أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - ( مقهى الكلجيّهْ)














المزيد.....

( مقهى الكلجيّهْ)


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5869 - 2018 / 5 / 10 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(مقهى الكلجيّه)
محمد الذهبي
جاء في كتاب الكنايات العامية البغدادية لعبود الشالجي انه كان عبد العزيز الخياط حاكما في محكمة الجزاء ببغداد، وكان حديد الطبع، صارماً في أحكامه، وكان عفيفاً نزيهاً، جيء له بشاهد ذات يوم، فسأله عن صناعته، فقال: انه صاحب مقهى في الكلجية ( دار القحاب)، فالتفت الحاكم الى كاتب الضبط وقال له: سجل ان صناعته قوّاد، فانزعج الشاهد وقال له: يا سيدي الحاكم، انا صاحب عمل شريف، انا صاحب مقهى هناك، فقال له الحاكم: تكون صاحب مقهى في ( الكلجية) وتغضب ان سجلنا مهنتك قوّاداً؟ ثم التفت الى كاتب الضبط وقال له: سجله (قوّاد ابن قوّاد)، والقواد هي كناية تطلق على من يجمع بين اثنين في الحرام، وقد قيل في الليل انه قواد، لأنه يسهل اجتماع العاشقين وفيه قال الشاعر:
لا تلقِ الا بليلٍ من تواصله... فالشمس نمّامة والليل قوّادُ
ومن أمثال العرب: أقود من ظلمة، وأكثر الشعراء في ذكر القوادين وكناهم فالقواد صاحب قرون او قرن، والقوادة عند العرب أم حكيم لأنها تأتي الصعب فتسهله، وتقرّب البعيد، وقال ابن أبي عتيق لقيس بن ذريح حين أعاد اليه حبيبته لبنى، امسك عن مدحي فما سمعه احد الا ظنني قواداً ، واحتج الفضل بن يحيى على شاعر مدحه حين قال : ما زاد على ان جعلني قوّاداً فيما يقول:
سأشكو الى الفضل بن يحيى بن خالدٍ....هواكم، لعل الفضل يجمع بيننا
ويعدد صاحب الكتاب صفات جيدة للقوادين والقوادات ومنهن ريما ام العظام التي كانت تسكن في موضع الخضراء الحالي، وكانت تمتلك خانات في أسواق بغداد، ومرت ذات يوم على بائع فواكه استأجر احد الخانات، وكانت ام العظام تريد بيع الخان، فقال لها انا أحق من غيري بشرائه واتفقا على الثمن وكان عشرة آلاف مجيدي، وطلبت منه عربوناً فقذف لها بتفاحة، وتبعها أحد أغنياء بغداد، وعرض عليها ضعف المبلغ فأبت وقالت: الم تر أنه قد دفع عربوناً واتفقنا، هذه قوادة من قوادات بغداد قد حفظت العهد بتفاحة، وكانت أيضاً من سكان المنطقة الخضراء، فمال هؤلاء لا يحفظون عهداً ولاذمة، وانتشرت فضائحهم في كل مكان مرشحين ونواب سابقين، شحنات من الأموال والصفقات والبوسترات وأموال ضاعت والشعب يفتح فمه للهواء ومطالب ان يخرج ويجازف وينتخب.
هل من الممكن ان يوصم الإنسان بشرفه وحبه للبلاد اذا قاطع هؤلاء، ويصبح من هو بمنزلة ريما ام العظام هم الشرفاء الذين سيحافظون على ديمقراطية العراق ووحدته، ينذرون بحربٍ أهلية منذ 2003 وحتى الآن، وهذا البعبع اقصد بعبع الحرب الأهلية يصب في صالحهم وصالح مشاريعهم الفاسدة التي لم تعط للعراق سوى الدمار والخراب، فضائح يخجل منها القوادون في السرقة والتهريب والعمولات، مرشحون يمتلكون تاريخاً اسود من وجوههم، ويحاولون جاهدين ان يجعلوا من تاريخهم الأسود أيضا تاريخا جهادياً يتقاضون عنه أموالاً طائلة هي ممتلكات مساكين الشعب العراقي من الفقراء الذين لا يمتلكون ثمن الدواء وانا أعيش بينهم واعرف احتياجاتهم ولا يستطيع احد ان يزايد على ما أقول، مرضى ومعوزون وهناك من يتغدى ولا يتعشى وسكان الكلجية ينعمون بالملايين ويصادرون حقوق الناس ويطلبون منهم ان ينتخبوهم مرة ثانية وثالثة ورابعة ليسرقوهم مرة رابعة، ربما يكون القواد من يجمع رأسين في الحرام، أما هؤلاء فقد جمعوا الملايين من الرؤوس في الحرام تعيينات وكذب وحمايات لأناس لا يستحقون ان نضع لحمايتهم كلباً من الكلاب، من المستحيل ان تكون الانتخابات نزيهة لان المشاركين فيها بعيدين عن النزاهة وهم اقرب الى سكان المنطقة الخضراء التي كانت تسكنها ريما ام العظام.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (تغرك ماتغرك عد ....)
- دعاية انتخابية
- (حال اليهودية مع زوجها)
- أمنيات عبود
- في الطابق التاسع
- (الزيك والعفطه)
- (نكس يطرد نكس)
- (جلب الكاوليّه)
- (اشلون بصرك باليحصرك)
- خمّارةٌ كبيرة
- ديةُ رجلٍ ميت
- في التاسع من نيسان
- (عزه ابعين الحكومه)
- رفكة الشحماني والغريباوي
- لعينيك ونوروز
- أفيش
- عكال ثورة العشرين واعكال انتخابات 2018
- ( لزم المرايه...أو شايف وجهك بالمرايه)
- حكاية غير مرتبطة بزمن
- عزّلنه وفدوه لخصيانك


المزيد.....




- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...
- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - ( مقهى الكلجيّهْ)