يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5511 - 2017 / 5 / 4 - 21:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اللعنة ترقص على ضمائر بائعي الذمم .
أن تلتقي بمن يدفعه المال و البذخ للارتماء في أحضان رجال السلطة ليس أمراً مفاجئاً . أما أن ترى أعداداً هائلةً من المنتفعين يتهافتون على ممارسة الارتماء ذاته فأمرٌ صادمٌ ، و هزيمةٌ نكراءٌ للقيم النبيلة بكل أنواعها .
لأن الأرض باتت حبلى من زرع بذور الفسق و الرزايا . فبتنا نعيش في زمنٍ مدمنٍ بدناءة النفس و العمالة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى .
أفقد صوابي حينما أرى من يتظاهر بخفة الدم المصطنع بأسلوبٍ يائسٍ مقنعٍ بعهرٍ مفتضحٍ ، و في خارج حدود اللياقة .
يستفزني تصفيقٌ رخيصٌ لمن يشتري الذمم بأبخس الأثمان .
و يغضبني التلفيق من مروجي دعايةٍ سوداء للنيل من أصحاب الضمائر اليقظة .
نكسةٌ ساقطةٌ من صناع تجميل الوجوه القبيحة جمالاً لعقولٍ حبيسة الكذب و الوهم .
تمجيدُ الوضيع فاحشةٌ، و أن تحط من قدر علو المنزلة النزيهة فتخاذلٌ و مقتٌ فظيعٌ .
استنزافٌ لسمو المبادئ لتجنيد ممن تدربوا على احتراف فنٍ خادعٍ بوسيلةٍ ملفقةٍ بالدجل و التضليل .
و مواقفٌ مدلسةٌ كاذبةٌ من النوع الثقيل تذهلني لنخبةٍ من المثقفين ، و رجال الدين لتوطيد أنظمةٍ استبداديةٍ تحكم شعوبها بالحديد و النار ، فترسيخ جذور الفساد بغية كسب حفنةٍ من المال ، و نيل حياةٍ باذخةٍ .
حتى الأياد الناعمة تلطخت برجس المال كابنة ستالين ( سفيتلانا ) التي لجأت إلى أمريكا لقاء دخلٍ فاق المليون و نصف المليون من الدولار .
أما ابنة الأمير عباد آخر أمراء صقلية فقد آثرت الموت بتجرع السم على الاستسلام ، و الزواج من الإمبراطور فريدريك الثاني .
ما أشد التباين في المواقف ! و ما أوسع الهوة بين الضمائر !!
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟