أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل ستطبع الانظمة العربية مع الدولة الصهيونية ؟















المزيد.....

هل ستطبع الانظمة العربية مع الدولة الصهيونية ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6665 - 2020 / 9 / 2 - 09:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان هذا السؤال ليس غريبا ، لان طرحه وفي هذا الزمن الموبوء والرديء ، لا يعني ان التطبيع غير موجود بين الأنظمة العربية وبين إسرائيل ، ان التطبيع موجود واخذ اشكالا كثيرة تختلف من دولة الى أخرى ، حسب المصالح والمنافع ، وحسب الخدمات التي تقدمها الأنظمة لخدمة إسرائيل ، لإرضاء الإدارة الامريكية حتى تؤيد او تتجاهل تعيين رئيس عربي ، ليخلفه ابنه في الحكم بطريق الوراثة ، وليس بطريق الديمقراطية كحسني مبارك ..
فحفاظ الأنظمة العربية على علاقات من تحت الطاولة مع إسرائيل ليس سرا ولا بالشيء الجديد ، بل هو معروف منذ زمان طويل ، يتم الإفصاح عنه مرة مرة كلما كان في الامر ما يدعو الى الإفصاح ، او الى الفضح من قبل معارضي النظام الذي يقيم علاقات مع إسرائيل من تحت الطاولة ..
ان الفرق بين ما كان يسود العلاقات التطبيعية الإسرائيلية العربية ، انها أصبحت اليوم تقام بدون مورابة ، ولا خوف ، ولا استحياء ، فالأنظمة التي كانت تحافظ على علاقات تحت الطاولة ، أصبحت تكشف وجهها الحقيقي في الهرولة الى التطبيع ، وكأنها تتسابق لنيل وسام التطبيع الأمريكي الذي تعتبره شرفا لها ضدا على شعوبها ، وطعنا وغدرا في الحقوق التاريخية العربية التي كانت ولا زالت ، تمثل راس الحربة في الصراع العربي الإسرائيلي ، الذي هو صراع احتلال ، وصراع حضارة ، وصراع وجود ..
وبالرجوع الى تاريخ العلاقات الإسرائيلية بالأنظمة السياسية العربية ، سنجد ان هذه العلاقات كانت تختلف ، وفي وقت سابق من الاعتراف المباشر وتبادل السفراء كمصر والأردن ، ، وفي وقت سابق المغرب ، وابوظبي اليوم ، ومنها من يحتفظ بالعلاقات دون ان تصل الى تبادل السفراء ، كالمغرب ، والسودان ، وموريتانية ، وعُمان ، والبحرين . فالمسؤولين الإسرائيليين كانوا ولا يزالون يحتفظون بعلاقات خاصة مع الحكام العرب ، كما ان هناك تنسيق بين الأجهزة البوليسية الإسرائيلية ، ونظيرتها العربية ..
السؤال . اذا كانت التطبيع يجري بالعلن وعلى قدم وساق ، بين الأنظمة العربية ، حتى ولو لم يصل التطبيع عند بعضها الى تبادل السفراء ، لماذا تحتج قيادة رام الله وقيادة القطاع ، على هكذا تطبيع ، في حين نجد ان من اكبر المطبعين هم قيادات منظمة التحرير برئاسة محمود عباس ، والقيادات الفتحوية المرتبطة به ... فلا يخفى على احد التعاون البوليسي المكشوف ، بين أجهزة السلطة ، وبين الشاباك الإسرائيلي في تبادل المعلومات ، وفي الإسراع بتقديم وتسليم المقاومين والمجاهدين ، الى سلطات الاحتلال ليتم الحكم عليهم بسنوات طويلة سالبة للحرية ... في حين نجد ان الاحتلال الإسرائيلي يحمي كل مستوطن اعتدى على عائلة فلسطينية ، او اعتدى على احد الفلسطينيين ، وهناك حالات كثيرة شاهدة على هذا اللاّتكافؤ في معاملة الفلسطينيين بين الشباباك ، وبين أجهزة السلطة البوليسية المندمجة في المخططات البوليسية الصهيونية ..
ان مرد هذا الارتداد الذي تعيشه اليوم القضية الفلسطينية ، والذي بلغ حد التماهي والتفاخر العربي بخدمة المشروع الصهيوني بالمنطقة العربية ، وتسابق الأنظمة لإقامة علاقات من تحت الطاولة ، او علاقات مباشرة بتبادل السفراء ، سببه القيادة الفلسطينية التي انخرطت في المشاريع الصهيونية المدروسة والمتقنة ، دون ان تدرك المقلب والمخطط الصهيو/امريكي الذي كان يرمي الى قتل القضية الفلسطينية باللعب على الزمن ، ومن جهة تغيير نمط عيش قيادات منظمة التحرير ، حين اغرقوهم في اوساخ الدولار، فاستبدلوا اللباس العسكري الميداني ، باللباس الانيق الإيطالي ، الفرنسي ، والانجليزي المصنف ، وبربطة العنق ، وتصفيف وصباغة الشعر ، وتشذيب الاظافر ، وترك حذاء الحرب ، واستبداله بأحدية الطليان من جلد التمساح والثعابين الضخمة ، وارتداء القبعات الاوربية ، وملء الايدي بالساعات الثمينة ، والتعطر بالعطر الباريزي ، كما استبدلوا ركوب سيارات الخدمة العسكرية Les jeeps ، بالسيارات الفارهة من نوع المرسديس و BMW ... كما أصبحت العديد من القيادات يملك الدولار بالملايين ، ومنهم من له فنادق بالدول الاسكندنافية كياسر عبده ربه ، ومنازل وشقق ببريطانا وباريس ... لخ
إضافة الى هذا النمط الجديد في العيش ، الذي تزامن مع دفن البندقية ، وقطع الصلاة مع الكفاح المسلح ، وغرق المنظمة في مرطونية الحوار ، او في التفاوض العقيم الذي كان يراهن على طول الوقت ، للوصول الى نهاية اقناع المفاوضين الفلسطينيين بجدوى الحلول الإسرائيلية ، التي أضحت مفروضة بمساندة واشنطن ، وبمباركة الأنظمة العربية الخائنة ، والتي وصلت الى مخطط الضم لما تبقى من الضفة وعلى راسها غور الأردن .. فان اكبر خطأ استراتيجي سقطت فيه قيادة منظمة التحرير ، هو عندما آمنت بالحلول السلمية لاسترجاع حق أُخذ غصبا وبالقوة ، مع محتل يحسن فن المناورة ، وفن اللعب على طول الوقت ، لإفراغ القضية من زخمها التثويري الكفاحي ، والدفع بجماعة خيار التفاوض الى الاستسلام النهائي ، ومن ثم اقبار شيء كان يسمى في وقت من الأوقات بالقضية الفلسطينية ..
ان السقوط في متاهات مؤتمر مدريد في سنة 1982 تاريخ خروج الفلسطينيين من بيروت ، وان السقوط في متاهات وايْ ريفرْ ، ووايْ بْليْتيْشنْ ، وان السقوط الكبير في متاهات أسْلو في سنة 1993 ، كان اكبر ضربة تم تسديدها للقضية الفلسطينية ، بمباركة الفلسطينيين انفسهم الذين انتهى بهم المطاف ، بعد مرور ثمانية وثلاثين سنة عن مؤتمر مدريد ، ومرور سبعة وعشرين سنة عن اوفاق أسلو ، ان يجدوا انفسهم مصدومين بمشروع الضم ، ورمي حل الدولتين الذي كان أكذوبة تاقت بها القيادة الفلسطينية ببلادة قل نظيرها ، الاّ عند جبهة البوليساريو التي سقطت في نفس المقلب الذي تم صنعه للفلسطينيين ، فالبوليساريو منذ ثلاثين سنة وهي تنتظر تنظيم الاستفتاء ، وتعول على الأمم المتحدة التي اخلت بالقضية الفلسطينية ، ان تنوب عنها في تنظيم الاستفتاء في الصحراء ، وهو حلم تلاشى بمرور الزمن الذي يذيب الحجر وليس فقط البشر ..
الآن هناك مخطط الضم الذي ينتظر ترتيباته الأخيرة ، لكن الخطير هناك تأييد الحاكم العربي لهذا المخطط الذي ابتلع كل فلسطين ، وابتلع الأراضي اللبنانية التي بلعتها الدولة العبرية ، التي بلعت الجولان ، كما ابتعلت بحيرة طبرية ...
فما معنى ان يقوم النظام العربي وفي هذا الزمن الموبوء ، والرديء ، بالتطبيع مع الدولة العبرية التي داست على كل الحقوق التي تغنت بها أجيال من العرب المصدومة ، بما حدث من خيانات في النهار قبل الليل ..
فلو كان التطبيع قد حصل منذ عشرين او ثلاثين سنة خلت ، لقلنا ربما ان الهدف من التطبيع هو كسر جبل الجليد الصهيوني ، لاسترجاع فقط أراضي 1967 ، التي كان جزء منها يخضع لمصر ( غزة ) ، وجزء آخر يخضع للأردن ( الضفة ) ، والجولان ارض سورية ، في حين ان فلسطين 1948 ، تنازل عنها الحاكم العربي ، دون استشارة الشعب عن هذا التخلي الخيانة ..
ولقلنا كذلك ، ربما ان تطبيع الحاكم العربي يهدف الى خلق مفاوضات جدية مع دولة صهيون ، وبضمانة دولية لم تكن بدورها ضمانة ، بل كانت مؤامرة ضربت في القلب قلب الصراع العربي الصهيوني منذ غزو اليهود لفلسطين ...
لكن ان يتم التطبيع مع دولة مارقة كاذبة ، لا اخلاق لها ، ولا تعرف غير القوة والقتل ، وتتنكر لكل تعهداتها ، بضم الجولان وبحيرة طبرية ، وابتلاع الأراضي اللبناني ، وضرب حل الدولتين عند تعويضه بمشروع الضم والابتلاع ، وبمساندة واشنطن عراب الدولة العبرية .... فالتطبيع في هذه الحالة هو خيانة كبرى للقضية الفلسطينية ، ولأرواح الشهداء التي سقطت منذ سنة 1948 ، وسنة 1967 ، وفي كل الحروب التي عرفتها المنطقة لاسترجاع الأراضي المحتلة التي أصبحت إسرائيلية ..
ان التطبيع في هذا الزمن الموبوء والرديء ، هو اعترف صريح من الحاكم العربي بان القدس صهيونية ، فلسطين صهيونية ، الجولان صهيوني ، مزارع شبعا وغير ها من الأراضي الاخرة صهيونية ..
فماذا تبقى من شيء كان يسمى بفلسطين ، وكان يسمى بالصراع العربي الإسرائيلي ؟ لا شيء ..
لقد خسر الفلسطينيون فلسطين ، لانهم خانوا القضية عندما تم التخلي عن الكفاح المسلح ، وتم التخلي عن العمليات الاستشهادية ، وتم شلل الانتفاضة الشعبية ... وارتموا بطيب خاطرهم في الحضن الصهيو / امريكي ... وهو ما شجع الحاكم العربي الخائن ، الا يخفي وجهه البشع عند التسابق للتطبيع مع دولة بلعت كل شيء ولم تترك أي شيء ..
واذا كان بعض القياديين كالحوراني يهدد بالرجوع الى الكفاح المسلح ، فالتهديد هذا هو لدغدغة المشاريع الشعبية الفلسطينية المأزومة ، وهو متنفس تتجار به القيادة العميلة التي تخلت عن فلسطين عندما باعتها بالدولار ..
ان الكفاح المسلح بتطلب قواعد عسكرية ، ويتطلب أسلحة من الخفيفة الى المتوسطة ... والسؤال : اين هي هذه القواعد والمعسكرات ... لا شيء ... إسرائيل بلعت كل شيء .. وتراقب وتتحكم في كل شيء ..
كل من طبع مع الكيان الصهيوني في هذا الزمن الموبوء خائن ، واكبر الخونة قيادة منظمة اللاّتحرير ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصعيد جزائري يخبط خبط عشواء
- هل من قاسم مشترك بين ملف الريف وملف الصحراء ؟
- إخبار الرأي العام / كوماندو بوليسي اعتدى عليّ / إختطاف من ال ...
- خطاب الملك ، خطاب ودعوة لنزول الشعب ، وليس الرعايا الى الشار ...
- أخيرا أُسدل الستار عن محاكمة ( قتلة ) رفيق الحريري -- تمخض ا ...
- النظام المغربي يصدر مذكرة توقيف دولية في حق المواطن الالماني ...
- الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون يحذر الجزائريين من ( الثورة ا ...
- بعد اسقاط الحكومة وليس استقالتها ، لبنان الى اين ؟
- هل توجد أنتلجنسيا مغربية ؟
- إتفاقية الجزائر
- الهامش الديمقراطي
- محنة عمر الراضي / لا يعذر احد بجهله للقانون ، والقانون لا يح ...
- تحليل خطاب الملك
- دعاة التغيير
- القرارات ( الارتجالية ) للدولة المغربية
- بلاغ وزارة الداخلية
- محاولة الحكومة مصادرة مقر المنظمة الطلابية - الاتحاد الوطني ...
- وهم الاسطورة السياسية
- في الزمن الرديء ، الزمن الموبوء ، تصبح الخيانة نضالاً باسم ح ...
- هل النظام المخزني قابل للإصلاح ؟


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل ستطبع الانظمة العربية مع الدولة الصهيونية ؟