أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راتب شعبو - العلويون السوريون بين الانفتاح والانعزال














المزيد.....

العلويون السوريون بين الانفتاح والانعزال


راتب شعبو

الحوار المتمدن-العدد: 6285 - 2019 / 7 / 9 - 11:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تطرح الثورة السورية اليوم على العلويين السوريين مسألة شائكة لا تجد لها في منظومة تصوراتهم وقناعاتهم حلولاً تنسجم مع الوطنية السورية. على مدى عامين من الثورة لم تزدد علاقة العلويين بها إلا نفوراً، ولاسيما مع تزايد الطابع الإسلامي المتطرف فيها.
منذ بداية الثورة السورية استشعر العلويون الخطر، فالثورة اندلعت من مناطق الإسلام السني أساساً، وتحمل سمات إسلامية صريحة كالخروج من الجوامع وهتافات التكبير والدعم الخليجي..الخ. ومع اتجاه الثورة نحو التسلح زاد انزياحها، بحكم الضرورة، بالاتجاه الاسلامي ثم الإسلامي السلفي الجهادي. الأمر الذي عزز من خشية العلويين وعزز من وقوفهم في صف النظام، على وقع صور ومرويات عن أعمال عنيفة ذات صبغة طائفية ضد علويين، وعلى وقع الجنائز اليومية "للشهداء الأبطال"، التي زادت وتيرة وصولها إلى مناطقهم وقراهم مع تقدم الثورة في الزمن وفي العسكرة. الشيء الذي أيقظ لدى العلويين خوفاً دفيناً راح يغزي نزعة دفاعية عنيفة تصل إلى حد المطالبة "بالحسم مهما كان الثمن" ضد خطر داهم يرون فيه تهديداً لوجودهم. سرى هذا الموقف حتى على الكثير من المعارضين العلويين السابقين.
الحق أنه على مدى تاريخ الدولة السورية الحديثة، ظل يتنازع العلويين السوريين ميلان متعاكسان. واحد نحو النكوص إلى المحلية (الانعزالية) تصل ذروته في إعلان الدولة العلوية المستقلة، وآخر للخروج من القوقعة عبر مسالك وطنية أو قومية أو حتى أممية، أدى إلى رفد الأحزاب والحركات القومية واليسارية بالكثير من الناشطين والأنصار العلويين. ويتغذى هذان الميلان، رغم تنافرهما، من معين واحد هو عقدة الأقلية المذهبية. الانعزال هو ميل مفهوم عند كل أقلية يهددها الانفتاح على المحيط بنقص في الحقوق وتدنٍ في الاعتبار العام، ويكون الانفتاح على المحيط هكذا في نظر العلويين السوريين حين يتعرف هذا المحيط على نفسه دينياً أو مذهبياً. كما أن الميل القومي أو الأممي هو أيضاً نزوع مفهوم عند أقلية مذهبية تتوسل الروابط غير الدينية لتخرج من واقعها الأقلي إلى رحاب عالم أوسع. الروابط الحديثة، أكانت قومية أو أممية أو إنسانية، هي التي تضمد الجرح الأقلي الممض عند العلويين. على هذا ليس انجذاب الأقليات إلى الأفكار الحديثة طبيعة حداثية جوهرية تتفوق فيها على الأكثريات، بل هو ميلها الطبيعي للخروج من حدودها الضيقة التي تفرضها عليها الاعتبارات والنواظم الدينية القديمة. تماماً كما قد تتوسل الأكثريات أفكاراً سلفية تحقق من خلالها أكثريتها في حقل السياسة. فالحداثة والقدامة هنا ليستا أكثر من أدوات صراع سياسي تستخدم حسب مقتضى الحال. وليس من الصحيح محاكمة كل منهما بالتجرد عن سياقها الواقعي المحدد.
ينفتح العلويون السوريون على الاتجهات الفكرية الحديثة ويتحمسون لها لأنها تنقذهم من أقلويتهم وتضعهم على قدم المساواة مع غيرهم، ولكن حين تنسد السبل أمام هذه الاتجاهات بفعل قوة سياسية إسلامية سنية، فقد نجد انفتاح العلويين وحماسهم الحداثي هذا يضمحل ليشتد لديهم ميل انعزالي يتعرفون فيه على أنفسهم كعلويين وينزعون إلى إقامة حدود نهائية بينهم وبين المحيط السني العام.
هو سياق صراعي تفاعلي، الانزياح السني العام نحو الإسلام السياسي بأنواعه يحرّض في الوسط العلوي انسجاماً سياسياً، لا يواجه الطرح الديني السني بطرح ديني علوي، بل بطرح حداثي يقوم على أفكار المواطنة والعلمانية والديموقراطية. ولكن حين تميل كفة الصراع لصالح التيار الإسلامي السني، ويصبح العلويون مهددين بالوقوع تحت سيطرة مثل هذا التيار، فالراجح أن تكون الاستجابة العلوية هي نكوص طائفي الطابع نحو شكل من الانعزال.
آذار 2013



#راتب_شعبو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مديح المفاجأة
- السودان، خطوة إلى الأمام ومخاطر متربصة
- الهزيمة المؤسسة للهزائم
- نفوس مفخخة
- الاستبداد بوصفه نزوعاً شخصياً
- اتفاق داريا، الأرض مقابل الحياة
- حوار، عن الذات وعن الثورة
- هموم لغوية
- سلطات منزاحة
- إلى اختي الصغيرة
- الربيع العربي على خارطة العالم
- الإعلام المزدوج للنظام السوري
- عبد اللع هوشة، الهامش الثري
- عبد العزيز الخير، تجارب متنوعة ومصير واحد
- خصوصيات معلنة
- تسرب المعاني
- الأصل السياسي لمجزرة السويداء
- تواطؤ الثقافة
- كابوس دانيال
- عين واحدة تكفي (إلى منير شعبو)


المزيد.....




- حطم الباب وهرب.. خروف يكسب حريته بعد فراره من جزار بطريقة اس ...
- فيديو منسوب إلى حفيدة الخميني نعيمة طاهري.. ما حقيقته؟
- -إسرائيل الكبرى-.. الأردن يرد على تصريحات نتنياهو: خطاب تحري ...
- قبيل لقائه به.. ترامب يهدد بوتين بـ-عواقب وخيمة - ويحاور قاد ...
- صدام حفتر نائبا لأبيه .. مشروع توريث يعقد المشهد الليبي المن ...
- صحفيو جنوب أفريقيا يرفعون صوتهم من أجل غزة وينعون شهداء الحق ...
- بالفيديو.. الحرائق في سوريا تعود مجددا
- تعرف على مستويات الحماية الثمانية في أجهزة آبل
- لبنان يعيد رسم معادلة السلاح خارج الدولة
- قنبلة -إسرائيل الكبرى- التي ألقاها نتنياهو


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راتب شعبو - العلويون السوريون بين الانفتاح والانعزال