أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - الانغلاق المؤدلج آفة العقل .














المزيد.....

الانغلاق المؤدلج آفة العقل .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 6683 - 2020 / 9 / 21 - 17:40
المحور: الادب والفن
    


الاعتزاز بالنفس اتزانٌ للشخصية ، يمنحها الهيبة ، و يهبها الكرامة .
الكبرياء المجرد من التعاظم حينما يحيط بالنفس ، يثيرها سحراً .
و التواضع لا يحط من شأن المرء ، ولا ينقص هيبته . بعكس الغرور الهالك للعقل ، و الخيلاء الخانق للمنطق .

و الأهم ذاك الفكر المزود بجرعاتٍ عاليةٍ من الأدلجة و العقيدة الراكدة .
فكلما زادت حدة تلك الحرارة ، قلَّ مردود العقل ، و شح دخل المنطق ، و انحسر عطاؤهما ، كما ينكمش فضاء الذهن .
و الدماغ تحيط به هالةٌ من مرض التعالي المزمن .

يظن أن انتماؤه لتلك الأيديولولية ، قد رفعه إلى ملكوت حقائق العلم ، و تربع على عرش آفاق صواب السياسة ، لامتلاكه مفاتيح الأسس الحقيقية لكل تفاصيل الحياة . دون أن يعلم أنه تائهٌ في دهاليز الغرور اللامتناهي .
يرى الأمور دائماً حسب منطق أيديولوجيته ، لا طبقاً لمنطق حقيقة الأحداث و الظواهر .
رؤيةٌ مضللةٌ هدفها خدمة أفكارٍ يتبناها ، و تغذية أفكارٍ يعتنقها .

فلأن حقائق الأشياء نسبيةٌ ، فإن إدراكها مقترنٌ بالاحتمال .
حتى إذا كانت مطلقةً فالعقل لم يبلغها إلى هذه اللحظة .
و بما أن الأشياء في تغيُّرٍ مستمرٍ - و الشيء الواحد ينقلب من حالةٍ إلى أخرى - طبقاً للفلاسفة المتنورين " كل شيءٍ يكمن فيه نقيضه " .
فإن العقائد الجامدة و الأيديولوجيات الراكدة ، غطاءٌ سميكٌ تحجب الرؤية السليمة .
و على هذا فإن الحقائق ليست في عداد الثبات أو حالة الركود الدائم .
لذا فالانتماء للأيديولوجيات هو التشبيح التام لفكرةٍ غالباً ما تكون هدّامةً ، غُلفت بإطارٍ مزيفٍ .
و مهما حاول المرء الخروج عن الدارج ، فإن جذب مغناطيس الأيديولوجية يجره إليها ، فينحني أمام أشخاصٍ جعلوهم قدوةً عن طيب خاطرٍ و باختياره .
ثم حفظ الشعارات عن ظهر قلبٍ و ترديدها ببغائياً كالتابع و تابع التابع . مستهتراً بآراء الآخرين ، ظناً منه أنه يتمسك بناصية الحقيقة و بموهبةٍ استثنائيةٍ .

غرور بعض المستسلمين للعقائد الجاهزة ، يستذكرني بحكمةٍ قديمةٍ صاغها بعض العقلاء : " يعتقد الحمار أنه عالمٌ ، حينما يحمل على ظهره كتباً " .
و الأخطر هو عندما يستفحل صراع الخلاف العقائديُّ و الأيديولوجيُّ بين المجموعات و الطوائف و الحشود و حتى الأفراد ، بغية الهيمنة الفكرية و العقائدية و التفرد لقهر الآخرين ، و إنجاز مكاسب ماديةٍ لتغذية الاستحكام و بسط النفوذ و إعطاء زخمٍ لاستدامة السطوة .
و عندما يخضع السلوك لقانون العقيدة تلك ، يتعطل العقل إلا من تلقي المبادئ الجاهزة ، كما الفكر يُعدُّ لاستقبال القواعد الثابتة - دون إدراكٍ - و اللسان على أهبة الاستعداد لترديد العبارات المقولبة ببغائياً .

يا لمصائب العقول حينما تقع في حبائل مكر الأيديولوجيات الراكدة !! ويا لتعاسة الفكر عندما تكبله سلاسل نفاق العقائد الآسنة ، كما بؤس اللسان حينما يخدم عقلاً متوقفاً عن العمل !!!

و بالمقابل ما أرقى العقل المنفتح ، و ما أجمل الفكر المبدع بلا قيودٍ ، و ما أفضل الذهن الذي فضاؤه رحبٌ بقبول الأجود و الأحسن .
أما أعظم اللسان فهو الناطق باسم عقلٍ حرٍ ، لا تعيقه قيودٌ ولا تربكه عقائدٌ .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شر بلية الغزاة و أذيالهم ، ما يضحك .
- كونوا سنداً لصنع العباقرة .
- المعرفة نتاج الخيال المترف .
- هل الاستعمار أرحم من حكامنا ؟!!
- أعيادكم ، و المآتم واحدةٌ .
- السياسة و الدين وجهان للعملة ذاتها .
- حروبٌ مدمرةٌ ، بدافع الحب اندلعت .
- بالنهضة و البناء و الرفعة ، يفتخر المرء .
- أحلام الخلافة أضغاث أوهامٍ .
- أحلام السلاطين ، و أطماعٌ بلا حدودٍ .
- واصلوا لقاءاتكم بعجالةٍ ، و لو كرهت الأبواق المستأجرة .
- محنة العقل في ظل الأيديولوجيات .
- الحياة بدونه مرةٌ بطعم العلقم .
- الأنوثة مفتاحٌ لفك ألغاز فحولته .
- حينما يبلغ العقل ذروة انقباضه .
- أغلب المستقلين شرفاءٌ مخلصون .
- حلمٌ ليس كغيره من الأحلام .
- بريق الجمال يشعشع آفاق الخيال .
- الأول من أيار عرفانٌ بجميل الكادحين .
- لا شيء يداوي غير جذوة الإبداع .


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - الانغلاق المؤدلج آفة العقل .