رُومَا

رمزى حلمى لوقا

الحوار المتمدن-العدد: 6030 - 2018 / 10 / 21 - 21:20
المحور: الادب والفن
    

رُومَا
***
رُومَا الجَمِيلةُ
سَائِغَة ُ الهَوَى
غَمَازَتَا خَمرٍ
تَعَتَق بالحَنِينْ

و الوَجهُ
وُجهُ مَلائِكَةْ
أو هَكَذَا يَبدُو لنَا
و خُصلتَا شَعرٍ
يُدَاعِبهُ الهَواءْ
فيرتَمِى
شَبِقًا
على صَدرٍ مُوَشَّى
بالخَرَائِطِ و الأنينْ

يَنسَابُ شَلالٌ
يُحاصرُ خِصرَهَا
و الوَشمُ يَلثُمُ سُرَّةً
عَاجِيةَ التَكوِينْ

ما بَين أنهَارٍ
من الشَهدِ ارتَوَتْ
تَرتَاحُ خُصلاتٌ
ذَاتِيَةُ التَلوِينْ

رُومَا الجَميلة ُ
قد أوت لِفراشِها
تَخلَع مَلابِسَهَا
على نَهرِ الفُراتِ
و تَنَامُ عَارِيَةَ البَدَنْ
تَكشِف مَفَاتِنَهَا
على أرضِ اليَقِينْ

تَزنِى مع
كلِّ الذُكورِ
البَالِغِين عُرُوشِهُم
فإذ بها
لا تَرتَوى
فبعد أن همُّوا بِها
بَتَرَت لهُم اعضَائَهُم
فى قَصرِهَا العَالِى
زَنَت
أيضًا ببَابِلِ
قد زَنَتْ
بالسَاقِطِينْ

رُوما تُراقِصُ
كلَّ شَبَقٍ بالذُكُورِ
يَهتَزُ مَرمَرُهَا
على إيقَاعِ
مُوسِيقَى الحُرُوبْ
تَرقُص على
صَرخَاتِ آلامِ المُخَاضْ
يَبثُقُ الرَحِمُ المُدَنَّسُ طِفلَهُ
جيلٌ يُهاجرُ فى الفَرَاغِ
بلا دِمَاغٍ
مَسخٌ ضَبَاِبُّى الرُؤَى
يُرَاوِحُون مَكَانَهُم
يَمضُون دُبُرًا للوَرَاءِ
يَمضُون نَحو غَيَاهِبِ
المَاضِى السَحِيقْ
قبل أن يُولَد
بخَافِقِنَا
الضَمِيرُ المُستَكِينْ

و الآن
يا رُومَا انتَهَى
زَمَنُ إفتِقَادِكِ
قد أغلِق البَابَ
الذى فيه النَجَاةُ
هَا بَيتكُم يُترَك خَرَابًا
الصَوتَ يَهتِفُ من بَعِيدْ
زَمن إفتِقَادِكِ قد مَضَى
و الآنَ تُعطِى
عن حِسَابِ وِكَالَتِك
أَلَمَ السنينْ

فى وَمضَةٍ
يَأتِى خَرَابُكِ
لَيتَ نَدرِى
كُنهَ ما يَرث الأتُونْ

من شَاطِىءٍ أقصَى
نُرَاقِبُ
كَم هَلَاكُكِ قَد أتَى
و بأى جَمرٍ
فى سَمَائِك تَهلَكِينْ


***
كلمات
رمزى حلمى لوقا
اكتوبر
2018

#رمزى_حلمى_لوقا (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل