أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - خطاب الملك ، خطاب ودعوة لنزول الشعب ، وليس الرعايا الى الشارع














المزيد.....

خطاب الملك ، خطاب ودعوة لنزول الشعب ، وليس الرعايا الى الشارع


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6653 - 2020 / 8 / 21 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بمناسبة مرور سبعة وستين سنة عن ثورة الملك والشعب ، القى الملك محمد السادس خطابا استثنائيا ، لأنه ليس ككل الخطابات السابقة ، التي بعضها امتح مضمونه من خطابات يسار السبعينات والثمانينات ، كخطاب " البحث عن الثروة " ، وخطاب الاعتراف ب " فشل نموذجه التنموي " ، وخطاب تحميل الناخبين مسؤولية اختيارهم للمنتخبين " ... لخ .
الخطاب الأخير تضمن حمولات خطيرة ، ولو كان الملك يعي ما يقرأه بسبب المرض شفاه الله ، لما اقدم على قراءة الخطاب ، وهو نفس شبه خطاب العرش الذي قوّلوه أشياء لتبريء ذمتهم ، عندما قال الملك " لقد قررنا " ، فاصبح بذلك المسؤول الوحيد عن كل ما حصل ، في حين ان نوع الادوية التي يتناول ، ونوع مرضه ، يتعارضان مع جملة " قرّرنا " ، لان من قرر هو من حرر الخطاب الذي قرأه الملك .
لقد كان موضوع الخطاب ، الوباء " كورونا " ، وهو وباء منتشر في كل الدول ، وكل هذه الدول اعتادت التعايش معه من خلال التراجع عن الحجر ، والرجوع الى الحياة العادية ، كما في المانيا ، وامريكا ، وبريطانيا ، واسبانيا .... لخ . لكن الملك هدد بالرجوع الى الحجر وبطريق اشمل واشد ، اذا بدا ان الوضع سيخرج عن السيطرة .. لكن الخطير ، ان التهديد بالرجوع الى الحجر ، ربطه الملك بالوصول الى شيء اكثر خطورة حين قال " الدعم لا يمكن ان يدوم الى ما لانهاية ، لان الدولة أعطت اكثر مما لديها .." ، وزاد متبنيا كلام الحكومة ، في تحميل الناس مسؤولية عدم احترام قوانين الوقاية ، لكن لم يحمل الملك المسؤولية للضيعات الفلاحية الكبيرة ، وللمعامل والمصانع التي تملكها الباترونة البرجوازية ، وكأن المواطنين هنا ليسوا سواسية امام القوانين ، وهو الحاصل ..
فكيف يمكن تصور ، من جهة التهديد بالرجوع الى الحضر بطريق اشمل واشد ، ومن جهة نهاية تقديم الدعم للمتضريين ، وهو الدعم الذي حُرمت منه الأغلبية الساحقة من المحتاجين الذي هم في امس الحاجة اليه ... ان هذا التناقض ليس له من تفسير غير الحكم بموت الناس من الجوع ، ومن الامراض المختلفة ، وليس فقط من كرونا الذي تثار أسئلة كثيرة حوله...
ان الخطاب الأخير للملك ، وبهذه الإجراءات الغير مقبولة ، و المهددة للنظام العام ، وستكون مهددة للأمن العام ، من جهة هي ثورة حقيقية للملك على ( الشعب ) الرعايا ، ولم تعد ثورة للملك والشعب ، ومن جهة هي دعوة صريحة لخروج الناس ، ونزلوها الى الشارع ، والاعتصام الذي سيتطور الى مشهد آخر يصبح معه الحكم اصل المشكل ، وليس فقط جزء منه ...
وان حصل النزول في كل المغرب ، لان الناس اذا كانت ستموت بالجوع ، فأجدى ان يكون موتها موت شجر ، فرأس النظام ونظامه سيصبحان مطلوبان ، ولن يستطيع الجيش ، ولا البوليس اطلاق رصاصة واحدة على الشعب ، الذي سيقطع الشعرة مع نظام الرعية ، لان المحكمة الجنائية الدولية ، والاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ، ومجلس الامن ، ومنظمات حقوق الانسان الدولية ستكون بالمرصاد ...
فمن حرر الخطاب الذي قرأه الملك ، الذي هو دعوة لخروج الشعب ونزوله الى الشارع ؟ ، ولو كان الملك يعي ما يقرأ بسبب وضعه الصحي الحرج ، هل كان سيقبل بقراءة ما قرأه على أمواج الاثير ؟ . فمن يعجل يحفر قبر الملك قبل اوانه ؟ ومن يعمل ، وسواء كان عمله مقصودا ، او كان عملا متهورا على التعجيل بنهاية نظامه ؟
ان من حرر الخطاب ورسم خطوطه العريضة ، هو الحاكم الحقيقي الذي يتصرف باسم الملك ، الذي فوض له المملكة التي يقودها الى الهاوية .. فمن حرر الخطاب يعتقد في مخيلته المتكلسة ، ان استغلال الوباء كورونا لفرض دكتاتورية بوليسية مرفوضة تصل الى حد تجويع الناس ، وفرض الحجر عليهم ، والتفنن في تخويفهم ، سيكون كافيا لإرهاب الناس وتخويفهم ، عند أي نزول الى الشارع غداً اذا حصل الفراغ الكبير في الحكم ، فالهدف مما يجري ليس في حذ ذاته الوباء ، بل الخوف من الفراغ القادم ، والخوف من الأناركية ، والفتنوية التي لا ريب فيها ، قبل ان تتضح الأمور نحو الجهة التي ستصبو اليها ... وهي جهة تبقى مفتوحة على احتمالات شتى ، وستكون ضربة قوية لقضية الصحراء والريف ...
ولنا ان نتساءل : اذا كان صندوق الملك المسمى بصندوق كورونا قد جمع 34 مليار درهما من المغاربة ، فكم مليون جمع بالعملة الصعبة ، من الدولار واليورو ؟
اين كل هذه الأموال ؟ اية وجهة اخذت ؟ من سيطر عليها ؟
وهنا نتساءل : بعد سبعة وستين سنة من ( الاستقلال ) اين المستشفيات ؟ المدارس ؟ الطرقات ؟ القناطر ؟ ....
اين القروض التي دخلت المغرب بالعملة الصعبة ؟ من استفاد منها ؟ ، والخطير لا يزال النظام يقترض من المصاريف الدولية ، ودون ان يعطى كشفا بالحساب عن مصيرها ؟
ان من حرر خطاب الملك الذي قرأه على أمواج الاثير ، حمله ومن حيث لا يشعر ، مسؤولية تجويع الشعب ، ومسؤولية امراضه المختلفة الخطيرة ، ومسؤولية الوضع الصحي والتعليمي اللذين يوجد فيهما المغرب ...
والخطاب الخطير هذا عنوانه : " ثورة الملك على الشعب " ، و " دعوة الناس للنزول الى الشارع " ..
فهل سيقبل الشعب بالحجر وبالتجويع ، لان الملك قال " .. الدولة لا يمكن ان تقدم دعمها المادي للمواطنين الى ما نهاية .." ..؟
السؤال : من يحكم المغرب ؟ ومن يحكم في المغرب ؟ لان من يحكم المغرب ، ليس هو من يحكم في المغرب ..
ولا تنسوا ما قاله وزير الداخلية المدعو عبدالوافي لفتيت بالبرلمان ، من ان أموال صندوق كرونا ليست للفقراء ..
ذاهبون الى المجهول ... فمن يقرب السقطة الحرة للنظام ؟



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخيرا أُسدل الستار عن محاكمة ( قتلة ) رفيق الحريري -- تمخض ا ...
- النظام المغربي يصدر مذكرة توقيف دولية في حق المواطن الالماني ...
- الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون يحذر الجزائريين من ( الثورة ا ...
- بعد اسقاط الحكومة وليس استقالتها ، لبنان الى اين ؟
- هل توجد أنتلجنسيا مغربية ؟
- إتفاقية الجزائر
- الهامش الديمقراطي
- محنة عمر الراضي / لا يعذر احد بجهله للقانون ، والقانون لا يح ...
- تحليل خطاب الملك
- دعاة التغيير
- القرارات ( الارتجالية ) للدولة المغربية
- بلاغ وزارة الداخلية
- محاولة الحكومة مصادرة مقر المنظمة الطلابية - الاتحاد الوطني ...
- وهم الاسطورة السياسية
- في الزمن الرديء ، الزمن الموبوء ، تصبح الخيانة نضالاً باسم ح ...
- هل النظام المخزني قابل للإصلاح ؟
- - شرق عدن غرب الله -
- محكمة العدل الدولي تصدر قرارا ضد الحضر الجوي على إمارة قطر
- بين تصريح الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ، وتصريح أبا بشرايا ...
- من المسؤول عن عرقلة حل نزاع الصحراء الغربية ؟


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - خطاب الملك ، خطاب ودعوة لنزول الشعب ، وليس الرعايا الى الشارع