أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - قوميات و أقليات














المزيد.....

قوميات و أقليات


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 6560 - 2020 / 5 / 10 - 15:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لنأخذ مثل مسافر تعطلت مركبته أثناء الرحلة ،فلجأ إلى ميكانيكي الذي قال له أن سبب العطل هو تهشم قطعة أساسية و لكن يا للأسف ليس لديه قطعة غيار مماثلة ، فلا يستطيع مساعدته إلا بقطعة غير مطابقة ، من المحتمل أن تفي بالغرض حتى نهاية الرحلة ، أو حتى الوصول إلى مكان تصليح توجد فيه القطعة المناسبة .
مجمل القول أن الإصلاح بإدخال برامج مستوردة ذات مواصفات معيارية غير ملائمة لا يكون بالضرورة ضمانة ضد معاودة الاضطرابات في المجتمع الوطني . أضع هذه التوطئة قياسا بالدول التي تصيبها الأعطال فتقع في أزمات مصيرية تضطرها أحيانا إلى طلب النجدة من خصومها ظنا أنها بذلك تكسب ودّهم و تنضم إلى محفلهم فتلقي منهم الإنصاف و الدعم و النصيحة لكي تصير شبيهة بهم تنظيما و تقدما .
من البديهي أن هذا كله ليس سوى أضغاث أحلام تبددها الوقائع على الأرض التي تثبت أن غاية السياسة الامبريالية ليست محاربة التخلف و سوء الإدارة و الظلم و أنما هي بسط النفوذ و جمع الغنائم و تذليل الصعوبات في وجه التمدد وإشباع الجشع .
ليس من حاجة إلى التذكير بالتجارب المخيبة للآمال التي تعرضت لها دول كثيرة كانت مهزومة أو متداعية ، فارتمت في أحضان أعدائها طلبا للأمان و الصلح ، و استعدادا للحاق بهم والسير في قافلتهم . فما يهمني في الواقع هو تسليط الضوء على ما يجري في العراق وسورية و لبنان حيث تضطلع الدولة التركية بدور بارز ،
فعلى الأرجح أن هذه الأخيرة لم تستخلص كل العبر من تجربة الدولة العثمانية في فترة ظهور الحركة الإصلاحية التي تجسدت في سنوات 1839 ـ 1976 بإصلاحات سميت التنظيمات ، تمثلت في استيحاء الدولة الأوروبية في سن قوانين جديدة و في الاقتداء بها في أساليب الإدارة و في عمل المؤسسات الرسمية والأجهزة الأمنية و العسكرية
أقتضب هنا فأقول أن هذه التحولات التي طرأت على الدولة العثمانية نتيجة تصادمها مع الدول الأوروبية وظهور ميزان القوى مائلا لصالح هذه الأخيرة ، أدت إلى نتائج هامة ، هي :
1 ـ حرب القرم 1954 ـ 1855 ، بين فرنسا و انكلترا من جهة و روسيا من جهة ثانية ،
2ـ تدخل فرنسا وانكلترا و روسيا في شؤون الدولة العثمانية بذريعة حماية الأقليات
3 ـ تبلور القومية الطورانية و تعارضها مع الخلافة العثمانية ، أي مع الركيزة الأساس للدولة
مجمل القول كان تأثير القوى الكبرى على الدولة العثمانية عظيما كما هو معروف بواسطة المسألة القومية و المسألة الدينية ، في المشرق . تجسد ذلك في بادئ الأمر بتحالف " القومية العربية " التي حمل لواءها الشريف حسين ، مع إنكلترا ضد الدولة الإسلامية العثمانية , و في مرحلة ثانية بتحالف الإسلام السياسي ، تحت قيادة المملكة السعودية ، مع الولايات المتحدة الأميركية و بريطانيا و فرنسا و تركيا، ضد القومية العربية بوجهها الناصري ، و صولا في الراهن ، إلى دك حصون الدولة العربية ومحاصرة آخر قلاعها من أجل محو العروبة باسم الإسلام السياسي .
أغلب الظن أن تركيا مندفعة وراء حلم امبريالي تتخيل فيه نفسها نواة جاذبة للولايات العربية العثمانية سابقا على أساس عثمانية جديدة تشكل أرضية لنظام ثقافي سياسي ، طوراني ـ إسلامي . يحق لنا استنادا إليه ،أن نأخذ في الحسبان ، حتى ثبوت العكس ، فرضية أن تركيا رسمت خطتها على الأرجح في سياق المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي ، الشرق الأوسط الجديد ، الذي بدأ العمل فيه منذ سنوات 1980 .أما الأهداف المرجوة فكانت استعادة ما يمكن استعادته من الولايات العربية العثمانية في لبنان و سورية و العراق ، بعد أن يكون الاقتتال الطائفي و العرقي ، دفاعا عن النفس أو بالوكالة ، قد أتى على كل ما انجز من المشروع الوطني .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يجري في لبنان ؟
- ملحوظات عن الوضع في لبنان
- من أجل السلامة العامة !
- الخلاعة السياسية
- من الاستعمار بالمحاصصة إلى فوضى المناطق الأمنية
- مفهوم الخصم و زبّال نيويورك
- عودة إلى المختبر اللبناني
- المشروع الشيوعي و محاور العمل
- المصريون و الدولة المصرية
- الوباء و الحرب
- ملحوظات على ورقة عمل - للمرحلة الانتقالية -
- آكل النمل الحرشفي و تهتُّك القادة
- فاتورة أيلول
- الموت من جراء الوباء أو التلوث أو الحرب
- بين الترحيل و التجميع
- الفايروس و المرتزقة و الحرب المستحيلة !
- مدونات الحجر الصحي في اليوم السابع !
- وباء الكورونا : اليوم السادس للحجر المنزلي
- قصة عميل
- توصيف الدولة المتعددة السلطات


المزيد.....




- وثقت الحادث بالكاميرا.. سيارة تصطدم بمطعم أثناء تصوير مؤثرة ...
- لماذا يُعد تحديد موعد مؤكد للقاء بوتين وزيلينسكي أمرًا بالغ ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان: يمكن للولايات المتحدة إ ...
- وفاة إيمان الغوري: تفاعل واسع يعيد بطلة -أحلام أبو الهنا- إل ...
- دراسة علمية جديدة: التزاوج بين الإنسان العاقل والنياندرتال أ ...
- عملية أمنية معقدة.. اليوروبول يحبط شبكة دولية لتزوير العملات ...
- ولاية ماليزية تفرض عقوبات صارمة على المتخلفين عن صلاة الجمعة ...
- وزير خارجية الأردن : نتاياهو يقود مشروعا تدميريا في المنطقة ...
- اجتماع سوري إسرائيلي يبحث خفض التصعيد ووضع السويداء
- ما الضمانات الأمنية التي يمكن تقديمها لأوكرانيا؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - قوميات و أقليات