رمزى حلمى لوقا
الحوار المتمدن-العدد: 6184 - 2019 / 3 / 26 - 03:18
المحور:
الادب والفن
فى انتِظَارِ القَادِمَة
***
فى البَدءِ
كُنتُ أخَافُهُم
مَوتَى
و كُنتُ أعَافَهُم
و كان الصَمتُ
آخِرَ ما اُرِيد
و لَفَائِفِى كَانَت تُكَبِّلُ هَامَتِى
بَدَأتُ أسمَعُ هَمسَهُم
فَصُرَاخَهُم
حَولِى
و ضَجِيجِهِم أضحَى
كَسَيلٍ هَادِرٍ
لا يُحتَمَل
يَتَخَاطَفُون
لَفَائِفِى
يَتَعَارَكُون
مِثلَ قُطعَانِ الذِئَابِ
بَدَأت أظَافِرُهُم
تُمَزِقُ عُنوَةً بَعضَ
أطرَافِ الكَفَن
و تَدُورُ أطيَافُ الغُبَار
و تَدُورُ أطيَافُ العَرَق
و أظَلُّ أسعَلُ
و صَفِيرُ صَدرِى يَرتَفِع
بِلَا رِئَاتٍ كُلِّهِم
رَأيتَهُمَ
بَعضُ العِظَامِ اليَابِسَة
يَنظُر إلِىَّ
بِلا عِيُونٍ مِثلَهُم
و قَد تَجَهَمَ
حِينَ أبصَرَ سَوءَتِى
" ذَكَرٌ هُوَ "
و ظَلَّ يَبصُقُ فِى استِيَاءٍ حَانِقًا
" كُلُّ مَن يَأتِى إلَينَا مِن الذُكُور "
باليَأسِ يَنظُرُ بَعضُهُم
و تَخِف ثَائِرَةُ الجَمِيع
و يَعُودُ كُلٌّ حَيثُ كَان
أُلَملِمُ الكَفَنَ المُمَزَّقَ
حَولَ خَصرِى
فى هُدُوءٍ
ثُم أبدَأ فى انتِظَارِ القَادِمَة
يَضرِبُ اللَحَّادُ قَبضَتَهُ
على بَعضِ القُبُور
و يَصُبُ بَعضًا مِن وَعِيد
" لَيسَ مَطلُوبًا مِن المَوتِى
إلا هِدُوء الإنتِظَار "
***
بقلم
رمزى حلمى لوقا
مارس
2019
#رمزى_حلمى_لوقا (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟