أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - ردي لرسالة من اللاذقية...















المزيد.....

ردي لرسالة من اللاذقية...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 6404 - 2019 / 11 / 10 - 15:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ردي لـرسـالـة مـن الـلاذقـيـة...
كتب لي صديقي جــاك من اللاذقية.. متألما حزينا أن الوفد السوري الرسمي لمفاوضات الدستور الجديد مع ممثلي المعارضة.. لن يدخل على الإطلاق كلمة "العلمانية" بالمناقشات حول هذا الدستور.. ولن يغير أية فاصلة بكل ما يتعلق بدين الدولة... كالعادة.. مراضاة للمعارضات المتعددة وتشكيلاتها الإسلاموية... يعني كما كانت تردد جدتي : "تيتي.. تيتي.. متل ما رحتي.. متل ما جيتي"...
وهــذا ردي إليه... وإلى قارئاتي وقرائي :
جــاك يا صديقي الطيب...
عـلـى مــســؤولــيــتــي... كـــالـــعـــادة...
غضبك... غضبك شجاع صحيح مقبول معقول... ولــكــن... ولكن غالب شعبك مخدر محشش مهووس بالتعصب الديني الإسلامي... وها أنا أسمي لك القطة.. قطة.. على مسؤوليتي... وهذا منذ الغزو العربي الصحرواي من خمسة عشر قرن.. مرورا بالغزو العثماني.. ومن ثم تقسيم الانتداب الفرنسي... وبعدها.. وبعدها مسخرة المساخر.. ما سمي ألف مرة استقلال البلد... وهيمنة القوانين الطائفية.. ووزارة الأوقاف... ودين رئيس الدولة الإسلام...وحتى اليوم باعتراض ممثلي السلطة (الشرعية) بمفاوضات الدستور السوري المقبل في جنيف.. مع المعارضات الخنفشارية أكثر... لإهدائهم أكبر هدية... إلغاء كلمة علمانية من أية مفاوضة.... أو من أي دستور إنساني حضاري مـأمـول مـنـتـظـر... يحترم مبدأ المواطنة.. ولا أي شـيء آخـر سوى المواطنة...
بعد كل مصائب هذه الحرب الغبية... ورثنا سلطة ضعيفة نائمة.. ومعارضات غبية.. ومستقبلا بلا بوصلة.. سوى السير بطريق معتمة.. بلا نهاية... وما قرره كيسنجر لهذا البلد من نصف قرن... يتحقق... مع مزيد ألمي وجرحي ويأسي وبأسي عــلــيــه!!!...
هل كنت تتأمل يا صديقي بعد رعرعرة كل هذه الشروش والجذور التاخة.. بهذا البلد الحزين.. أن يتطور بقوانين علمانية حديثة.. أو ألا "يتمردغ" بالوحل والقمامة الفكرية.. لأنه لم يعتد أبدا بأي يوم.. على كلمات مثل : الــحــريــة.. الديمقراطية.. العلمانية... الحضارة.. المساواة.. فصل الدين عن الدولة.. حقوق المواطنة.. المساواة الكاملة بين المرأة والرجل... هذه الكلمات التي تحرق الكراسي تحت مؤخراتهم... وهنا كعادتي اسمي القطة قطة... إذ ماذا جلب جميع الذين توالوا على كراسي السلطة.. منذ ما سمي ألف مرة خطأ.. استقلال سوريا.. حتى اليوم؟... لا شيء.. صفر.. ألف مرة لا شيء.. وألف مرة صــفــر... وبعثهم؟... ووحدة.. حرية.. اشتراكية.. ماذا غرست وزرعت بهذا البلد؟.. سوى لا ثقافة ولا رحمة و لا أخلاق المخابراتية.. ولا الشبيحة.. ماذا جلبوا "قشة لفة" سوى الفساد والرشوة والانحدار والانطواء.. والنهب والسلب والرشوة.. وبيع الوطن.. وضياع كل حضارة مكتسبة... ناهيك عن التعصب الديني.. وأذاه ونكباته.. وفراغ أفكاره ووزارة أوقافه...
كم أحزن على هذا البلد الذي خلق أولى الأبجديات وفنون الهندسة المعمارية.. وسفن استطلاع العالم والبحار... قبل الغزوات الدينية... واليوم تحول إلى باندوستانات طائفية.. وتسميات عصاباتية.. تمشي بــآخـر عتمات المجارير والتقديرات... أمة بعد الصفر.. مجزأة... تـحـت الــصــفــر.. عليها عدة أسياد وعدة انتدابات غريبة.. ومكرشون يعيشون على قمامات من الدولارات... بلا اسم ولا عزة ولا كرامة... أصبحوا أسياد كل حارة وكل شارع... أو ما تبقى من هذا البلد... وجحافل من الفقراء الصامدين الصابرين... لا يأملون بأي حل ولا مستقبل.. لهم ولأولادهم.. سوى فيزا يرحلون ويـهـربـون بها.. لأية جورة بعيدة بالعالم...
بعد تخلي الوفد السوري الشرعي.. ويا لعار الشرعية.. وكم آسف شخصيا من دفاعي بشراسة الكتابة والنقاشات والندوات.. هنا بــفــرنــســا.. عن واقعية وصحة هذه الشرعية اليوم.. بعد تخليها المخزي والمخجل.. وهي التي بنت غالب دفاعاتها المختلفة بالإعلان العالمي.. أنها علمانية.. مؤمنة بالعلمانية... مما يعني أنها كانت قبل الحرب.. وأثناء الحرب.. وآمالنا بعد الحرب... أنها ستوضح للعالم بأسره.. تمسكها بالعلمانية.. كامل العلمانية.. بلا تفسيرات عرجاء.. كامل العلمانية التاريخية الصحيحة والحقيقية... يعني فصل الدين نهائيا وكليا عن الدولة والسياسة... ها هي تطعن الصحة والكمال والعلم والحضارة.. بالصدر والظهر... حاملة الشريعة الإسلامية.. ملفوفة على جبينها.. بعد أن جرتنا معها.. بادعاءاتها أنها تحارب داعش وأبناء داعش وحلفاء داعش... وها هي تضع علمهم وقرآنهم وشريعتهم وتفاسيرهم وتعاليمهم... علنا من ثاني جلسة مفاوضات... كأبخس خيانة لكل من دافعوا عنها من أنتليجنسيا وحقوقيين ومثقفين وكتاب ومفكرين علمانيين حضاريين وأحرار... هــنــاك وهــنــا... وكانت هذه الخيانة أصعب من ذكرياتي وسنين سجني هناك أيام فتوتي وشبابي وأسباب هجرتي النهائية... وأنا ـ بكل غباء سياسي وبراغماتي ـ تابعت الدفاع عن شرعيتهم المغشوشة المزورة... من خشيتي لضياع البلد من غزاة غرباء.. وخشيتي على أمان شعب بلد مولدي.. من التمزق والهرب من الموت المحتوم أو الهجرة...
واليوم أصرخ وأصرخ وأكتب ألا فرق عندي بين داعش وأبناء داعش وحلفاء داعش.. وما بين بقايا هذه السلطة التي تحكم هذا البلد من ستين سنة.. حتى هذا اليوم... وأتهم المقاولين والمشاركين بهذه المفاوضات.. وأسيادهم ومسؤولي بعثهم المنفرط.. نظرا لتخليهم عن العلمانية... إن تابعوا بهذا الخط الأعرج.. ولا يعلنوا تراجعهم عنه... إني أتهمهم بالخيانة... بــالــغـــش لكل ما باعونا من دعايات كاذبة... وبالخيانة العظمى!!!............
***************
عــلــى الــهــامــش :
ـ عيد ميلاد حزين.. غاضب...
يوم السبت.. البارحة كان عيد ميلادي (التاسع من تشرين الثاني)... ولما وصلتني رسالة صديقي جــاك من مدينة اللاذقية.. معلنة رفض الوفد السوري (السلطوي) لمناقشة الدستور السوري.. إدراج العلمانية بهذا الدستور.. وبعد تأكدي من نشر هذا الخبر بموقع "سيريانيوز" الذي يتأرجح ما بين الموالاة المدفوعة والمعارضة التي تدفع أكثر... تبين لي تأكيد الخبر عدة مرات.. فصعقت.. مرضت.. غضبت.. بكل ما في الغضب من ضرر لصحتي.. وكان أن ألغيت كل ما قرره أولادي وأحفادي.. وحلقة أصدقائي المقربين من اجتماع بمنزلي.. وتحسرت... وتحسرت على نفسي وعلى البلد الذي ولدت بـه.. واختفاء أصوات صادقة شريفة شجاعة تدافع عن أفضل مبدأ يصلح بوصلة ما تبقى من مستقبله المجهول... الـــعـــلـــمـــانـــيـــة... وتفضيل سلطاته ومفاوضيها متابعة قوانين الجهالة الإسلاموية ومراضاة حلقاته الأخونجية والقبيسية والتركية... لأنها كانت دوما لا تعرف سوى سياسات المخابرات والمراضاة... ولم يتبق من أشباح بعثها الهزيل... سوى المراضاة والتعتيم.. والتعربش بما تبقى من حكمها الغامض...
حـزني وأسفي على ما أحرقت من فكري وكتاباتي وعمري.. للدفاع عن شرفهم الضائع... خلال التسعة سنوات الماضية... وكل طاقاتي وعلاقاتي وصداقاتي وندواتي... سنوات ضائعة.. نعم سنوات ضائعة.. لسياسة غبية معتمة... ضــائعــة... ومما يضيف قناعتي أن السياسة.. بلا شــرف ولا شجاعة... تــفــســد... وهــنــاك... ألف آه من هــنــاك.. حيث تــزوج الــفــســاد الــشـــريــعــة!!!...............
نــقــطــة على السطر... انتهى........
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشارك؟؟؟... أو لا أشارك؟؟؟...
- مرض وشيخوخة الحرية...
- العزل The Impeachment
- عودة إلى نقطة الصفر...
- كفا... كفا خنفشاريات وعنتريات فارغة...
- حنفية الحريات... قصة سيرة ذاتية...
- بفرنسا لوائح انتخابية... طائفية!!!...
- لبنان؟... لبنان يا بلد الجمال والآمال..والأحلام والأوهام.. و ...
- الحرائق؟؟؟... الحرائق... كلمات تساؤلية ساخنة...
- رسالة إلى قريب سوري أمريكي
- اعتداء... صارخ... وحشي...
- أروغان وترامب... ترامب وأردوغان...
- تساؤل أم استفتاء؟؟؟...
- تفسيرات عراقية... وتناقضات أوروبية...
- رسالة إلى صديق... من اللاذقية...
- ما بين وفاة جاك شيراك... وحريقة مدينة Rouen الكيميائية الرهي ...
- تحية واحترام لذكرى جاك شيراك...
- لماذا الاستغراب؟؟؟!!!... على مسؤوليتي...
- على مسؤوليتي كالعادة... صرعات وليس صراعات...
- مستر ترامب... والصرعات العالمية...


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - ردي لرسالة من اللاذقية...