أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - يوسف حمك - إخفاق الطفل وفشله مسؤولية الجميع














المزيد.....

إخفاق الطفل وفشله مسؤولية الجميع


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5493 - 2017 / 4 / 16 - 18:57
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


إخفاق الطفل وفشله مسؤولية الجميع

الطفل برعم رقيق يتأثر بعوامل عديدة ذاتية منها وخارجية ، ومدى انعكاسها على التكييف والتربية مع عموم الأجواء التي تحيط به من تلوث المجتمع إلى آفة تناقضات الأسرة .
إما تفتح بنهج سليم ، وتزهر بثمار الأمان ، وإيناع بالسلامة ، وإما إصابة بعقد نفسية وأمراض تتفشى فيصعب التغلب عليها والفوز بنشوة النصر.

مثلما يبدو جسم الطفل طرياً غضاً فإن أعماقه النفسية تعد أكثر طراوة ونعومة يستوجب الحذر الشديد في التعامل لتنشئتها لئلا يطالها الذبول ويتلوث نقاؤها الخالص .
لهذا أجمع المختصون والباحثون وعلماء النفس أن الأعوام الستة أو السبعة الأولى مسند أساسي يتوكأ عليها بناء شخصية الطفل ونموها (السليم والرديء على السواء ) .

مسؤولية عظمى تقع على عاتق الأبوين قبل غيرهما للعناية بالطفل وتنشئته بمنهج معافى .
فصراعهما على النفوذ داخل البيت ونادرا خارجه ، والخلاف بينهما يسدلان ظلالاً قاتمةً على مزاج الطفل ، و يوقعانه في شباك خفي من الحيرة مع من يقف ؟
مع الأب الذي هو نتاج ثقافة ذكورية بمفهومها الفحولي يحاول أن يلغي دور الأم الأنثى – كديك رومي ينفش ريشه – أم مع الأم المتسلطة تحاول الشطب على شخصية الأب ليبدو مهزوزاً ضعيفاً أمام عينيه صغير الحجم ؟

و كثيراً ما يوبخ الأب الطفل لتقصيره كأن ( يؤنبه على قلة تقصيره الدراسي ، أو ارتكابه الخطأ بغير عمد ، أو بعمد و سابق إصرار .....) فيقسو عليه و ربما بالضرب المبرح ، أو يشح من مطالب الطفل ، و حرمانه من الأشياء المحببة إليه ما يؤهله للتعرض إلى أمراض نفسية .
و على النقيض إغداقه بتلبية طلباته ، و الإفراط في منحه ما يزيد عن حاجاته الضرورية ، و مما لا يتناسب مع صغر سنه ( أي الدلال الزائد ) و انعكاسه على سلوكه في الكبر ، فيغدو متواكلاً يعتمد على غيره في كسب ما يلزمه لا على نفسه .

ما يجب على الوالدين بالدرجة الأولى و المعلمين و التربويين القيام به لغرض التنشئة و الوصول بالطفل إلى بر الأمان هو مخاطبته بلطف و ود . و خلق شعور جميل في أعماقه فيشعر أنه مثار اهتمام الغير تعزيزاً للثقة بالنفس ، و تقوية شخصيته برفض ما يراه باطلاً دون خنوع و إذلال .
وعدم هدر الوقت الثمين بتنظيمه له ، مع منحه الزمن اللازم للاستمتاع بطفولته ، كما الوقوف بجانبه إذا فشل ، بمواساته على أنه أمر هين .
و مدحه بين الحين و الآخر و لاسيما أمام الآخرين دعماً لإحساسه بقيمة ( أناه ) و السماح بالتعبير عن آرائه . و عدم الكذب أمامه ، أو وعوده بتأمين بعضاً من رغباته ، ثم المماطلة والتسويف إلا أن يقع في حبائل الكذب ، فيفهم الطفل أن الكذب مباح ويتخذه سلوكاً له في الكبر ، كما السعي الدائم لغرس جميل الصفات وحميدها في نفسه .

ولمطاردة آفة الخجل عليهم تشجيع الطفل على التحدث مع الآخرين ، وخصوصاً الكبار منهم والتفاعل ، لتوكيله القيام بأعمال لا يفوق قدراته العقلية لبلوغه النجاح المضمون .
كما علاج كل ما يجعله منطوياً يثير لديه الخجل ، وزجه في مواضع يشترك مع جمع من أقرانه في اللهو والتسالي .

و باعتبار أن الحياة لا تقتصر على النجاح وحده ، بل للفشل فيها مكان كبير .
ومثلما النجاح شهيقها فإن زفيرها هو الفشل أيضاً .
وما أكثر الفاشلين من ضحايا إهمال الوالدين لأبنائهم وتقاعسهم عن أداء دورهم التربوي ، أو سيرهم في الاتجاه الخطأ .
ولا أقصد الناجح الذي غالباً ما يكون نجاحه مقابل خسارته بفقد كرامته وقبوله الإذلال ( كأن يكون ذيلاً للسلطات ، أو من أحد ذيول ذيلها )، مما يضيق تنفس المبدع عن استنشاق هواء العدل والإنسانية ، ويختنق عزيز النفس ضحية مجتمع يسوده الجهل الرخيص والتخلف المدوي بمعتقدات تملا جوف الطفل رعباً من الأشياء الوهمية بغية تخويفه من ( الغول ...العفاريت ....الحكايات المرعبة ...) هذه الأوهام تترعرع مع تقدم مرور أيام عمره ، وتكبر مع أفكاره فلا يتجرأ على الخروج ليلاً حتى وهو في ريعان شبابه .
فيهبط مستوى إقدامه أمام أسطورة خرافة عمياء ، وتنهزم الجرأة من أعماقه كطفل صغير يطلب النجدة من براثن غول أو جني لا وجود له أصلاً.



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نسائم مروج الماضي أغوتني
- أي إله أنت ؟!....وأي فريق منك مسنود ؟!
- راية أعاد النبض للقلب ، والروح للجسد
- فلنحرق بلهيبِ نارِ نوروزَ ضغائنَ القلوبِ ، وويلاتِ التشرزمِ
- التبعية الخارجية ، وسلطة العقل الجمعي تكبل قدراتنا الإبداعية
- و كأنه يتقصد ألا يخذل جبران خليل جبران
- إلى عشاق ليس لحبهم عيد
- ترامب جنون زمن مضطرب
- دفن اليراع ، و علا صوت الصمصام


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - يوسف حمك - إخفاق الطفل وفشله مسؤولية الجميع