عمر عبد الكاظم حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6201 - 2019 / 4 / 14 - 21:39
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
اغلبنا ان لم نكن جميعنا نستنكر ونسخر من بعض الشباب الذين يتناولون حبوب الهلوسة والذين يطلق عليهم بالمصطلح العامي الدارج المكبسلجية .
هؤلاء الشباب هم ضحية للكثير من الاسباب الاجتماعية منها الاسرة والبيئة والمدرسة ...الخ من وسائل التربية التي تتنتج بالنهاية اما انسان سوي او انسان غير سوي .
لكن في النهاية هؤلاء المتعاطين لهذه الانواع من المخدرات يعيشون بنشوة وفرح غامر ويكونون مفصولين عن الواقع تماما ويرتكبون في بعض الاحيان جرائم خطرة جدا ومع هذا تجدهم غير معترفين باخطائهم ان واجهتهم بالحقيقة .
مع ان هذه الحالة الشاذة هي حالات فردية ولايمكن اعتبارها ظاهرة لان هنالك الكثير من البرامج والوسائل البسيطة التي تستطيع القضاء عليها او تحجيمها بشكل كبير .
لكن ماذا عن الهلوسة الدينية وماذا عن الهلوسة التاريخية هؤلاء ايضا مكبسلجية لكن على من نوع اخر من المخدرات اشد فتكا وامضى خطورة من مكبسلجية الحبوب وهؤلاء اليوم يشكلون ظواهر متعددة وليس ظاهرة .
الادمان على الشخصيات التاريخية اوالدينية وتعظيمها وتقديسها واضافة خوارق ومعجرات لاتستطيع الطبيعة البشرية المحدودة بقوانيين فيزيائية الاتيان بها هو نوع اخر من الهلوسة والانفصام عن الواقع تماما .
لكن هل يمكن اعتبار هؤلاء اي مكبسلجية الدين والتاريخ ضحايا الاسرة والبيت والمدرسة ....الخ من وسائل التنشئة الاجتماعية الخاطئة كما هم ضحايا كبسلة الحبوب المخدرة .
الجواب ببساطة نعم لان الاثنين مفصولين عن الواقع تماما ويتعاطون نفس انواع المخدرات لكن الفرق بين فريق الاول لايحتاج وقت طويل حتى يتم شفائهم .
لكن الفريق الاخر يحتاج جهود مضنية وبرامج واساليب متطورة من قبل الدولة هذا ان صدقت النوايا لاقامة تنمية بشرية حقيقية قد تدوم جيل او جيلين كاملين او اكثر لتنتج في النهاية مخرجات بشرية عاقلة متعقلة .
من خلال توفير طرائق تدريس غير هذه الطرائق المتخلفة المنتشرة الان في مدارسنا وجامعاتنا التي تخرج في الغالب اصحاب عقول هلامية طوطمية عقول غيبية تاريخية تقدس الشخصيات التاريخية والدينية بسسب المناهج المتخلفة والقائمين عليها ايضا.
و كذلك ايجاد مفاهيم جديدة عصرية وتنويرية لبيئتنا وتنشئتنا الاجتماعية و الثقافية الخاطئة جدا للقضاء على هذه الظاهرة السلبية ...... .
#عمر_عبد_الكاظم_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟