أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ييلماز جاويد - الإنسان أولاً














المزيد.....

الإنسان أولاً


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1433 - 2006 / 1 / 17 - 08:37
المحور: حقوق الانسان
    


هراء الكلام عن حرية الوطن إن لم يكن الإنسان الذي يعيش على أرضه حرا . ونحن الذين ما رأينا الحرية ، ولا مارسها آباؤنا أو أجدادنا من قبلنا ، لا نعرف ماهية حرية الإنسان وقيمتها ، لأن الحرية مسألة حياتية وإجتماعية في آن ، ولا يمكن التبصّر بها بالتلقين أو الدراسة النظرية .

عبث الحديث عن حرية الإنسان العراقي في العهد العثماني ، وكذا من المضحك تصوير النظام العشائري الإقطاعي في عهد الملكية بأنه كان يوفّر قدرا من الحرية للشعب ، وأكثرية الشعب من الفلاحين الخاضعين إلى حياة القنانة يتحكم فيهم ملاّك الإقطاعيات وسراكيلهم ، وشريحة ضيّقة من العمال الصناعيين المحرومين من حقوق التجمّع في نقابات مهنية تمثلهم أو شريحة أضيق من المثقفين المطاردين أبدا من قبل وكلاء الأمن والشرطة .

إن كانت هناك فترة في بداية قيام النظام الجمهوري تدعى بفترة الحرية فإنما كانت حريّة لتيار سياسي محدد لحين ولتيار سياسي آخر حينا ولم تكن أبدا شاملة لأبناء الشعب كله بدون تمييز .

أمّا وقد دخل العراق الفترة السوداء بأحداث الثامن من شباط 1963 وعمليّات القتل والتعذيب لعشرات اللآلاف من حملة الفكر ، وملاحقة مئات اللآلاف من العوائل لا لسبب غير الإختلاف الفكري مع السطة المتحكّمة بالبلاد ، فإنّ العراقي لم تكن له سوى حرية إظهار الولاء للنظام وطاعة ما يفرضه من قوانين أو يمارسه من أعمال .

أربعون عاما ، قتل الكثيرون ، من جميع التيارات السياسية ، بضمنها التيار الذي يفترض أنه يمثل السلطة ، سواء بالإغتيالات ، أو المؤامرات ، أو تحت التعذيب في زنزانات الأمن والمخابرات وغيرها أو بقرارات إعدام مجحفة من محاكم صورية او بالإبادة الجماعية والدفن في مقابر مجهولة العناوين ، أو بقصف المدن والأهوار بالمواد الكيمياوية أو السامة ، أو بتجنيد الشعب كله بنفير عام وسوقه إلى حروب عديدة أودت بحياة مئات اللآلاف من الشباب وخلّفت مئات اللآلاف غيرهم معوّقين ، وشعبا مقهورا متعبا يعاني من اللآلام النفسية والتفكك الإجتماعي من جراء السياسة الرعناء للسلطة .

أربعون عاما ، نفّذ فيها مخطط رهيب لتنشئة الأجيال على مبادئ القبول بالأمر الواقع ، وتأليه شخص رئيس النظام ، وإعتبار كل أمر يأتي به مقدسا . هذا المخطط شمل المناهج في كافة المراحل الدراسية ، وكافة وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية المأجورة ،

أربعون عاما ، أبناء الشعب ، بكافة إنتماءاتهم الفكرية ، والطبقية ، والقومية ، والدينية والطائفية محرومون من إبداء أي رأي غير الذي يرضى به السلطان ، فلا أحزاب ولا نقابات حرة ولا منظمات تمثل المنضمّين إليها أو تحمل إسمها .

أربعون عاما ، كان الإسراف شديدا في التبذير في ثروات البلاد وتبديدها في الصرف على بناء الآلة العسكرية ، والتي بالتالي دمّرت في الحروب التي زجّ الطاغية البلاد فيها ، وكذا الصرف على بناء القصور وتحويل الأموال إلى الخارج وإلى حسابات شخصية ، والإستحواذ على 5% من واردات النفط لمصلحة حزب السلطة .

كل هذا وأبناء الشعب راضخون ، على مضض ، لا حول لهم ولا قوّة .

ما رأى أبناء شعبنا الحرية ، ولا مارسها آباؤهم أو أجدادهم ، والذي درسوا عنه بين طيات الكنب أو ما تلقوه من محاضرات ألقيت أو وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لا تبني الإنسان الحر المقصود فعلا بالكلمة . فالإنسان الحر يكون واعيا بحقوقه وحقوق الآخرين ، متمسّكا بحقوقه في حدود حريته الشخصية ومدافعا عنها ، ومحترما حقوق الآخرين ومدافعا عنها أيضا ، وهذه الحالة لا تحصل إلاّ في إطار الممارسة الفعلية ، وأدواتها مؤسسات المجتمع المدني من منظمات وأحزاب وجمعيات تبنى على أساس التكافؤ والتكافل والإحترام المتبادل .

إننا لن نستطيع أن نبني وطنا حرا بدون شعب حر، واع بحقوقه ، متمسك بها ، مدافع عنها ، فليكن منهجنا بناء الإنسان أولاً ، ونعمل على بناء مؤسسات المجتمع المدني الجماهيرية ،ونغني برامجها بما يضمن بناء الإنسان الحر



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطابور
- إعادة كتابة القاموس
- توبة إبن آوى
- الصراع والحياة الأفضل
- حيّيت شعب العراق
- بيت الزجاج
- تكتيك لكل خطوة
- نمور من ورق
- وجهان للديمقراطية
- رصانة الجمعيات في المهجر
- المبادئ الخّيرة .. لا الأفكار السلفية
- درس من التجربة
- المنصور
- الوسيلة : الديمقراطية
- بداية النهاية
- الشعب خالد
- الشيئ بالشيئ يذكر
- بناء العراق الجديد
- فاجعة جسر الأئمة درس
- آفة الأمية وفشل اليسار في إنتخابات كانون الثاني


المزيد.....




- تونس: -محاسبة مشروعة- أم -قمع- للجمعيات المدافعة عن المهاجري ...
- الجمعة.. تصويت مرتقب في الأمم المتحدة بشأن -عضوية فلسطين-
- الأمم المتحدة تقول إن 80 ألف شخص فروا من مدينة رفح مع تكثيف ...
- رماه في بئر فمات غرقا.. السعودية تنفذ الإعدام بوافد وتكشف جن ...
- نزوح جديد في رفح وأطفال يتظاهرون للمطالبة بحقهم في التعليم ...
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام متطرفين إسرائيليين النا ...
- الخارجية الأردنية تدين إقدام إسرائيليين على إضرام النار بمحي ...
- بعد عام من اعتقال عمران خان، هل استطاع مؤيدوه تجاوز ما حدث؟ ...
- الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس وتعلن إغلاق ...
- قائد بريطاني: عمليات الإنزال الجوي وسيلة إنقاذ لسكان غزة من ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ييلماز جاويد - الإنسان أولاً