دوما

ماهر ضياء محيي الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5841 - 2018 / 4 / 10 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

دوما

ما حدث في دوما ليس بغريب عن عدو اعتاده القتل والدمار ، وهي ليست أول مرة ولا تكن الأخيرة لها ،لان إمبراطوريته قامت على هذا الأساس ، عقيدتهم وفكرهم لا يوجد بيه ذرة من الإنسانية أو الرحمة ، وهي مستعدة لقتل الشعوب من اجل مصالحها مهما كان الثمن ، ومن يريد إن يتأكد فان جماجم الجنود اليابانيين جعلوها في بيوتهم للذكرى 0
ما حدث في دوما ليس مستبعدا، لأنه كان الرد الأمريكي على القمة الثلاثية، وما خرجت من قرارات كان بمثابة ضربه قوية وموجعة لأمريكا وحلفاءها ، وتتماشى مع التصريحات والمواقف الأمريكية الأخيرة ، التي غيرت قرارها من الانسحاب المزعومة إلى البقاء ، بحجة داعش اوباما وهيلاري كيلنتون 0
الغرض من هذه الخطوة تعقيد المشهد السوري أكثر بما هو عليه من تعقيد ، لتكون دائرة الاتهام ضد القوات السوري أو الفصائل المسلحة الأخرى ، وبذلك ضربت أمريكا عصفورين بحجر واحد ، لان الاتهام كان مباشرة ضد القوات السورية ، ليكون حجة وذريعة واهية لضربها والتدخل أكثر من إي وقت سبق لها وحلفاءها ومنها فرنسا ، إما لو كان الاتهام ضد المسلحين ، ليكون مبرر وجودها يقتضي ذلك ، وهو الأمر المعلن منهم 0
لو افترضنا جدلا قيام الجيش السوري في استخدام الأسلحة الكيميائية ، لان مقتضيات المعركة تستوجب ذلك ، لان الغاية النصر والتحرير والوسيلة تبررها ، لتكون حجة الطرف الأخر المعلنة حجه عليه أيضا ، بمعنى تواجدكم في الأرض السورية بحجة أمنكم القومي والقضاء على المجموعات الخطرة عليكم ، وهو غير شرعي ولا قانوني ، وانتم تستخدم كل الأسلحة اليوم في معركتكم وحتى المحرمة منها لذلك الغرض ، وفعلا استخدمت منكم في حروب سابقة 0
ودعمكم للفصائل المسلحة معروف من الجميع ، وهو أمر معلن منكم ، بمختلف الأسلحة والمعدات ، وقد تكون الكيميائية احدهن ، وفي احد تحقيقات لجان التحقيق اتهمت الفصائل باستخدام الأسلحة الكيميائية ،
وأمر اخر في غاية الأهمية ، لماذا لم تستخدم القوات السورية هذه الأسلحة من قبل ، وقد وصل الخطر والتهديد للعاصمة دمشق ، ووصلت الأمور إلى أكثر من ذلك ، وحتى الفصائل المسلحة لم تستخدم في أوقات اضطرت للتفاوض والخروج ، وليس من باب تبريرها ، لكن المستفيد معروف من الجميع 0
ولو شكلت لجنة تحقيقي مهنية ، لكشفت الحقائق والوقائع وعرف المجرم الأصلي ، لكن هذا الأمر لم يحدث مطلقا ، ولو حدد المتهم وكشفت جريمته ، من يحاسب أو يعاقبه ، والكل لا ينتظر منه الكثير0
لعل القادم قد يكون الأسوأ علينا جميعا ، ما يكون هناك وقفه حقيقة ، لمواجهة المخططات والمؤامرات من قبل أعداء الإنسانية ، أمريكا ويقف خلفها ، لأنهم لا يوجد في قاموسهم شيء اسمه الرحمة 0

ماهر ضياء محيي الدين

#ماهر_ضياء_محيي_الدين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل