أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يسرى الجبوري - مغتربون














المزيد.....

مغتربون


يسرى الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 6019 - 2018 / 10 / 10 - 21:07
المحور: الادب والفن
    


أحبتي المغـتربون
أنا أشعرُ بكم ..
حيث أنتم هناكَ في المنفى
وأنا هنا في كنفِ الوطن
أنا أشعرُ بكم ..
فـ صقيعُ الغربةِ قـاسٍ جداً
والجروح عميقـة
وليس لكم سوى الوحـدة
مؤنسةٌ وصديقة
أنا أشعرُ بكم ..
حـين تـدمعُ العيون آخـرَ النَّهار
وتحاول نظراتكم الهروب
قبل تحققِّ الغروب
وتعالي ألسنةُ لَهَبِ الحنـين
او حينما ...
يدخلُ عليكم المساء
وأنتم تسكبون عشائكم
على طاولة الوجع
وتغمسون كُلَّ لقمةٍ بـ مرارةِ الذِّكرى
انا أشعرُ بكم ..
حـين تضعون رؤوسكم
على وسائدِ التَّـعب
ترجـون ...
القليل من هانـئ النَّـوم
ولكنكم حينها
سـ تبدأون بـ رحلةٍ طويلة
تتَّقلبون فيها على أسِرَّتِكـم الملغومةِ
بـ مسامـيرِ القلق ..
واذا خالط وعيكم شئ من النُّـعاس
طافَ عليكم طائفٌ
من دموع الأمهات التَّي تفيـضُ إشتياقـاً
لـ وجوهكم الشَّاحبة
فـ تغسل أرواحكم بـ بعض التعاويذ
فـ تلعنونَ الهِجـرةَ
تلعنونَ الحروب والوقت والطائرات
وتلعنون
الزَّوارِق التَّي أقلَّتِ البعضَ
وشقَّت بهم طريق البحر تهريباً
كـ ما تُهَرَّبُ الممنوعات
فـ ماتَ من مات
وعاش ألـم الهجرة من عاش
أنا أشعرُ بكم ..
وأنتم تكتبون الرَّسائـلَ الى الوطن
تـنزفون فيها كل مشاعركم المكبوتة
تسألون فيها عن الأهـل ،
الأقارب ،
الأحبَّـة
نعم أولئك الأحبَّة
الذَّيـن ما زالوا يرقدون بـين الجلدِ والعظم
بـين الخفقةِ والأخـرى
بـين الجفنـين
بـين العقل والقلب
الذَّيـن يسكنون أرواحكم
ثـم تختتمون ما كتبتم
بـ قطرة دماء
سالت من أعينكم بعد أن نفد الدَّمع
الذَّي استنزفتموه في كتابة الرَّسائـل
ومن ثـمَّ تلصقون عليها طابع الإغتراب
أحبَّتـي أشعرُ بكم ..
عندَ بزوغِ الفجر
حيثُ تبدأ معركةٌ جديدة مع الخوف ؛
الخوفُ مـن غدٍّ
ملبدةٍ سماؤهُ بـ سُحُبِ المجهول
أحبَّتي أنا أشعرُ بكم ..
فـ في الغُربـةِ
يكونُ الجـرحُ أعمَـق
وقد لا يـبرئ أبداً
يكونُ الوجع ..
أشبهُ بـ إنـتزاعِ الأرضِ من الفلسطينيين
او كــ إشعالِ فتـيل الحربِّ الطائفيّة
وإنتـشارِ المــوت
بـينَ العراقـيين
لكم الحق في أن تندهشوا
من ترجمتي
لـ مفهوم الغُربـة
فـ أنااااا ....
لـم أغادِر بلدي يوماً
لكني حقاً أشعرُ بكم ..
وأشعرُ بـ تلك المعاناة التي تكابدون
كلَّما مَرّت أربعٌ وعشرون ساعةً
دون أن أرى عيناه فيها



#يسرى_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في متناول الإهمال
- ملوحة الظُّلم
- جهنَّم العاشقين
- قمرٌ أحمر
- عِراقيّة أنا عِراقيّة
- خريف
- النَّبضِ العكسيّ
- موائد الضّجر
- الى مُتلف الرّوح مع التحيّة
- خيبة
- هذيان بوح
- سراج السَّهر
- قارب الحروف
- خلجات قلب
- الروح ومشتقاتها
- قِبلَة الورد
- دفءٌ كثيف
- الحُبّ السَّاخِن
- ليّتكَ تَعلمْ
- صراخ خافت


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يسرى الجبوري - مغتربون