أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - فتقٌ جديد














المزيد.....

فتقٌ جديد


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1592 - 2006 / 6 / 25 - 05:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قيل أنّ أزلام السلطان قد رأوا يوماً رجلاً بملابس مهلهلة ، غريباً في الديار ، فشكّوا في أمره وأرادوا إستنطاقه فصعُب عليهم فهمه فأتوا به إلى السلطان . لمّا رأى السلطان ثياب الرجل أشار إلى جزء منها وسأله ( ما هذا يا رجل ؟ ) فأجاب ( هذا شقٌ يا مولاي . ) ، وسأل ( وما هذا ؟ ) فأجاب ( هذا رتقٌ يا مولاي . ) ، ثم أشار السلطان إلى طرف آخر من ثياب الرجل و سأل ( وما هذا يا رجل ؟ ) فأجاب ( هذا فتقٌ يامولاي . ) ثمّ سأل ( فهل أنت غريب في الديار ؟ ) فأجاب ( هذا حقٌ يامولاي . ) ثم قال السلطان ( فما هي قضيّتك وما حاجتك نقضيها لك ؟ ) قال الرجل ( يا مولاي لقد سمعتُ في طول البلاد وعرضها عن عدلك وكرمك وحسن رعايتك للعباد ، وأنّي لأعجب لحالي وما أنا فيه إن كانت تلك حقّاً صفاتك . )

قبل سقوط الصنم وبعده ، ولحد اللحظة فإن الفئة التي سيطرت على مقاليد الحكم كانت وما زالت تملأ الدنيا دعاوىً أنها تعمل من أجل الشعب ، وليس لها غير تحقيق الأمن والإستقرار والرفاه لكافة أبناء الشعب بدون تمييز لأيّ سبب ، فيا عجبي وقد مرّت ثلاث سنوات وحال العراق والعراقيين ينحدر يوميّاً نحو الأسوأ !!

كان ( الشقُّ ) الأول عند تعديل قانون الأحوال الشخصية بالشكل الذي ميّز المرأة عن الرجل حيث كانت في ظل القانون السابق تساويه وتتكافأ معه في الحقوق والواجبات ، و( الفتق ) الثاني كان عند إلغاء فقرات مهمّة من نص القسم الذي يؤدّيه المسؤولون عند تسنّمهم مناصبهم ، و ( الرتق ) الثالث كان في الإصرار على تعديل قانون الإنتخابات بالشكل الذي يسهل على الحكومة أن تزوّر الإنتخابات بإسم القانون وتأتي بالقوى الموالية لها إلى مجلس النوّاب في حين كان القانون السابق الذي أعتُبر العراق بموجبه دائرة إنتخابيةً واحدة يحقق لكل الفئات والشرائح الإجتماعية فرصاً عادلة في الإنتخابات .

وقد كان هناك الكثير من الشقوق والفتوق والرتوق خلال السنوات الثلاث الماضية لا مجال لتعدادها في مقالة واحدة ولكننا نريد الإشارة إلى ( الفتق ) الجديد الذي يفتح الكوّة التي تأتي منها ريح ٌ عاصفةٌ تدفعنا إلى خلافات في الصفّ الوطني لا تحمدُ عقباها حيثُ تتواتر الأخبار عن قيام الحكومة بتغيير رئيس اللجنة المكلّفة بتطبيع الأوضاع في كركوك ( شيعيٌ ) وإناطتها بشخص ( تركماني ) . إنّها لعمري طبخةٌ يرادُ أن تصوّر بإسلوب تثير الغبار الكثيف حول مقاصدها الحقيقية ، ولكنها بالتأكيد سوف لن تنطلي على الأطراف السياسية التي لها حس مرهف في تحليل المواقف وما تحفظه في ذاكرتها من التصرفات السابقة لهذ الفئة . فالقرار بإزاحة شيعي من رئاسة تلك اللجنة ليس تضحيةً من جانب رئيس الوزراء الشيعي لأنّ شيعية ذلك الرجل فيها ( واو ) ولذلك فإنّ قراره لا يكون حبّاً بموسى ولكن كرهاً لفرعون ، فرئيس الوزراء شخصياً كان بطل الدعوة إلى إخراج حزب ذلك الرجل من مؤتمر المعارضة في دمشق كرهاً بذلك الحزب ولم تشفع حينذاك شيعيته لحضور المؤتمر . ثمّ أن إناطة رئاسة اللجنة إلى ( تركماني ) ليس فضلاً من الحكومة على التركمان لأنّ للتركمان حقوقاً تاريخية وطبيعية بإعتبارهم مواطنين عراقيين ستتحقق لهم رغم كل الظروف بإصرار أبنائهم البررة ونضالهم من أجل حقوقهم القومية في ظل نظام ديمقراطي تقدّمي في العراق ، وليس بمنّةً من أحد وبالتأكيد ليس في ظلّ ديكتاتورية جديدة بلبوس ديني أو عرقي . إنّ قرار الحكومة هذا في هذا الوقت الذي تدعو فيه للمصالحة الوطنية حتى مع الفصائل المسلّحة إنما المقصود منها دق إسفين جديد في الصف الوطني وللحفاظ على الماء عكراً يطيب لها الصيد فيه .

إننا ننادي كافة القوى الشريفة من الأحزاب والطوائف والأديان والقوميات العمل بإتجاه رص الصفوف وعدم الجري في متاهات تخلقها فئات معينة لسوق الشعب إليها ، وليعلم أولئك أن عجلة التأريخ تسير إلى الأمام فقط ، وأن الحكم لو كان قد دام لغيرها ما وصل إليها . وندعو الشرفاء من تلك الفئة أن تثوب إلى رشدها وتصحح مسيرتها وتعمل لبناء العراق الجديد للعراقيين جميعاً .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع
- تقليعات آخر زمان
- الوطن للجميع
- وا حكومتاه
- وأخيراً حكومة
- بين نوري ونوري
- التاسع من نيسان
- نداء إلى المراجع الدينية
- العودة إلى السّراب
- الﮕمر مَسلول
- الحادي عشر من آذار
- المرأة
- السراب
- العودة إلى بغداد
- طبقية الديمقراطية
- المصالحة الوطنية
- الدين والدنيا
- رسالة إلى القاضي رزكار
- الإنسان أولاً
- الطابور


المزيد.....




- الحرب على غزة مباشر.. عمليات بغزة والضفة وحماس تناقش خطة ترا ...
- شاهد.. هل حقق الريال كل المكاسب الإيجابية بالفوز على كايرات؟ ...
- حكومة نتنياهو تعين ديفيد زيني رئيسا جديدا لـ-الشاباك-.. لماذ ...
- تعديل شامل لشروط الدخول والإقامة.. البرلمان البرتغالي يُشدّد ...
- رئيس مؤسسة ياد فاشيم لـDW: حين ترون معاداة للسامية تصرفوا فو ...
- المغرب: لماذا مُنعت مظاهرات مجموعة -جيل زد 212- الشبابية؟
- صحيفتان جزائريتان تنفيان فرار الجنرال عبد القادر حداد المشهو ...
- الحكومة المغربية: نتفهم المطالب الاجتماعية ومستعدون للتجاوب ...
- بفيديو عنصري ومزيف، ترامب يسخر من الديمقراطيين!
- الاتحاد الأوروبي - تونس: دبلوماسي أوروبي يقر بتقدم وبصعوبات ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - فتقٌ جديد