أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - حوار حزيران














المزيد.....

حوار حزيران


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 6542 - 2020 / 4 / 20 - 00:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العلاقة مع الولايات المتحدة هي أكثر الملفات احراجا للقوى السياسية الشيعية الكبرى التي تريد بقاء حالة "الزواج السري" بين الطرفين الى ما لانهاية، إذ تعتبر هذه القوى ان كلفة التحول الى علاقة علنية واضحة باهضة ليست فقط بسبب ظروف العلاقة النظيرة مع ايران بل لأن الخروج الى العلن يحرم القوى الشيعية من هامش مناور كبير في ادارة الملفات السياسية ومنهج الحكم وتشكيل التحالفات، بل ان بعض القوى الشيعية صارت تكرر لعبة التوازن التي استخدمها رؤساء عرب مثل المصري حسني مبارك واليمني علي عبدالله صالح، اي لعبة ابتزاز الامريكان عبر التخويف بالجماعات الاكثر تطرفا، لكن الجماعات هذه المرة شيعية شقيقة وليست السلفية او الاخوان المسلمون.
نمط "الزواج السري" ضيع معالم الاتفاقات العراقية الامريكية ولم يعد واضحا مفهوم "اتفاقية الاطار الستراتيجي" التي تزامنت مع اتفاقية الانسحاب الامريكي من العراق، إذ يتحدث المسؤولون العراقيون والامريكيون عن اتفاقية الاطار بجانب واحد يخص ما تقدمه واشنطن للعراق، وكلا الطرفين يرفضان الحديث عن المقابل العراقي، لتكون الاتفاقية بذلك جزءا من ميثاق "الزواج السري" بين الطرفين ويبدو ان الامريكان حينها تفهموا احراجات القوى الشيعية ولذلك لم تخرج الاتفاقية بصيغة الحقوق والواجبات المتبادلة وهو ما ترفضه ادارة ترامب اليوم ولذلك دعت الى حوار ثنائي جديد ينطلق أواسط حزيران المقبل قال عنه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أنه "سيناقش قضايا استراتيجية تهم البلدين، من بينها مستقبل وجود القوات الأميركية على الأراضي العراقية"، الدعوة للحوار أوصلها السفير الامريكي في بغداد ماثيو تولر لرئيس حكومة تصريف الاعمال عادل عبدالمهدي الذي "رحب بفتح حوار استراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، بما يحقق المصالح المتبادلة" عبدالمهدي تحدث لاحقا عن الموضوع خلال اجتماع لمجلس الامن الوطني العراقي خصص لمناقشة الحوار المرتقب وقال أن "محور العلاقات بين البلدين يجب ان يتم بشكل ودي وليس عدائيا، ولمصلحة العراق والولايات المتحدة كشريك وصديق ومن أجل حفظ مصالح المنطقة والعالم"، لكن الطبيعي ان الحوار يتم بين حكومتين كاملتي الصلاحيات وهذا ما لايتوفر في حكومة عبدالمهدي المستقيلة، ومن الواضح ان واشنطن لا ترغب باجراء هكذا حوار مع حكومة يرأسها عبدالمهدي واللافت ان اجتماع مجلس الامن الوطني عقد في الثامن من نيسان بينما تم بصيغة درامية تجاوز تكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة الجديدة وتكليف مصطفى الكاظمي الموصوف بقربه من الامريكان يوم 9 نيسان بالمهمة ربما ليحقق ما وصفه عبدالمهدي بالشكل "الودي وليس العدائي" بين الطرفين وهو ما تريده ايران أيضا ولم تكتف بالتعبير عنه بلقاء أمين المجلس القومي الإيراني علي شمخاني مع رئيس جهاز الاستخبارات الوطني العراقي مصطفى الكاظمي قبل تكليفه بشهر بل أضافت اليه ما قاله السفير الايراني السابق في العراق حسن كاظمي قمي يوم 18 نيسان لوكالة تسنيم الايرانية "أعتقد أن الحوار الاستراتيجي الجديد لن يحدث إلا إذا كان الأمريكيون يسعون إلى وجود جيد في العراق، وهذا ممكن إذا كفت واشنطن يدها عن أهدافها غير المشروعة، لتكون قادرة على إقامة علاقة جيدة" والاهداف غير المشروعة تشير غالبا الى استخدام العراق ضد ايران.
ما يتبقى هو مدى قدرة القوى العراقية على استيعاب المرحلة المهمة لتحدد بوضوح ما تريده من علاقات عراقية امريكية ثابتة وعلنية، وهذا الوضوح هو أكبر اعداء القوى الشيعية ليس فقط في ملف العلاقة مع واشنطن بل في كل ملف وخطوة فهي مدمنة على الغموض والتلاعب بالكلمات والتنصل عن المسؤولية في أي قرار، في مقابل شريكين هما الكرد والسنة يعلنان بوضوح رغبتهما بعلاقة استثنائية مع واشنطن رغم ان زعماء وساسة الطرفين يرتبطان بعلاقات وثيقة مع طهران التي صار غموض وتذبذب اصدقائها من الساسة الشيعة في العراق أكثر إرهاقا لها من صراحة أشد خصومها عداوة.
الفرقاء الشيعة في العراق يحاولون التملص من مواجهة ملف العلاقة مع امريكا بدرجة الوضوح العالية التي تريدها ادارة ترامب ولذلك يراهنون مجددا على عامل الوقت لكن وكما في كل مرة فهو ليس في صالحهم، نحن مقبلون على انتخابات رئاسة امريكية إذا فاز بها ترامب فهو سيستأنف تجاوزه كل بروتكولات التعامل بين الدول، ذلك التجاوز الذي أعلنه سافرا بعملية المطار وقتل القياديين العراقي والايراني وأما إذا خسر ترامب السباق فإن بديله هو جو بايدن المرشح الديمقراطي والنائب السابق للرئيس اوباما الذي ترك ملف العراق بين يديه وبايدن هو صاحب المشروع المعروف الداعي الى تقسيم العراق الى ثلاث كيانات ومن الواضح اي هذه الكيانات سيكون في مواجهة صريحة مع واشنطن وقتها، بمعنى ان كلا الرجلين يتبنيان مواقف حادة تجاه الوضع العراقي فيما تفتقر القوى العراقية وخاصة الشيعية الى اي قرار او رؤية متماسكة للتعامل مع ملف العلاقات بالولايات المتحدة التي يبدو انها استعدت جيدا ومبكرا للحوار المرتقب بتشكيل وفدها الذي سيترأسه وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل، إضافة إلى مسؤولين كبار من وزارتي الدفاع والخزانة الأميركية، ووكالة الاستخبارات المركزية وجهات أخرى" وهو يرغب بوفد عراقي مماثل مع ملاحظة ان " يعبر عن كل المكونات العراقية، فضلاً عن ممثلين من إقليم كردستان"، فهل إستعد العراق؟!.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرون شتاءً.. زمن الذاكرة العادية
- حكومة خير الأمور
- الركود وحياة المطار
- خلافات التحالف الوطني
- معركة الأحزاب
- فشل تشريعي
- 2532
- تسعيرة الداعية والمدرب
- نظام بطعم الفوضى
- غرور طائفي
- مذبحة مساء الاثنين
- رسالة واحدة مهمة
- هواتف بايدن والصمت الامريكي
- إنقسام المتظاهرين
- حرب الحكومة والبرلمان
- فتنة الأمن
- فعالية الخارج وعجز الداخل
- ضحايا نسياننا
- وعكة عراقية
- الصفقة التركية واللهاث المتأخر


المزيد.....




- شاهد.. أسراب من -حشرات الحب- تغزو كوريا الجنوبية بأعداد كبير ...
- النووي الإيراني: هل يستأنف الحوار بين طهران والعواصم الغربية ...
- بعد المواجهة مع إيران.. اجتماع أمني إسرائيلي يدرس مستقبل حرب ...
- القوات الروسية تسيطر على أول قرية في منطقة دنيبروبيتروفسك في ...
- غوتيريس يشدد على -إصلاح وإطلاق محرك التنمية- بمواجهة -عالم ي ...
- الأرجنتين: وضع حرج لأكبر مركز صحي للأطفال في البلاد بسبب سيا ...
- جرعة مخدرة تحت إشراف طبي في بلجيكا.. وفي العراق الأطباء مسته ...
- المقاومة تدمر آليتين عسكريتين إسرائيليتين شرقي خان يونس
- حفل زفاف بيزوس.. ظهور وجوه بارزة من قائمة أثرياء العالم
- ولي عهد دبي يُعلن نجاح أول رحلة تجريبية للتاكسي الجوي


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - حوار حزيران