|
نكبة ام نكسة ؟
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6678 - 2020 / 9 / 16 - 02:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انّ توقيع اتفاق ( السلام ) هذا اليوم ، بين مشيختين قرشيتين ، الامارات القرشية المتحدة ، ومملكة البحرين القرشية المارقة ، ودولة الاحتلال الصهيوني ، بالبيت الأبيض ، وبالحضور الشخصي للرئيس دونالد ترامب ، اكبر واكثر من النكبة ، واكبر واكثر من النكسة ، لان خطورة ما حصل ، وفي هذا الزمن الموبوء ، الزمن الرديء ، هو خيانة كبرى ، تخدم في الصميم المشروع اليهودي الذي لم يعد يتحدث عن دولة إسرائيل ، لكنه كشف عن وجهه البشع حين بدأ يتحدث عن ارض إسرائيل ، وطبعا هناك فرق بين دولة إسرائيل اليهودية ، وبين ارض إسرائيل الميعاد التي ضمت كل شيء ، ولم تترك أي شيء ، ولا تزال عيونها على سيناء ، وتترقب السعودية... ان الاعتراف بالدولة اليهودية كدولة دينية عنصرية ، لأنها تنتصر فقط لليهود دون غيرهم من الأقليات ، ومن أصحاب الديانات الاخريات ، هو اعتراف بصهيونية القدس ، وبصهيونية الجولان ، وبحيرة طبرية ، واعتراف بصهيونية الأراضي اللبنانية ، وتنكرا ومن دون حشمة ، ولا خجل ، ولا حياء ، لعروبيتهم .... اليس هذه المواقف خيانة عظمى ، نتائجا اليوم اخطر من زمن النكبة ، واخطر من زمن النكسة ؟ فكيف يجري التطبيع ، وتبادل السفراء ، وإسرائيل تنكرت لكل تعهداتها ، واخلت بكل التزاماتها ، التي تعهدت والتزمت بها امام المنتظم الدولي ، وبالضبط امام الأمم المتحدة ... فاين حل الدولتين التي نصت عليه كل قرارات الجمعية العامة ومجلس الامن ، ليس منذ 1948 ، بل فقط منذ النكسة في سنة 1967 والى اليوم ؟ هناك عدة دول تتبادل السفراء مع الدولة العبرية ، كمصر ، والأردن ، واليوم الامارات القرشية المتحدة ، ومملكة البحرين القرشية المارقة ، كما تعترف بالدولة اليهودية ، ما كان يسمى ب ( منظمة التحرير الفلسطينية ) .. لكن هناك أنظمة دول ، تحتفظ بعلاقات اكثر مثانة ، واكثر قوة مع الدولة اليهودية ، رغم انها لا تتبادل معها السفراء ، لكن هناك يهود مستشارون للملك وضعهم السياسي والقانوني ، ارقى واعلى من مجرد تبادل السفراء ، وهذا حال العلاقات التي تجمع بين النظام المغربي ، وبين الدولة العبرية التي بها اكثر من مليون يهودي مغربي ، مرتبطين بالنظام الذي هجرهم من المغرب الى إسرائيل لتعميرها ، اكثر من ارتباطهم بالمغرب البلد ، وبالشعب المغربي المرتبط ارتباطا عضويا وتاريخيا مع الشعب الفلسطيني .. لقد ابرمت مشيخة الامارات القرشية ، ومملكة البحرين القرشية المارقة ، اتفاق سلام مع دولة إسرائيل ، وسُمّي الاتفاق الموقع ب " اتفاق السلام " ... والسؤال . هل كانتا مشيخة الامارات القرشية ، ومملكة البحرين القرشية المارقة ، في حالة حرب مع الدولة العبرية العنصرية ؟ وان كان الجواب بالإيجاب . فمنذ متى كانت المشيختين في حالة الحرب ؟ وما هي الحروب التي خاضاها ضد الدولة الصهيونية ؟ بل حتى على المستوى الإعلامي ، هل سبق للمشيختين ان شنتا حربا إعلامية ضد دولة إسرائيل ؟ وحين توقع المشيختين اتفاق سلام مع دولة إسرائيل ، وبالبيت الأبيض ، وبحضور الرئيس دونالد ترامب ، فمن اوكل ، ومن فوض للمشيختين القرشيتين التصرف باسمه ، باسم سلام موجود فقط في الورق ، وليس فوق الأرض الذي يشهد بهمجية الاحتلال في القتل والتقتيل ، وعدوانيته مع المسجونين بالسجون اليهودية منذ ثلاثين سنة لبعضهم ، ناهيك عن كبار السن ، والنساء ، والأطفال ، والمرضى الذين يستشهدون يوميا بالأمراض المزمنة ، خاصة مرض السرطان .. فهل الشعب الفلسطيني ، وليس قيادته الخائنة ، هو من اوكل وفوض المشيختين القرشيتين ، الامارات والبحرين ، التصرف باسمه ، ونيابة عنه ؟ وإذا كانت الدولة العبرية تعتقد انها بتوقيعها اتفاقيات ( سلام ) ، مع من لا يمثل في شيء القضية الفلسطينية ، ولا القضايا العربية ، سيجلب الاعتراف بمشروعية الدولة اليهودية كدولة عنصرية ، وليس السلام المقدم كواجهة ، لأنه لن يكون هناك سلام بدون ارض ، أي السلام مقابل الأرض ، فان اعتراف المشيختين القرشيتين الامارات والبحرين ، وقد سبقهما بالاعتراف كل من مصر والأردن ، واحتمال اعتراف دول عربية أخرى بالدولة العبرية وتبادل السفراء ، لن يكون كافيا لضمان بقاء الدولة العبرية ، إذا لم يضمنها السلام العادل والمنطقي ، كما نصت على ذلك قرارات الأمم المتحدة ، وقرارات مجلس الامن .. فما قامت به المشيختين القرشيتين الامارات والبحرين ، لا يعتبر في حقيقته سلاما ، امام استمرار الدولة اليهودية الدينية العنصرية ، التي لا علاقة لها باللاّئيكية التي تدعيها افتراء ، تضرب عرض الحائط بحل الدولتين ، وتحتل القدس الشرقية ، والجولان وبحيرة طبرية السورية ، والأراضي اللبنانية ... فالسلام لا يمكن ابدا ان يكون في وضع احتلال بشع ومتغطرس ، ولا يعرف غير القتل والتقتيل ، ولا يميز في جرائمه بين رجل ، ولا امرأة ، ولا شيخ ، ولا كهل ، ولا صبية ... فما قامت به المشيختين باسم سلام مصطنع مع الدولة الصهيونية ، لا يتعدى لعب دور ارنب السباق ، لتسهيل فوز الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة ، وتقديم خدمات لبنجامين نتنياهو بالنسبة لمستقبله السياسي ، المهدد بمتابعات قضائية بسبب الفساد والرشوة ... فما هو المقابل الذي ستحصل عليه المشيختين القرشيتين الامارات والبحرين ، من لعب دور ارنب السباق ، كما يجري به العمل في مختلف المسابقات المراطونية .. ؟ لا شيء ، بل بالعكس هما الخاسران الأكبر ، ما دام المستفيد هما الرئيس دونالد ترامب ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين نتنياهو ... ان يوم الثلاثاء 21 شتنبر 2020 ، وهو الشهر الذي حدثت فيه التفجيرات الإرهابية بالولايات المتحدة الامريكية ( 11 شتنبر ) ، لهو يوم حزين .. يوم ليس ولن يكون كجميع الأيام منذ سنة 1948 ، رغم انها أيام كانت كلها جراح .. فما حصل هو اكثر واكبر من النكبة ( 1948 ) ، و ( اكبر واكثر من ( النكسة ) 1967 .. لان ما يجري اليوم في هذا الزمن الموبوء والرديء ، هو رصاصة الرحمة التي وجهها الحاكم العربي الخائن للقضية القومية والمصيرية ، التي هي القضية الفلسطينية .. وفي ظل غياب الساحة من الأنظمة العربية التي كانت تسمى ب ( جبهة الصمود والتصدي ) ، رغم انها ما صمدت امام احد ، ولا تصدت لاحد ...
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني
-
الاضراب عن الطعام
-
ذكرى 6 شتنبر 1991
-
هل سيطبع النظام المغربي مع دولة اسرائيل ؟
-
هل ستطبع الانظمة العربية مع الدولة الصهيونية ؟
-
تصعيد جزائري يخبط خبط عشواء
-
هل من قاسم مشترك بين ملف الريف وملف الصحراء ؟
-
إخبار الرأي العام / كوماندو بوليسي اعتدى عليّ / إختطاف من ال
...
-
خطاب الملك ، خطاب ودعوة لنزول الشعب ، وليس الرعايا الى الشار
...
-
أخيرا أُسدل الستار عن محاكمة ( قتلة ) رفيق الحريري -- تمخض ا
...
-
النظام المغربي يصدر مذكرة توقيف دولية في حق المواطن الالماني
...
-
الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون يحذر الجزائريين من ( الثورة ا
...
-
بعد اسقاط الحكومة وليس استقالتها ، لبنان الى اين ؟
-
هل توجد أنتلجنسيا مغربية ؟
-
إتفاقية الجزائر
-
الهامش الديمقراطي
-
محنة عمر الراضي / لا يعذر احد بجهله للقانون ، والقانون لا يح
...
-
تحليل خطاب الملك
-
دعاة التغيير
-
القرارات ( الارتجالية ) للدولة المغربية
المزيد.....
-
شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
-
مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
-
زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
-
هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على
...
-
رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز
...
-
وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات
...
-
مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر
...
-
البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها
...
-
بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
-
هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|