|
أردوغان يضع حجر أساس الدكتاتوية .
يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5572 - 2017 / 7 / 5 - 17:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
على طريقة الطغاة يسير في دروبٍ وعرةٍ ، تعثراته الكثيرة بعد الانقلاب الفاشل أدمت قدماه ، و أفقدته الصواب . انقلب على الديموقراطية في الداخل بقمع كل المعارضين لسياساته الرعناء من صحفيين و قضاةٍ و محامين و أساتذة جامعاتٍ و ضباطٍ و عسكريين ، و إقصاء الآلاف من الموظفين ، و العشرات من رؤساء البلديات .....
الحصانة البرلمانية اغتالها برفعها عن ممثلي الشعب و اعتقالهم ، فزجهم وراء القضبان و على رأسهم رئيس حزب الشعوب الديموقراطي ( صلاح الدين دمرتاش ) بتهمة علاقته بحزب العمال الكردستاني ، رغم أنه تفاوض و عم السلام بينهم لمدة سنتين أو أكثر . و الحرية الفكرية اعتقلها ، حتى التويتر لم يسلم من محاولات بطشه حينما هدد برفع دعوى قضائيةٍ عليه لأن أحداً هاجم عنجهيته و دفاعه عن بعض الفاسدين المحسوبين عليه من خلاله ، و ناهيك عن ( غولن ) رفيقه و صديقه .
و على الصعيد الخارجيِّ نافس الدول العظمى في الغزو ، فأقحم قواته في حروبٍ و تدخلاتٍ عدائيةٍ سافرةٍ في العراق و سوريا . و في مصر دعم سياسة الإخوان المسلمين ضد نظام السيسي ، و جعل من نفسه وصياً على الشعب الفلسطيني من خلال دعمه لحركة حماس الإسلامية و معاداة إسرائيل ( قبل أن يدير ظهره عليهم )
و الأزمة الخليجية الراهنة لم تسلم من تدخله . فبدأ يوبخ الدول الخليجية التي قطعت علاقاتها مع قطر ، و بتصرفه الاستعراضيِّ قرر إرسال المزيد من جنوده إليها ، رغم أنها غير مهددةٍ بالمواجهة العسكرية .
و من المضحك أنه يأتي بذكر القانون الدوليِّ ، في إشارةٍ إلى تلك الدول المقاطعة لقطر على أن موقفها تعارض هذا القانون . و كأن كل حروبه و تدخلاته و مواقفه العرجاء تنسجم مع روح القانون الدوليٍّ ، أو لم يمارس أي خرقٍ إزاء بنوده . و في واشنطن هجم حراسه على المتظاهرين العزل منتهكين كل القوانين و الأعراف الدولية ، و مبادئ حقوق الإنسان .
يعلم أن تركيا لم تعد جميلةً في أعين الأمريكيين و الأوربيين و الكثير من الدول ، لذا فكلما نطق هدد , ( و تهديده لا يقتصر على الكرد و الحكومة العراقية و الحشد الشيعي ، و إنما طال أمريكا أحياناً ... ) و كلما تحرك ازداد تخبطاً . هواجسٌ عديدةٌ سكنت روحه ، و الهاجس الأكبر هو : ( القضية الكردية ) . ارتمى في حضن بوتين راكعاً لأن يتوكأ عليه لتقليص دور الكرد ، و منه يهرول إلى واشنطن متوسلاً لإقناع الحصان الجامح (ترامب ) لتخليه عن دعم القوات الكردية بالسلاح و العتاد و تسليمه ( غولن ) . إلا أن الفشل يظل يصاحبه كلما حاول ذلك ، و يمسي غارقاً في ورطته حتى شحمة أذنيه .
اضطر إلى أن يعتمد على شرذمةٍ من المقاتلين المعارضين للنظام السوريِّ لشن هجومٍ على عفرين الخاضعة للنفوذ الروسييِّ لوجستياً ، لفصلها عن باقي المناطق الكردية و الجزيرة ، و إحكام قبضته على تلك المناطق حتى إدلب ، و يهدأ من روعه و يخفف هلع شريحةٍ من الشوفينيين الحاقدين الذين على موائده يقتاتون .
لم يعد يلوي على شيءٍ سوى تحقيق ( أم هواجسه ) في الزمن الأمريكي الصاخب ، بتلقي وعوداً من إدارتها الجديدة ، و معضلته أيضاً تكمن في أنه لا يثق بوعودٍ ترامبيةٍ ، فسبق أن ذاق طعمها و وجدها باهتةً مجردةً من المواصفات المطلوبة ، خاليةً من ذمةٍ صادقةٍ .
يضع يده على قلبه متقطع الأنفاس ، مضطرب الجوانح من هول المصيبة لو أن السلاح بقيت في حوزة القوات الكردية بعد تحرير الرقة ، و ظل التعاون سارياً بينها و بين أمريكا .
يدعي أن أمن بلاده مهددٌ بهذا العتاد ، و أن حقوق الكرد مؤامرةٌ ، و نضالهم إرهابٌ ، و وقوفهم إزاء الظلم و القهر و هضم الحقوق خيانةٌ ...
يلبس ثوب العدل ، و ينادي بالديموقراطية ... يطالب الآخرين بمنح الحقوق لأصحابها ، لكنه يتنكر لوجود شعبٍ متجذرٍ على أرضه منذ آلاف السنين ، و يغض الطرف عن حقوقه . لا يأخذ العبر و لا يستخلص الدروس من الانتفاضات و الثورات التي أشعلها الشعب الكردي ضد الحكومات الطورانية المتعاقبة ، و لازالوا .... دون انقراضٍ ، و محاولاته البائسة ستلحق بسابقاتها ، كما محاولات أسلافه . عليه الرضوخ لنداء العقل و المنطق ، فالجلوس على طاولة الحوار مع القيادة الكردية لإعطاء ما لهم ، و أخذ ماعليهم و إيجاد حلٍ لهذه القضية التي من المستحيل أن يحل السلام و يعم الأمان ليس في تركيا فحسب بل في المنطقة برمتها طالما بقيت حقوقهم مهضومةً ، و حريتهم مسلوبةً ، و ظل أردوغان على عناده ناسياً أن غضب الشعوب يعصف بالطغاة فيجرفهم إلى مصيرٍ مجهولٍ . أو متناسياٌ أن الدكتاتور لن يرحل إلا بعد تدمير المدن و حرق البلاد و أخذ الأوطان معه إلى القبور .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صداقةٌ في مهب الريح .
-
أرواحٌ تهدم ، فلا تعرف البناء .
-
عيدٌ طمرته آلة الموت أسفل الركام .
-
اللاجئُ أيام الدهر كلها عليه قليلٌ .
-
هل قتل العباد إنجازٌ ، أم إحياؤهم ؟!
-
عزفٌ على وترٍ شغوفٍ .
-
عذراً أيها الوزير : لكم نزاهتكم ، و لنا مفسدتنا الكبرى .
-
الاستفتاء حقٌ مشروعٌ ، و ليس خزياً و لا عاراً .
-
إلى متى يستمر الوضع على هذا المنوال ؟!
-
عن الحياة غائبون
-
أحقابٌ همجيةٌ من الجهلِ .
-
صوموا إن شئتم ، أو فَلّتَصْمُتوا.
-
ضائعٌ أمله ، و منسيٌّ حلمها .
-
صرخة فتاةٍ آلمها الغدر .
-
البطالة في المخيمات آفةٌ تولد الآفات .
-
كاليستوقراطيون بلا وميضٍ .
-
نفوسٌ تخرُّ هابطةً
-
هربنا من الدب ، فوقعنا في الجب .
-
هل المرأة ناكرةٌ للجميل ؟
-
اللعنة ترقص على ضمائر بائعي الذمم
المزيد.....
-
وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي
...
-
الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني -
...
-
-لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق
...
-
أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
-
شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر
...
-
قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل
...
-
وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال
...
-
أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
-
الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا
...
-
آلهة الحرب
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|