|
العَجُوز
رمزى حلمى لوقا
الحوار المتمدن-العدد: 6051 - 2018 / 11 / 11 - 21:41
المحور:
الادب والفن
العَجُوز *** " لا شَأن لنَا " فى صَوتٍ يَخلُو من أسنَانٍ حَشرَجَةٌ تَأتِى من أقصَى كُهُوفِ العُمرِ الضَائِعِ فى مَلَكُوتِ آمُون تَنظُرُ لِى و العَينُ كَلِيلَة بالكَادِ تَبِينُ من بين غضُونٍ كشُقُوق ِ أفَاعِى يَتَمَلَّكَهَا الذُعر تَطمِسُهَا كَآبَاتُ ليالى حُبلى بإيقاعٍ ثَائِر و زخمٌ و ضَجِيج و وشمٌ و طلاسِمُ فَوقَ أدِيمِ الجَسدِ الفَانِى الصَوتُ فَحِيح شَغَفٌ أسيَان " ما بال آمون حتى يَنبِذهُ الجَالِسُ فَوقَ العَرشِ " تَضرَبُ بِعَصَاهَا أرضِيَةَ كُوخٍ يَملَؤُهُ الطَمىُ يَقذِفهُ فَيَضَانُ النِيل هِبَةً للأرض و نَدَى و دِمَاء و بَخُورٌ تَسبَحُ فيه أطيَافُ الجِنَّةِ و العَفَارِيت " هل جُنَّ المَلكُ الشَاب " يَدهَمُهَا فَواقٌ حادٌ " هل نَسجُد ... كُرهًا... لإلَهِهِ...هذا ... المَدعُو... آتُون " تَجمَعُ فى قبضتِهَا بعضَ بَخُورٍ رَائِق تعصره كنهرٍ من تِريَاق تَنسَابُ كقَطَرَاتِ نَبِيذٍ بين شِفَاهٍ زَرقَاءِ اللَون " كُلُّ الآلِهَةِ لَدَينَا سَوَاء " " نوت و نفتيس و إيزيس و أوزوريس و جب و آتوم و آتون و آمون و رع " " كُلُّ الآلِهَةِ لَدَينَا سَوَاء " " هل يَنسَى أفضَالَ آمُون إلا الجَاحِدُ و المَجنُون " نَظَرَت للأفقِ الرَابِضِ خَلفَ المَعبَدِ من بين شُقُوقِ الكُوخِ التَائِهِ فى الصَحَرَاءِ " فليأخذ أموَالَ الجَوعَى و يَبنِى عَاصِمَةً لآتُون " " يَهرَب بإلَهِهِ بعيداً عن ثَورة كهنة آمُون " هَزَّت رَأسًا تُشعِلهُ الحِكمَةُ و الشَيب " لن يَسكُتَ كَهَنَةُ آمُون " تتحَسَّسُ حَائِطَهَا الأغبَر بكفٍ أكثَرَهُ عُرِوق و جَفَاف تُخرِجُ بَعضَ الخُبزِ الجَاف تُعطِينِى كِسرِة " اللعنة .. أقوَاتُ الجَوعَى تَذهبُ لِقُصُورِ المُلكِ و قُوَّاد العَسكَرِ و الكُهَّان " " و الشَعبُ البَائِسُ يَرفُلُ فى أغلالِ الفَاقَةِ و الِحرمَان " تُنصِتُ لأنينِ سِحَابٍ عَابرِ للصَحَرَاء " ما أشأم تِلك الفِتنَة " " لن يفلت منها هذا المَدعُو إخنَاتُون " " الشُعبُ يُغَنِى لآمُون " " يَضرَبُ أمثَالَهُ بآمُون " " آمُون حَاضِرُ فى الأفرَاحِ و فى الأحزَان " " أنَّى يَهرَب إخناتون " نَظَرَت فى كُلِّ جِهَاتِ الكُوخ و بِصَوتٍ هَامِس مِثلَ فَحِيحِ الأفعَى مُحَذِّرَةً " لا شَأن لَنا فِيمَا يَحدُث " نَظَرَت للقَصرِ المَلَكِى " لا شَأن لَنَا " " هَل أنت مَعِى ..؟ " هَزَزتُ الرَأسَ أوَافِقُهَا هَزَّت رَأسًا يَأسَف لضَيَاعِ الكَلِمَاتِ هَبَاءً ضَرَبَت بَابَ الكُوخِ بِعُنف " لا أحد مَعِى " " وا أسَفَاه .. ما زِلت أحَادِثُ نَفسِى كالمَجنُونَة " " ما زلت أحَادِثُ نَفسِى كالمَجنُونَة "
*** عايشها معكم رمزى حلمى لوقا نوفمبر 2018
#رمزى_حلمى_لوقا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جاثوم
-
كليوباترا
-
رُومَا
-
رَجَاءٌ
-
ذكرى
-
إعترافات ليلية
-
خير أجناد الأرض
-
ثَائِرٌ
-
رُعَاة
-
معتقل
-
وَجهُ القَمرِ البَعِيدْ
-
يويو
-
نهاية
-
البَتُول
-
يأس
-
يهوذا
-
عَرُوسُ النِيلِ
-
قطرُ النَدَى
-
أبِى
-
أمّى
المزيد.....
-
الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي
...
-
مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
-
فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
-
وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف
...
-
-الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال
...
-
-باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
-
فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
-
مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
-
إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|