أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - مرض وشيخوخة الحرية...














المزيد.....

مرض وشيخوخة الحرية...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 6400 - 2019 / 11 / 5 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مـــرض وشـــيـــخـــوخـــة الـــحـــريـــة...
"الحرية.. إذا لا نلمسها ونمارسها تمرض وتضعف وتختفي" Philippe Pascot فيليب باسكو.. كاتب وإعلامي أناركي Free Lence فرنسي.. يكتب وينتقد السياسة الفرنسية من وقت لآخر على محطة راديو ٍSUD Radio الحرة.. دون لف أو دوران.. غرامات محاكماته تكلفه غالبا..كل ما يربحه من كتبه حتى آخر سانتيم...
أسمعه مرتين أو ثلاثة كل أسبوع.. حتى عندما يتكلم.. أتابع جملته قبل أن يلفظها.. كأنه تؤامي.. أو كأنه يقرأ ما أفكر.. مكتوبا على لوحة سوداء كبيرة.. لأنني على قناعة تامة أن الحريات الأوروبية التي تعلمتها وآمنت بها سواء على مدارج الجامعات أو بالشوارع.. أو بالمقاهي والنقاشات الفرنسية منذ ستة وخمسين سنة.. حتى اليوم.. دخلت بطور الشيخوخة والمرض.. أو المرض والشيخوخة والغياب... والحياد وعدم الاهتمام.. والتغافل والتسامح.. وقبول بعض التفسيرات الدينية والمعتقدية.. وخاصة التفسيرات الشرائعية التي تتسلل مع بعض الديانات... مثل الحجاب والنقاب والفولار والبوركا.. والصلوات بالشوارع.. والمدارس الدينية.. في بلد ناضل وحارب وصارع وقاوم الكنيسة المسيطرة على كل قواعد القوانين والتقاليد.. حتى وصل إلى أكبر انتصار سياسي واجتماعي... سنة 1905.. واسمه قانون 1905.. أو فصل الدين عن الدولة... وغالب الدول الأوروبية.. نظرا لملايين المهاجرين الآتين من إفريقيا وآسيا... خلال قرن كامل.. متزايدة.. منتجة.. مولدة يوما بعد يوم... أعدادا وأعدادا.. لا تقبل سوى الشريعة الإسلامية.. كقانون ومبدأ وعادات وتقاليد.. وممارسات جماعية وفردية.. تمكنت باسم الحفاظ على ممارسة المعتقد الديني.. خافية النصف الثاني من القانون.. والذي يقول (بشرط ألا تعلو عن مبدأ فصل الدين عن الدولة)... والذي استلم تمرير تسلله لتفخيخ وتفجير قوانين وشروط العلمانية والتي وزعتها وعلمتها فرنسا لمئات من دول العالم المتحضر.. خلال أكثر من قرن من الزمن.. ولكنها تقبل اليوم تفسيرات ـ باسم حرية المعتقد ـ التسللات والتفسيرات والتفجيرات التي تستعملها جمعيات وتجمعات إسلامية.. قريبة جدا من منظمة الإخوان المسلمين في الدول الأوروبية.. موظفة لهذا الأمر أغلى وأشهر المحاميات والمحامين الأوروبيين.. وعشرات من المحللين والإعلاميين الكبار.. بملايين وملايين الأورويات والدولارات... واليوم أصبح من المقبول رؤية آلاف الأشخاص يصلون بأوقات الصلاة اليومية الإسلامية آلاف الرجال (بدون نساء طبعا).. يغلقون شارعا رئيسيا أو ساحة كبيرة هامة في لندن وباريس ومدينة مرسيليا.. أو في بعض الحدائق العامة الرئيسية.. من أية مدينة كبيرة أو متوسطة.. بأية مدينة أوروبية... مشاركة النساء فقط تراها دوما (نساء محجبات) بالمظاهرات الاعتراضية.. بمقدماتها دوما مع اليافطات والمطالب.. محاطين برجال ملتحين بالألبسة التقليدية السلفية... مشرفين على الهتافات وحماية المظاهرات... حين أرادت الدولة مثلا منع بعض مظاهر الحجاب والنقاب بالمؤسسات الرسمية والحكومية... قــامــت الــدنــيــا.. ولم تقعد حتى الآن... بيانات إعلامية واسعة منظمة مدفوعة... محللون موظفون محترفون.. وخاصة مجموعات من المحامين المشهورين والمعروفين.. بأجورهم ورواتبهم الباهظة الغالية جدا... حيث تحاط الحرية والحريات.. وتجنزر بتفسيرات... تمرضها... تشيخها... تتعبها.. وتدفعها باتجاه عتمات الصمت والحياد والغياب...
تجزيء الحرية.. وقبول تسربات ضد أصولها الكاملة.. كقبول تسميم الجسد الإنساني بجرعات يومية.. مهما كانت بسيطة... لأنها تؤدي إلى موت هذا الجسد حتما... وهذا ما يرغبه الإسلاميون وزعماؤهم وتحزباتهم... يريد تسميم هذا الجسد السليم الصحيح.. بقطرات تجريبية اقتحامية.. باسم الحرية نفسها.. لقتل كل الحريات المكتسبة خلال سنوات وسنوات... وتسلل واقتحام وانتصار وتتويج الشرائع السلفية.. كقاعدة للبشرية... عن طريق المبادئ الأممية للحريات... ومنه الخطر الذي بدأ يتسرب لأوروبا.. بانيا قواعده واحدة بعد الأخرى... دون أن تنقصه ملايين الدولارات التي يشتري بها قواعد الغرب النائم المتراخي... واحدة بعد الأخرى... ومئات مليارات التي تشتري وتخزن وتكدس بها المملكة الوهابية أسلحة.. جزء بسيط من وسائل اقتحاماتها المبدأية الطائفية المتزمتة اللاإنسانية.. والمعادية للأنظمة الحقوقية الطبيعية.. بما يسمى العالم الحر والديمقراطي الذي يساوي البشر.. كل البشر بين بعضهم البعض...وخاصة المساواة بين النساء والرجال... ولا توجد لديه اختصاصية " أفضل أمة عند الله !!!..."
***************
عــلــى الــهــامــش :
ـ اللجنة السورية المشتركة لصياغة الدستور
تتابع اللجنة السورية المشتركة لصياغة الدستور, المتمثلة بأعداد تمخضت من شخصيات حقوقية تمثل السلطة الشرعية.. مع نفس العدد من المعارضات (المقبولة) المختلفة.. بمدينة جنيف Genève السويسرية.. بمبنى الأمم المتحدة.. للمرة الثانية هذا اليوم... ولم تتسرب حتى هذه الساعة.. أية معلومة بسيطة.. لا عن الأجندا.. ولا عن بداية أية مواد النقاش...
آمل.. رغم الصعوبات ورغم التجارب.. ورغم مستوى الحقوقيين والسياسيين المشاركين.. الابتعاد قدر الإمكان عن إدخال مواد عنصرية تمييزية بالدستور السوري القادم.. ومحاولة إيجاد خطوات حضارية لفصل الدين عن الدولة.. وخاصة بعد كل تجارب هذه الحرب الآثمة التي فجرت البلد وشتت شعبه وبنيانه وقواعده.. وكل مبادئ التعايش المشترك التي طفت تمزقاتها وجراحها وأمراضها الاجتماعية على السطح... بهذه السنوات الماضية.. من حرب آثمة مؤامراتية دولية.. تحولت كاللهيب الحارق إلى حرب أهلية مجرمة قاتلة...
آمل لهذا المؤتمر أن ينجح... حضاريا... سلميا... حقوقيا وإصلاحيا ديمقراطيا نزيها حقيقيا............
بـــالانـــتـــظـــار...
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العزل The Impeachment
- عودة إلى نقطة الصفر...
- كفا... كفا خنفشاريات وعنتريات فارغة...
- حنفية الحريات... قصة سيرة ذاتية...
- بفرنسا لوائح انتخابية... طائفية!!!...
- لبنان؟... لبنان يا بلد الجمال والآمال..والأحلام والأوهام.. و ...
- الحرائق؟؟؟... الحرائق... كلمات تساؤلية ساخنة...
- رسالة إلى قريب سوري أمريكي
- اعتداء... صارخ... وحشي...
- أروغان وترامب... ترامب وأردوغان...
- تساؤل أم استفتاء؟؟؟...
- تفسيرات عراقية... وتناقضات أوروبية...
- رسالة إلى صديق... من اللاذقية...
- ما بين وفاة جاك شيراك... وحريقة مدينة Rouen الكيميائية الرهي ...
- تحية واحترام لذكرى جاك شيراك...
- لماذا الاستغراب؟؟؟!!!... على مسؤوليتي...
- على مسؤوليتي كالعادة... صرعات وليس صراعات...
- مستر ترامب... والصرعات العالمية...
- بين نضال نعيسة وبيني...
- عودة... تفسير ضروري...


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - مرض وشيخوخة الحرية...