أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - الشعب خالد














المزيد.....

الشعب خالد


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1331 - 2005 / 9 / 28 - 13:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت البهجة عارمة والأمل بالمستقبل وطيدا يوم سقوط الصنم ، فخرجت الآلاف المؤلفة من الشعب في تظاهرات عفوية تعبر عن ما يختلج في نفوسها بإنبثاق يوم مشرق على درب الحرية . ورغم المعاناة التي تلت ذلك اليوم من جراء الأعمال الإجرامية التي إستشرت بفعل تدخل دول الجوار وتماهل الحكومة ، إلاّ أن الشعب لم يفقد الأمل في تجاوز كل ذلك فاندفعت الملايين يوم الإنتخابات متحدية الموت لتدلي بأصواتها وتضع اللبنة الأولى في صرح البناء الشامخ الذي يمثل حلمها .

ولكن التجربة المرة التي جاوزت السبعة شهور قد أثبتت أن الرجال الذين وضع الشعب فيهم ثقته وإنتخبهم ليمثلوه وينفذوا إرادته هم دون هذه الثقة بل ليسوا أهلا لها . فالسبعة شهور أفرزت كون أولاء الرجال طائفيين وليسوا شعبيين ، وصوليون قضوا الشهور لتقاسم المناصب بينهم وتبخيس حقوق الآخرين ، أفرزت سوء الإدارة وإستغلال أموال الشعب في حين أن الشعب يحترق في أتون نار حامية تأكل من لحم أبنائه يوميا بالمئات والحكومة لا حول لها ولا قوة .

لعلّ من الأمور المهمة أنّ سياسة الحكومة قد تميزت بتمرير بعض المواضيع بأسلوب التدليس . فالتحريف في القسم الذي يؤديه الوزراء نموذج صارخ ، وكذا فترة الإستمهال التي تبعت إستلام مسودة الدستور من لجنة الصياغة وإعتبار الجمعية الوطنية لا تزال شرعية بينما كان المفروض إعتبارها منحلة بموجب قانون إدارة الدولة الذي يعتبر الدستور النافذ المفعول . فإن كان هؤلاء الرجال هم أول من يخالف الدستور فمن من بعدهم سوف يحترمه أو يحترم دستورا تطرحه جمعية وطنية غير شرعية ؟

كافة وسائل الإعلام الرسمية وكامل طاقم المسؤولين في الداخل و من يرشدهم من الخارج وعلى رأسهم رئيسهم الذي جاء بهم على ظهر دباباته يتباهون ويتفاخرون بيوم الإستفتاء على الدستور ، بينما هو دستور باطل ، أقرته جمعية وطنية غير شرعية كان عليها أن تنحل ولا يكون لدى الحكومة خيار سوى الدعوة لإنتخابات جمعية وطنية جديدة .

إن الحريق الذي يلتهم الأبرياء يوميا ، وقيام العصابات الإجرامية في ترحيل العوائل غير الموالية لها من المدن بالتهديد بالقتل إن لم يذعنوا ، وتوسع عمليات إختراق القوات المسلحة الحديثة من قبل العصابات الإجرامية ، وكذا أنباء ضياع أموال الشعب بالمليارات لدى العديد من الوزارات ، كل ذلك والرجال المؤتمنون والمنتخبون لتمثيل الشعب في غفلة من الزمن يطبلون بطبول الإستفتاء ويزمرون بمزمار الإنتخابات مدعين ( الديمقراطية ) ، فهل بعد هذا كله يبقى الشعب دون مستوى الوعي ؟ وهل يزكّي دستورهم الباطل ؟ وهل يعيد إنتخابهم ثانية ؟

أنا واثق أن الذين جاءوا بهذه الشلة إلى دست الحكم ، لم يفعلوا ذلك إلاّ لمصلحتهم ، وليس لسواد عيون العراقيين ، ومؤمن أنّ مصالح تلك الجهات تتطلب بناء ديمقراطية من نوع معين في العراق ، ولكنها تختلف بالتأكيد عن ديمقراطية مبنية على الطائفية والعنصرية ، وهم يريدون طبخها على نار هادئة دون إعتبار للتكاليف التي يدفعها الشعب ، فهذا هو البلاء الذي نحن فيه ، وطريقنا طويل ، ولكن الشعب منتصر في النهاية مهما طال الزمن .

ييلماز جاويد
25/9/2005



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيئ بالشيئ يذكر
- بناء العراق الجديد
- فاجعة جسر الأئمة درس
- آفة الأمية وفشل اليسار في إنتخابات كانون الثاني
- مدى تساوق المصالح المتناقضة


المزيد.....




- بولتون لـCNN: النظام الإيراني في ورطة ولا أساس للأمن بوجوده. ...
- الأحداث تتسارع والضربات في تزايد.. هل تنذر المؤشرات بنهاية و ...
- حفل زفاف طفلة في ديزني لاند باريس يثير استنكاراً واسعاً وتدخ ...
- بالاعتماد على استخبارات مفتوحة المصدر.. تقرير يُرجح أن إسرائ ...
- هل عقد ترامب العزم على إسقاط النظام في إيران؟
- أطفال بدو سيناء في وجه السياحة.. حين يتحول التراث إلى مصدر ر ...
- 7 أنواع من الجبن قد تفسد أطباق المعكرونة
- مخاوف أوروبية من إغلاق مضيق هرمز
- مغردون: هل وصلت المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى ركلات الترجي ...
- شاهد.. السرايا تستهدف قوات إسرائيلية بصاروخين روسيين موجهين ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - الشعب خالد