يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5503 - 2017 / 4 / 26 - 13:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عثور أردوغان على مبتغاه بتغذية الماضي حلمٌ زائلٌ .
جميلٌ هو الخروج من قعر الهاوية و التوجه نحو الصحوة ، و الانفلات من قيود الرقابة التي تسلب لب الفكر ، و إطلاق سراح العقل من زنزانة التقليد .
و الأجمل أن تكتشف أن الحقيقة ليست مطلقةً ، بل إنها نسبيةٌ .
السير على خطا النصوص البالية يغرس في الذوات جذور الماضي ، و يعزلها من الحاضر ، و الحجب عن المستقبل ، و اسخفافٌ بالعقل ، و تقزيمٌ للفكر , و إحياءٌ لثقافة العار ، و الإغواء بالأنثى من خلال التضحية بالروح و الجسد لانتظارٍ غيبيٍ قد لا يأتي .
الرقص مع ركام الميراث البالي بدلاً من مواجهته غرقٌ في المستنقعات الآسنة ، و وقوعٌ في التخبطات ، و التعلق بحبائل التناقضات .
الانشغال بالمشاريع العاطفية حرمانٌ من فرص الفوز ، و خروجٌ من مسار العقل . فتوهج العاطفة لا يكون إلا بغياب العقل و الوعي .
أيديولوجيةٌ - لا مشاريع متحضرة ً لها - تصل للقمة و تفشل .
عقيدةٌ تستمد سطوتها من الاستبداد تزعم أن لا أحد يجرؤ على لوقوف في مدها .
متاجرٌ ببناء النهضة مقابل إزالة شعبٍ – راسخ الجذور – بأكمله من الوجود يتعب غيره ، و سيفشل معه أعوانه .
لا جهود في غربلة التراث من منطلقٍ عقليٍ ، أو مواجهة بعض العراقيل الأصلية .
ضخٌ طائفيٌ مبالغٌ فيه ، و لصناعة الجهل أكبر شريكٍ .
شحٌ معرفيٌ لضيق بؤرة التلقي ، و الاقتصار على نتاج رموزٍ محددين .
حاضرُهُ للأفكار مستهلكٌ لا منتجٌ ، يعيش عالةً على ما قد سلف . و سيلفظ أنفاسه الأخيرة .
مخيلةٌ انصهرت فيها أيديولوجيا حركة عنفٍ تحلم ببعث مجدٍ زائلٍ .
فكان التصلب الذهني ، و النفور من التغيير لاستيقاظ وعيٍ عتيقٍ ، و الجهر بعكس ما يبطنه .
من العبث زرع عقائد - أكل عليها الدهر و شرب – في تربةٍ لاتستوعب جذوراً تخطئ العثور على مبتغاها .
و مخيلةٌ تضخ بوقود مخزونٍ موغلٍ في القدم تدعي أن لديه القدرة على اختراق الزمان و كل الأمكنة .
ذهنٌ يُستضيء بنور أمجادٍ غابرةٍ - وريثه ثقافةٌ عتيقةٌ – لا يعتمد على ذكائه بل لذهن الأنساب .
و تكرارٌ لتجربةٍ استنفدت توهجها ، و باتت جزءاً من فحولة تاريخٍ زائلٍ .
إنه الإحباطُ المحيَّرُ ، و البحث عن متنفسٍ لفضائه المغلق .
و ها هو الزمن يبدأ بطيِّه ، و التاريخ يعقد العزم على هجره .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟