أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - طبقية الديمقراطية














المزيد.....

طبقية الديمقراطية


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1460 - 2006 / 2 / 13 - 08:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية كمبدأ لنظام الحكم أفضل أسلوب للدول التي لم تصل في الرقي والتطوّر الصناعي الرأسمالي مرحلة تضطرّها الى اللجوء لإستعمار شعوب ودول أخرى لتسهيل تصريف منتجاتها من جهة والإستحواذ على مصادر المواد الأولية والطاقة من جهة أخرى .

برزت في الآونة الأخيرة دعوات قاصرة وغير ناضجة لرفض الديمقراطية كمبدأ بحجة أن الديمقراطية بدعة غربية وأنّ الدول المستعمرة وعلى الأخص الولايات المتحدة تريد فرض ديمقراطيتها على الدول الأخرى . وبالمقابل صارت الدعوة إلى الديمقراطية النابعة من التراث الحضاري للأمة دعوة رائجة . إن هذه الدعوة محاولة لحبس مفهوم الديمقراطية في الإطار القومي العنصري أو العقائدي الديني واللاهوتي وبالتالي تفريغه من جوهره الطبقي والتقدّمي .

لسنا في مجال الترويج للديمقراطية الأمريكية ، لأنها في الحقيقة صورة مشوّهة وممسوخة للديمقراطية وذلك متأتّ من كون البلدان الرأسمالية المتطورة قد بلغت أعلى مراحل الفرز الطبقي الإجتماعي وتكوّن فيها على العموم حزبان مسيطران على النظام وكل حزب يمثل فصيلا من الرأسمالية الصناعية ويكون الصراع بينهما على أساس المصالح الرأسمالية للصناعات التي يمثلها كل منهما . إنّ هذا الفرز الطبقي أدّى بالنتيجة إلى أن السياسة الخارجية لحكومات هذه الدول لا تتغيّر جوهريا عند تداول السلطة بين الحزبين وذلك لتشابه مصالح الفصيلين في ضرورة توسيع الأسواق لمنتجاتها وضمان مصادر المواد الأولية والطاقة لصناعتها . أما في السياسة الداخلية فإنّ المباراة والصراع بينهما يتسم بخدمة توفير ما ينشّط القطاع الصناعي الذي يمثله الحزب المعيّن من جهة وإستخدام وسائل الإعلام بكثافة للترويج وتضخيم أهمية ما يقدمه الحزب للأمة لكسب أصوات الناخبين في الإنتخابات.

أمّا في البلدان التي لم تصل فيها الرأسمالية تلك المرحلة المتطوّرة حيث لا يكون الفرز الطبقي الإجتماعي حاسما ولذلك فإنّ طبقات الشعب على العموم تتمحور بين طبقات البرجوازية الصغيرة والفلاحين والعمال وقد تكون هناك شريحة من البرجوازية الكبيرة ولكنها لا تمثل نسبة كبيرة من الشعب . ينتج عن هذا الواقع الإجتماعي ظاهرة تعدد الأحزاب السياسية في هذه البلدان ، وهي ظاهرة قد توحي بأنها صحيّة ، إلاّ أنها في نفس الوقت ظاهرة تدل على ضعف في الوعي السياسي وجهل في تشخيص المصالح الطبقية من قبل كل حزب ، وبالتالي التخبّط في تحديد الأهداف ومعرفة المركزي وغير المركزي ، والتشتت بين الأحزاب والصعوبة في الإتفاق بينها .

إن الواقع العراقي نموذج بارز للحالة أعلاه ، وما كثرة الأحزاب وتشتتها ، وجري البعض منها في مجريات الطائفية ، وجري غيرها في مجريات العنصرية إلاّ دليل على عدم أهلية قادة هذه الأحزاب في معرفة الأهم من الأهداف وفرزه عن المهم لإمكان تشخيص الهدف المركزي الآني والإتفاق عليه.

إن الطبقات الإجتماعية المكوّنة للشعب هي بصورة عامة تتصف بالوطنية وذات المصلحة في السير إلى الديمقراطية الحقيقية التي تمثل أكثرية الشعب ، فالمفروض أن تعي قيادات الأحزاب والحركات السياسية هذه الحقيقة وتتفق على برنامج عمل للسير قدما في الإتجاه الصحيح . فمن يكسب ثقة أكثرية الشعب عبر صناديق الإقتراع يكون أمام إمتحان لفترة محددة وللشعب أن يقرر أهليته بعد إنقضاء فترة الإمتحان .

لقد قلنا أن الشعب ، بملايينه التي إشتركت في الإنتخابات ، قد عبّر عن رأيه عبر صناديق الإقتراع ، وأفرزت نتائج الإنتخابات الإستحقاقات التي نشرت مؤخرا لكل فئة سياسية فلنعترف بحق الشعب في الإختيار ونترك الفائزين يخوضون الإمتحان بأنفسهم لكي تنكشف أوراق المخلصين عن غيرهم خلال السنوات الأربعة المحددة في الدستور ، وللشعب أن يحكم بعدها بين الصالح والطالح ، وأيّ عمل غير ذلك يعتبر إخلالا بمبدأ الديمقراطية وإلتفافا على مبدأ الشعب مصدر السلطات . إنّ مبدأ التوافق الذي يروّج له ، هو في الحقيقة عمليات مساومات بين سياسيين دون أن يفوّضوا مثل هذا الحق من الشعب ولا الدستور يسمح بتجاوز رغبات الشعب التي عبّر عنها في الإنتخابات ، فكفانا السير في هذا السبيل الشائك .

إنّ شعار ( حكومة الوحدة الوطنية ) شعار برّاق ولكنه يخفي بين طيّاته أسباب فشل مثل هذه الحكومة إن تشكّلت بسبب عدم إنسجام الأطراف المنضوية تحتها ، ولا خيرا جديا يمكن أن يتحقق بواسطتها ، لأنها ستولد مشلولة كسابقتها.

ييلماز جاويد
11/2/2006



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة الوطنية
- الدين والدنيا
- رسالة إلى القاضي رزكار
- الإنسان أولاً
- الطابور
- إعادة كتابة القاموس
- توبة إبن آوى
- الصراع والحياة الأفضل
- حيّيت شعب العراق
- بيت الزجاج
- تكتيك لكل خطوة
- نمور من ورق
- وجهان للديمقراطية
- رصانة الجمعيات في المهجر
- المبادئ الخّيرة .. لا الأفكار السلفية
- درس من التجربة
- المنصور
- الوسيلة : الديمقراطية
- بداية النهاية
- الشعب خالد


المزيد.....




- إدارة ترامب تكشف أحدث خططها للترحيل الجماعي.. 1000 دولار وتذ ...
- في منطقة عسير بالسعودية.. مشاريع مشوقة تفتح آفاقاً جديدة للس ...
- من باكو إلى قابالا.. أذربيجان ترسم خريطة جديدة للسياحة في عا ...
- بلومبرغ: اليمن يقف حجر عثرة أمام مساعي ترامب لإعادة رسم خريط ...
- قاذفتان استراتيجيتان أمريكيتان B-52H تتجهان إلى المحيط الهند ...
- السودان يؤكد احترامه لقرار محكمة العدل الدولية
- من -ستاربيس- إلى المريخ.. خطة ماسك لإنقاذ البشرية من مصير ال ...
- -حماس-: لا معنى لأي مفاوضات في ظل استمرار حرب التجويع في غزة ...
- قوات الدعم السريع تستهدف فندق -مارينا – الهيلتون- بمدينة بور ...
- الإليزيه يكشف تفاصيل زيارة الشرع لفرنسا


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - طبقية الديمقراطية