أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ييلماز جاويد - نمور من ورق














المزيد.....

نمور من ورق


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1389 - 2005 / 12 / 4 - 13:53
المحور: المجتمع المدني
    


حقا أنهم أهل للشفقة ، أولئك الذين دفعتهم إنتهازيتهم للإستفادة من الفرصة والبروز في المجتمع كأناس يدافعون عن حقوق الإنسان ، ولم يكونوا يوما يعترفون بحق غير حقهم هم . مساكين أولئك المحامون الألف والمائة الذين تطوّعوا ضمن لجنة الدفاع عن الطاغية ورهطه . لقد حلم كل واحد منهم بالملايين من الأجر دون أن يفكر من أنها من مال السحت الحرام المسروق من الشعب ، حلم بالجاه والسمعة والحياة الآمنة في ظل نظام يؤمّن له ذلك سواء أفلح في مهمته في خلاص موكله أم لم يفلح إعتقادا منه واهما أنه يستطيع خداع الناس بأنه يدافع عن الحق .

حق الدفاع في المحاكم مقدّس ، والغرض من هذا التقديس هو الوصول إلى الحقيقة حول موضوع القضية ، ومن هنا لا يجوز إدراج تزوير الحقائق ضمن هذه المقدّسات و لا إختلاق حجج غير صحيحة أواللجوء إلى أساليب غير أخلاقية للتعامل بين أطراف القضية سواء هيئة المحكمة أو الإدعاء العام أم هيئة الدفاع .

لقد رأينا من مجريات الجلسة الأولى لمحاكمة الطاغية وبعض أزلامه في أوّل قضية ، أن هيئة الدفاع دون غيرها قد إستغلّت مبدأ حق الدفاع المقدس أسوأ إستغلال وتطاولت على هيئة المحكمة والإدعاء العام ، وقامت بتسفيه القضية ككل متناسية أن هذه هي القضية الأولى من سلسلة قضايا لا تنتهي من الجرائم المروّعة التي إقترفتها هذه الطغمة أناء سيطرتها على السلطة على مدى خمس وثلاثين عاما .

نعم مساكين هؤلاء إذ وقفوا أمام محكمة قضاتها وهيئة الإدعاء العام أناس قد تم تدريبهم بصورة خاصة أن يتمثلوا الأخلاق الحضارية وأن يحترموا المتهمين وهيئة الدفاع تماشيا مع المبادئ التي تريد قوى الإحتلال ترسيخها في المجتمع ككل .

مساكين أن صدّقوا أن المبادئ التي عوملوا بها في ساحة المحكمة قد شملت المجتمع كله وأن الشعب قد نسى الماضي وصفح عن الإساءات والجرائم ونسي الثأر للضحايا البريئة التي سالت دماؤها على أيدي المجرمبن . مساكين إذ ظنوا أن كل فرد من الشعب قد أتخذ من رئيس المحكمة قدوة في سماحته وألزم نفسه بتلك المبادئ . ولكن هيهات أن تتمثل هذه الأخلاقيات والمبادئ في نفوس الملايين من هذا الشعب الذي عانى ما عانى على يد أولئك المجرمين الذين لم تكن لديهم أية مقدسات محترمة .

لقد كان إغتيال عدد من محامي دفاع الطاغية ورهطه عملا ستهجنا ويستحق الإستنكار الشديد ، ولكن ، اللهم لا شماتة ، ما الذي كان يتوقّعه أولئك المحامون من رد فعل إجتماعي من شعب كان حلمه الخلاص من ذلك النظام الدموي . لقد جرى أولئك المحامون وراء أحلامهم ناسين الواقع المر الذي عاشه ولا زال يعيشه العراقيون من جراء أعمال ذلك النظام وذيوله .

إني في الوقت الذي أستنكر جرائم إغتيال أولئك المحامين ، فإني أذكّر أن الذين نفذوا هذه الجرائم إنما نطقوا باللغة التي يفهمها أمثال هؤلاء المحامين ولذلك نسمع في الأنباء هروب بعضهم خارج البلاد كالجرذان بينما كانوا في ساحة المحكمة نمورا.



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهان للديمقراطية
- رصانة الجمعيات في المهجر
- المبادئ الخّيرة .. لا الأفكار السلفية
- درس من التجربة
- المنصور
- الوسيلة : الديمقراطية
- بداية النهاية
- الشعب خالد
- الشيئ بالشيئ يذكر
- بناء العراق الجديد
- فاجعة جسر الأئمة درس
- آفة الأمية وفشل اليسار في إنتخابات كانون الثاني
- مدى تساوق المصالح المتناقضة


المزيد.....




- الأونروا: آثار كارثية منتظرة حال تنفيذ إسرائيل أي عملية عسكر ...
- مصدر فلسطيني: حماس تتجه إلى وقف مفاوضات تبادل الأسرى بعد تهد ...
- -انتحل صفة غير صحيحة-.. فيديو اعتقال مواطن في الرياض والأمن ...
- مدير الأونروا في غزة: المكان الذي وجه الجيش الإسرائيلي بعض س ...
- الداخلية الروسية توضح أسباب إصدار مذكرات اعتقال بحق سياسيين ...
- تعرف على صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية وآليات إصدار مذكرا ...
- وسط تحذير من مجاعة -شاملة-.. الأونروا تتهم إسرائيل بتعطيل دخ ...
- -العندليب الأسود-.. بيلاروس تنفذ اعتقالات في قضية تجنيد مراه ...
- الأونروا تحذر من الهجوم الإسرائيلي على رفح: العواقب مدمرة عل ...
- منذ 7 أكتوبر.. ارتفاع حصيلة الاعتقالات الضفة الغربية لـ8590 ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ييلماز جاويد - نمور من ورق