها لها اتفاق 1991 ، واضحت الأمم المتحدة تتناول النزاع مرة في السنة ، ويتناوله مجلس الامن مرتين بشكل محتشم في السنة ، فالأمم المتحدة ومجلس الامن ، يكونون قد وصلوا الى قناعة ، باستحالة تنظيم استفتاء لن يؤدي الى اية نتيجة منطقية ، خاصة وان الجبهة طيلة مراحل الصراع ، عجزت عن تقديم حل وسط يحفظ ماء وجه الجميع ، وبقيت متشبثة تشبث العجائز ، بحل الاستفتاء الذي لفظه المجتمع الدولي ، وخاصة وان النظام المغربي قدم تنازلا خطيرا حين اعترف بحل الحكم الذاتي كحل لا غالب فيه ولا مغلوب ... ان ما تقوم به البوليساريو ، كإغلاق معبر الگرگرات الذي رفضته الأمم المتحدة في بيانها ، الذي تلاه نائب الأمين العام السيد أنطونيو گتريس ، والتلويح مرة مرّة ، خاصة عندما يكون مجلس الامن بصدد عقد دورة ، من جدول اعمالها مناقشة ملف الصحراء بشكل محتشم ، بالتلويح بالعودة للكفاح المسلح ... هو دليل على الإحباط والازمة النفسية التي تمر بها جبهة كانت تحتل الاعلام الدولي قبل سنة 1991 ، واضحت الآن منظمة تتباكى على ماضي حنطه بإتقان وقف اطلاق النار ... فالجبهة ومن خلال كل خرجاتها ، تنتحر لوحدها ودون ان يعيرها احد اهتماما ... ومرة أخرى ان انتظاركم لمجلس الامن ، وللأمم المتحدة ، بان ينوبوا عنكم في تنظيم الاستفتاء الذي لم يعودوا يؤمنون به ، هو شبيه بانتظاركم للسراب ... ستبقون خمسة وأربعين سنة قادمة ، وانتم تنتظرون ... لكن لا مجيب ....
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحرب العراقية الإيرانية
-
الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون
-
الجمهورية الريفية
-
ماذا تحضر واشنطن لمحمود عباس ؟
-
ابراهيم غالي الذي لم يعد غالياً منذ سنة 1991 ، يوجه خطاب بكا
...
-
نكبة ام نكسة ؟
-
المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني
-
الاضراب عن الطعام
-
ذكرى 6 شتنبر 1991
-
هل سيطبع النظام المغربي مع دولة اسرائيل ؟
-
هل ستطبع الانظمة العربية مع الدولة الصهيونية ؟
-
تصعيد جزائري يخبط خبط عشواء
-
هل من قاسم مشترك بين ملف الريف وملف الصحراء ؟
-
إخبار الرأي العام / كوماندو بوليسي اعتدى عليّ / إختطاف من ال
...
-
خطاب الملك ، خطاب ودعوة لنزول الشعب ، وليس الرعايا الى الشار
...
-
أخيرا أُسدل الستار عن محاكمة ( قتلة ) رفيق الحريري -- تمخض ا
...
-
النظام المغربي يصدر مذكرة توقيف دولية في حق المواطن الالماني
...
-
الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون يحذر الجزائريين من ( الثورة ا
...
-
بعد اسقاط الحكومة وليس استقالتها ، لبنان الى اين ؟
-
هل توجد أنتلجنسيا مغربية ؟
المزيد.....
-
بيان للنيابة العامة في مصر بشأن حريق سنترال رمسيس وسط القاهر
...
-
غزة.. غارات إسرائيلية وعشرات القتلى وسط أوامر إخلاء لمعظم سك
...
-
جهود قطرية وزيارة مرتقبة لويتكوف.. استئناف المفاوضات بين حما
...
-
رشيد حموني، يعرض أعطاب الصحة ويستشرف البدائل. أثناء تعقيبه ع
...
-
ثلاثة قتلى و2 مصابين في هجوم جديد على سفينة شحن في البحر الأ
...
-
مقتل 29 فلسطينيا على الأقل و5 جنود إسرائيليين في غزة
-
زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى بريطانيا.. استقبال ملكي وقمة
...
-
الاتحاد الأوروبي يوافق على انضمام بلغاريا إلى اليورو بداية 2
...
-
سلطات شرق ليبيا تأمر بمغادرة وزراء أوروبيين فور وصولهم لبنغا
...
-
انعكاسات كمين بيت حانون على مفاوضات وقف إطلاق النار
المزيد.....
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
-
مغامرات منهاوزن
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
صندوق الأبنوس
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|