أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - ( خبز البيت ولاكعك الجيران)














المزيد.....

( خبز البيت ولاكعك الجيران)


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5874 - 2018 / 5 / 16 - 15:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(خبز البيت ولا كعك الجيران)
محمد الذهبي
وهذه كناية عن تفضيل القريب على الغريب، والكعك يصنع من الدقيق على شكل إصبع ثم يلف حتى يستدير، والكعك فارسية : كاك، وقد ورد ذكر الكعك في شعر خالد الكاتب في أبيات يرثي بها ذكورته، ويشكو من العنّة والضعف الجنسي:
وكان من قبل رمحاً... فأصبح اليوم كعكهْ
وفي لسان العرب ، الكعك الخبز اليابس، وهو فارسي معرب، وقد رأيت ان أحرّف قليلا مما قاله الشاعر في قضية المنصور التي سم بها وزيره أبا جهم في سويق اللوز، الذي يتخذ من الدقيق والعسل واللوز:
تجنّب طعام الكعك لا تأكلنّه... فأكل طعام الكعك سمّ أبا جهمِ
الشعب العراقي ليس حقلاً للتجارب، ونحن منذ 2003 وحتى الآن لعبنا دور حقل التجارب، وتجربتنا لبعض الكتل في قيادة الدولة وتشكيل الحكومة فشلت تماما، وعلينا ان لا نصمت أو نقاطع كما فعلنا في الانتخابات، بل علينا المشاركة في رأي تشكيل الحكومة، ولا ندع التحالفات تقضي علينا مرة رابعة، فهناك من يريد خياطة ما تمزق وتشتت من أمر هذه الكتل التي جربناها في رئاسة الحكومة والوزارات فكانت فاشلة مئة بالمئة، وهي كاملة فكيف اذا ما جاء احدهم من خارج الحدود لترقيعها، ستكون الحكومة مرقعة أيضاً وبرقع باردة سمجة، وتعود المحاصصة، هذا يدافع عن وزيره وذاك يهرول خلف مكاسب كتلته، وهذا كله بسبب كعك الجيران، هذه المرة نريد ان نأكل خبز البيت وسنحكم بعد الانتهاء من التجربة؛ ما المكروه في حكومة تكنوقراط غير مسيسة وغير تابعة للأحزاب المتنفذة؟، وما المكروه في ان الوزير سيكون حاضرا للمساءلة والمحاسبة بلا كتلة تنتصر له أو حزب يتعصب لسرقاته؟، وما المكروه في ان نحجم الفاسدين المعتمدين على كتلهم وأحزابهم في التستر على سرقاتهم؟، من الممكن ان تكون هذه الطريقة هي المسمار الأول الذي سيدق بنعش الفساد، وان وزراء التكنوقراط غير المنضوين تحت عباءة الأحزاب سيقومون بمحاربة المدراء العامين المتحزبين الفاسدين، وربما سيقومون بتغييرهم، والمدراء الجدد سيعكسون هذا الأمر على رؤساء الأقسام، وهكذا وربما بظرف أربع سنوات سنقطع شوطاً في تدمير آلة الفساد التي انتشرت في العراق.
من المؤكد ان الرائحة النتنة تنبعث من القمامة، ونحن نعيش مع هذه الرائحة منذ زمن بعيد، دعونا نشم رائحة أخرى وسنحكم ان كان الخلل في أنوفنا ام في آناف الكتل والأحزاب، وفي هذا ورد ان العراقيين يتذمرون من رائحة التيوس لانها نتنة ويصفون التيس بالحمق، والتيس هو ذكر الماعز، وتقول العرب عن النتن والأحمق الذي لا يرجى منه خير: ما هو الا تيس في سفينة، وروى صاحب كتاب الهفوات النادرة: كان أبو محمد الحسن بن سهلان، وزير البويهيين، يورد الفاظاً لا يتحملها أهل العراق، ومنها كان يقول: لا تدرون من معكم في السفينة، وحين دخل بغداد قال لحاجبه: أنت تعرف من أخلاق العراقيين ومذاهبهم في الازدراء بالعجم وعيبهم لهم، وإيراد الحكايات عنهم، وأريدك ان تنبهني الى ما اغفل عنه، فقال له الحاجب: أنت تكثر من قول: لا تدرون من معكم في السفينة، وهذا مايستقبحه العراقيون، فسأله الحسن عن السبب، فقال: انهم يقولون عن الإنسان اذا استحمقوه: هو تيس في سفينة، وما أكثر التيوس في سفينتنا، علّنا نستطيع طردهم لأربع سنوات مقبلة.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( ذنّي الصمونات بيا حلك احطهن)
- حكاية انتخابية ( أشيائي لا تريد الذهاب معك)
- ( علماء الحفيز)
- ( مقهى الكلجيّهْ)
- (تغرك ماتغرك عد ....)
- دعاية انتخابية
- (حال اليهودية مع زوجها)
- أمنيات عبود
- في الطابق التاسع
- (الزيك والعفطه)
- (نكس يطرد نكس)
- (جلب الكاوليّه)
- (اشلون بصرك باليحصرك)
- خمّارةٌ كبيرة
- ديةُ رجلٍ ميت
- في التاسع من نيسان
- (عزه ابعين الحكومه)
- رفكة الشحماني والغريباوي
- لعينيك ونوروز
- أفيش


المزيد.....




- إسرائيل تعلن استعادة جثامين رهينتين وجندي من غزة
- بعد الهجمات الأميركية على منشآتها النووية.. طهران تهدد بـ-رد ...
- خبير عسكري: هكذا ألحقت -مطرقة منتصف الليل- ضررا بمنشأة فوردو ...
- كيف علق مغردون على مشاهد الدمار في إسرائيل؟
- تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال
- نيويورك تايمز: 12 قنبلة ضخمة لم تدمر موقع فوردو وإيران نقلت ...
- خريطة دراما رمضان 2026.. عودة قوية لنجوم الصف الأول
- كاتب أميركي: إنها حرب ترامب ومقامرته وحده هذه المرة
- أمير قطر والرئيس الفرنسي يبحثان الهجمات على إيران
- واشنطن مستعدة للتفاوض وأوروبا تحث طهران على عدم التصعيد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - ( خبز البيت ولاكعك الجيران)