سيطول جلوس ترامب أمام الهاتف؟!

محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)

الحوار المتمدن-العدد: 6231 - 2019 / 5 / 16 - 12:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

التحولات الخطيرة التي حدثت خلال اليومين الماضيين حتمت على جميع الأطراف الوقوف وقراءة الواقع بصورة متأنية،فالطائرات المسيرة العشر التي قصفت المنشآت النفطية السعودية قدمت رسالة مفادها أن الحرب الحقيقية بدأت الآن،وأن المعركة انفتحت على مصرعيها في المواجهة،وما أن أعُلن عن ضرب السفن الأربع في الفجيرة حتى تسارعت الإدارة الأمريكية إلى تهدئة الموقف وإيجاد طرق بديلة في حلحلة الأزمة مع إيران عبر فنج الحوار مع طهران ، ودعوة ترامب إلى انتظار اتصال المسؤولين الإيرانيين من أجل فتح الحوار فيما يخص برنامجها النووي، وهي ليست المرة الأولى التي يطالب بها رئيس الولايات المتحدة إيران بالجلوس للحوار ، فقد سبقها العديد من الدعوات في ضرورة الجلوس والحوار ولكن كلها تقوبل بالرفض من إيران وهو ما يعد خيبة أمل لترامب بلقائه الإيرانيين أو التعاطي معهم،الأمر الذي دفع الأمريكيين إلى دفع السويسريين الذين يرعون مصالح أمريكا في إيران،إلى دفع هاتف ترامب ليضعوه تحت تصرف القيادة الإيرانية، في الحوار مع طهران ، ما يعد تخطباً واضحاً من قبل الإدارة الأمريكية .
الخطأ الكبير الذي وقع فيه ترامب هو انسحابه من الاتفاق النووي،وإلغاء كافة الاتفاقيات مع طهران دون مبرر واضح ومقبول ، والخطأ الآخر الذي أرتكبه هو استخدام سياسة الحصار الاقتصادي وتجويع الشعوب والعقوبات والتهديدات مع إيران ، ظناً منه أن إيران سرعان ما ستركع وتنفذ الشروط(12) لبومبيو لمجرد إرسال حاملة طائرات وقاذفات وبطاريات باتريوت،واستخدام لغة التهديد والوعيد مع إيران،لن تحقق أي هدفاً لدى واشنطن وسيعطي نتائج عكسية بالكامل، على أثرها بدأت طهران بتقليص التزاماتها،وأعطت مهلة 60 يوماً للأوربيين لتعويض إيران عن خسائرها التي ترتبت على العقوبات الأحادية وغير القانونية على طهران ، وبغض النظر عن مواقف الفريقين الرافض والمؤيد فمن دون شك أن سلسلة قرارات التصعيد التي اتخذتها إدارة ترامب تمثل تصعيد غير مسبوق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران، وأنه يهدف من دون شك إلى التضييق على دور إيران المتصاعد في المنطقة كمحاولة إما لإضعافها من الداخل عبر العقوبات الاقتصادية كمرتكز يمس عيش الشعب الإيراني، أو تنازل إيران عن دورها في المنطقة.

#محمد_حسن_الساعدي (هاشتاغ)       Mohammed_hussan_alsadi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل