أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - حكاية انتخابية ( أشيائي لا تريد الذهاب معك)














المزيد.....

حكاية انتخابية ( أشيائي لا تريد الذهاب معك)


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5869 - 2018 / 5 / 11 - 15:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حكاية انتخابية ( أشيائي لا تريد الذهاب معك)
محمد الذهبي
كتب ادواردو غاليانو في كتاب أفواه الزمن: ان سيدة عجوز في غواتيمالا تفترش منديلا وتضع عليه ما لديها: أوراق الكوبال للتبخير، أصبغة، بعض الفلفل الحار، أعشاب ملونة، وعلبة عسل بري، دمى من خرق وصلصال ملون ، أحزمة، أربطة، شرائط، أمشاط من العظم ، مرايا، سائح حديث الوصول الى غواتيمالا، أراد ان يشتري منها كل شيء، وبما انها لا تفهم كلامه، يقول لها بيده: كل شيء، فتهز رأسها رافضة، يلح عليها: اخبريني كم تريدين، وأنا أخبرك بما استطيع دفعه، ويكرر أريد شراء كل شيء، صوته يزداد قوة، في كل مرة يصرخ، أما هي فتمثال جالس، السائح الضجر ، يذهب ويفكر، هذه البلاد لن تتوصل ان تصير شيئاً، وتنظر هي اليه يبتعد وتفكر: أشيائي لا تريد الذهاب معك؛ طرق الباب فهرعت اليه، سلم عليّ سلاماً حاراً وأخذني في الأحضان، أرسل ولده سريعا دون ان يأخذ رأيي الى السيارة لجلب البوسترات وكارتات الدعاية الانتخابية، احضر رزمة كبيرة، ويتوقع مني ان اصطحبها الى المدرسة، سألته ما هذه؟ فقال انها صوري وكارتات أريد منك ان توصلها الى المعارف والأصدقاء، تجهمت قليلا في وجهه وقلت له: أنا من المقاطعين للانتخابات ولا استطيع ان أوصل شيئا الى احد، فشد على يدي وقال: (الخاطري انتخب)، قلت له: المسألة ليست مسألة خواطر، وإنما هي مسألة حسابات دقيقة ووطن قد يضيع هذه المرة، وأنت ماذا ستفعل اذا فزت بالانتخابات وانت قد تعبت من كونك عسكريا وانا اعرف انك تمتلك الكثير، لقد تقاعدت من العسكرية، ومن المؤكد تقاعدت بمرتب عالٍ، لان رتبتك عالية، وتريد ان تختتم حياتك بمرتب تقاعدي عالٍ هو الآخر.
انتفض من انه يريد ان يخدم الشعب، فسألته: ما هو برنامجك الانتخابي، فقال: انا كتبته في البوسترات، ساعيد تبليط المنطقة وأحاول ان أسعى جاهدا في إنصاف طبقة المعلمين والمدرسين، قلت له: هذا ليس برنامجا، هذه خدمات من الممكن ان تقوم بها امانة بغداد ووزارة التربية، البرنامج السياسي يختلف والحزب الذي تنتمي اليه يجب ان يمتلك هذا البرنامج وعليه ان يوضحه في دعاية انتخابية حقيقية يكون مسؤولا عنها ان فزت انت او فاز رفاقك، كرر (قضية الخاطري) محاولاً الهروب، فقلت له بحدة: خذ أشياءك معك، فهي لا تنفعني بشيء، قارنت بين العجوز في حكاية غاليانو وبين هذا الرجل في حكايتي الانتخابية، فهي لم تعط أشياءها، وهذا الرجل يوزع أشياءه على المارة ويطرق الابواب، لانه يطمح ان يأخذ أكثر من استحقاقه، فهو يفكر الآن في مستقبل ابنائه وأقاربه، هو ضمن حياته ببيت فاره وكبير وكم قطعة ارض تسلمها من الدولة ، ويسعى الى ضمان مستقبل ابنائه، انه لص جديد يضاف الى قائمة اللصوص، وذكرني بقضية الوزير الذي عين ابناء عشيرته وهو يصرح علنا انه لا يعين الا ابناء عشيرة.......، او من تزكيهم عشيرته، وهذه الكارثة قد حلت على العراقيين بعد وقبل عام 2003، فلقد سمعت الكثير من المسؤولين في النظام السابق وهذا النظام اللاحق يتندرون بالقول من ان الشجرة التي لا تظلل أهلها حريٌ بنا قطعها، قاعدة سخيفة تنظر للعنصرية وبث الكراهية ومصادرة فرص الآخرين بالعيش الكريم، رجعت وأنا اردد قول العجوز في حكاية غاليانو: أشيائي لا تريد الذهاب معك.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( علماء الحفيز)
- ( مقهى الكلجيّهْ)
- (تغرك ماتغرك عد ....)
- دعاية انتخابية
- (حال اليهودية مع زوجها)
- أمنيات عبود
- في الطابق التاسع
- (الزيك والعفطه)
- (نكس يطرد نكس)
- (جلب الكاوليّه)
- (اشلون بصرك باليحصرك)
- خمّارةٌ كبيرة
- ديةُ رجلٍ ميت
- في التاسع من نيسان
- (عزه ابعين الحكومه)
- رفكة الشحماني والغريباوي
- لعينيك ونوروز
- أفيش
- عكال ثورة العشرين واعكال انتخابات 2018
- ( لزم المرايه...أو شايف وجهك بالمرايه)


المزيد.....




- مايا دياب -تُشعل أظافرها- في إحدى أكثر إطلالاتها غرابة
- بعد تحذير ترامب.. سكان طهران يفرون شمالا مع دخول الصراع يومه ...
- مسؤول عسكري إسرائيلي يكشف سبب تراجع عدد الصواريخ التي تطلقها ...
- أثناء توجهه إلى الملجأ.. نفتالي بينيت لـCNN عن إيران: هناك ص ...
- إيران تعلن عن خطة -البدلاء العشرة- لضمان استمرارية القيادة ف ...
- ما هي أسوأ السيناريوهات المحتملة في الصراع بين إيران وإسرائي ...
- هل يصبّ سقوط النظام الإيراني في مصلحة الأنظمة العربية؟
- بريطانيا تدرج 10 أشخاص و20 سفينة وإدارة بوزارة الدفاع الروسي ...
- الحرس الثوري الإيراني يكشف عن مسيرة انتحارية جديدة (فيديو)
- -فاتح-.. أحدث صاروخ إيراني فرط صوتي يدخل على خط الحرب مع إسر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - حكاية انتخابية ( أشيائي لا تريد الذهاب معك)