أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - قصة عميل














المزيد.....

قصة عميل


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 21 - 18:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتوافق مؤرخون كمثل جورج قرم و هنري لورنس على اعتبار لبنان مختبرا في حقل السياسة و الاجتماع تظهر فيه علامات و انعكاسات التحولات الجارية و المتوقعة ليس في لبنان وحسب و إنما في محيطه أيضا ، خصوصا في الفضاء السوري و العراقي و في مصر إلى حد ما
و في هذا الصدد فإن الضجيج الذي يعلو هذه الأيام في لبنان حول رجل متعاون مع الإسرائيليين أثناء احتلال لبنان ، رجع إلى البلاد منذ ستة أشهر تقريبا بجواز سفر أميركي و بحماية أميركية . الأمر الذي لم يمنع الدولة من مقاضاته فقط و لكنه سمح للولايات المتحدة الأميركية أيضا بتقديم استعراض معبر في تحقير الناس في البلاد الضعيفة و في عدم احترام سيادة و استقلال الدول أو شبه الدول ، من خلال عملية تضمنت استقدام طائرة مروحية من احدى قواعدها في المنطقة إلى مهبط خاص بسفارتها لنقل العميل ذي الجنسية المزدوجة اللبنانية و الأميركية بالرغم من وجود حكم قضائي يقضي بمنعه من مغادرة البلاد .
تستوقف المراقب في هذه المسألة معلومات أو اعترافات أفرقاء السلطة أنفسهم عن تعرضهم منذ أن عاد العميل إلى البلاد ، لضغوط أميركية متواصلة بصفتهم أعضاء في تكتلات سياسية وأحزاب وحركات أو كموظفين في مؤسسات رسمية قضائية و أمنية . و عن أن هذه الضغوطات تكثفت في الأشهر الأخيرة ( ربما توازيا مع تفاقم الأزمة المالية و المصرفية و مع انطلاقة الانتفاضة الشعبية في تشرين أول الماضي ) حيث اتخذت طابع التهديد و الوعيد بحق الذين يرفضون الامتثال للأوامر الأميركية و ذلك بإدراج أسمائهم على " لائحة العقوبات الأميركية " . أما المطالب الأميركية فلقد كانت واضحة : اطلاق سراح العميل دون قيد أو شرط !
من المعلوم في هذا السياق أن الولايات المتحدة الأميركية وضعت منذ عدة سنوات ( و أعتقد أن الاتحاد الأوروبي ، وبعض الدول العربية و غير العربية الإمعة ، حذوا حذوها في هذا الموضوع) طرفا مشاركا في السلطة في لبنان و قادته في خانة الذين نعتبرهم " إرهابيين " ، دون أي رد فعل أو احتجاج من جانب هذه السلطة .
من البديهي أن هذا البحث لا يتسع لجميع التفاصيل التي تناهت إلى علم الإنسان العادي في لبنان ،عن الدرجة التي بلغتها سيرورة تجويف شبه الدولة اللبنانية من محتواها الوطني الذي كان في الأصل ناقصا . فما بالك بما خفي عنه .
استنادا إليه ، لا نجازف بالكلام أن في لبنان دولة يحكمها عدد من السلطات الطائفية بالإضافة إلى سلطة ربما هي الٌأقوى و الأكبر نفوذا ، هي الولايات المتحدة الأميركية التي تمتلك سفارة ومهبطا خاصا للطائرات و على أرجح مواقع عسكرية أخرى ، ناهيك من القنوات التي تصل بينها من جهة و المؤسسات الرسمية من جهة ثانية . كما لو أن لبنان صار على شاكلة العراق بمقياس أدنى.
مجمل القول أن الولايات المتحدة الأميركية متوغلة في أعماق شبه الدولة اللبنانية الأمر الذي يمكنها من مراقبة كل صغيرة و كبيرة فيه و يجعلها قادرة على فرض إملاءاتها ، و ما قصة العميل التافهة إلا غيض من فيض . و لكن ما يثير الحيرة في الحقيقة ، هو الخطاب السياسي الرسمي المتبقي على الساحة اللبنانية ، المصر على ضرورة المحافظة على السلطة وعلى الوضع كما هما . و هذا منطقيا أمر مستحيل ، فليس من حاجة إلى فهلوية في معاينة الواقع لملاحظة تدهور الأحوال المعيشية المتسارع نتيجة الارتهان للولايات المتحدة الأميركية بالإضافة إلى الوباء طبعا الذي زاد الطين بلة. وباقتضاب شديد لا شك في أن الناس يحتاجون إلى الذين يتصدون للخطة الأميركية لأنها تبطن خطرا عليهم ولكن السؤال الكبير بعد الانتفاضة الشعبية و على ضوء قصة العميل ، هو عما إذا كان المقاومون مقتنعين بأنهم بحاجة إلى ثقة وتأييد الناس طوعا لا كرها ، عقلانيا لا عاطفيا أو تعصبا .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توصيف الدولة المتعددة السلطات
- في مفهومية - الإرهابي -
- جائحة وبائية ؟
- عن الرأسمالية الجديدة و الرأسمالية المحافظة
- بين السد العالي و سد النهضة
- إنكار و إفلاس : أنا أو الخراب
- السلطة و الثورة و المسألة السورية
- في المسألة السورية
- وجهة نظر أوروبية - لائقة سياسيا - في المسألة السورية
- الحرب التركية على سورية
- بانتظار الثورة (5)
- بانتظار الثورة (4)
- بانتظار الثورة (3)
- بانتظار الثورة (2)
- بانتظار الثورة (1)
- يا حضرة الوزير اللبناني ، أصل الوباء جرثومي و ليس إيرانيا
- من وعد بلفور إلى صفقة القرن
- ثورات كاذبات و حروب حقيقية !
- الثورة الكذبة و الثورة الحقيقية
- - الشيعة - في لبنان : بين البرنامج المرحلي للحركة الوطنية و ...


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - قصة عميل