ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)
الحوار المتمدن-العدد: 1423 - 2006 / 1 / 7 - 09:50
المحور:
كتابات ساخرة
مع السنوات التي مرت بطيئة ثقيلة في عهد الطاغية تعوّدنا على الوقوف في الطابور . أحيانا للحصول على فاكهة معيّنة أو غذاء معلّب أو لحوم مستوردة من قبل القطاع ( الإشتراكي ) أو لملء خزان السيارة بالوقود أوالحصول على إسطوانة غاز . وقد كان بعضنا يقف في طابور دون أن يعرف ماهية البضاعة التي ستباع . وقد شاعت قصة ذلك الرجل الذي أراد شد رباط حذائه وبالصدفة كانت وقفته أمام دكان مغلق وعندما أراد النهوض إذا به يرى عددا من الأشخاص قد وقفوا خلفه مشكلين طابورا ، فظنّ أنهم قد يعرفون أن صاحب هذا الدكان سيوزّع بضاعة معينة فوقف في مقدمة الطابور . ومرّت ساعة أو بعض ساعة حتى قدم صاحب المحل وفتح دكانه فإذا به إسكافيا .
ثلاث سنوات مرّت على سقوط نظام الطاغية ، ولكننا ما زلنا على عادتنا التي تعلّمناها . والغريب أن تكون هذه العادة شبيهة بالأمراض المعدية ، فنرى شخوصا كبارا كان مقامهم لسنوات طويلة في الخارج ، ولم يقفوا في الطابور هناك أو هنا قبل الإغتراب فما الذي حصل لتنتقل العدوى إليهم .
أظن أن السيد خليل زاد الذي قام بزيارة الشمال كان له القصد في أن يكون الرائد ، وليس كالرجل الذي أراد شدّ رباط حذائه بحسن نية ، فما بال السادة الأخرين وقفوا في الطابور لزيارة الشمال تباعا يتنافسون في تبرير عملهم وكأن الناس غافلون .
إن كان كل يريد الإستحواذ على أكبر المكاسب ، فسلام على العراق . وإن كان تشكيل الحكومة في كانون الثاني 2005 إستغرق تلك المدة الطويلة فتشكيلها في 2006 لا يكون أفضل . وهذه دروس للشعب أن يدركها ويأخذ منها العبر .
#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)
Yelimaz_Jawid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟