يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5506 - 2017 / 4 / 29 - 18:32
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
مصيبةُ ألمت بالمرأة ، وكارثةٌ إضافيةٌ حلت بها ، فأخذت تلطم حظها التعيس بانتزاع السعودية رئاسة لجنة حقوق المرأة – وفي أعظم هيئةٍ أمميةٍ ، وأعلاها شأناً بالنسبة لمصير البشرية جمعاء .
أية إهانةٍ لذات المرأة هذه ؟!
نكتةٌ سمجةٌ أن ترأس لجنة المدافعين عن حقوق المرأة و أنت العائق الفعلي لها .
وهزلٌ سخيفٌ أن تطالب بحقوقٍ وأنت أكثر الناس هضمتها ، و لك حصة الأسد في احتقار المرأة وإلحاق العار بوجودها ، والدعس على كرامتها .
أَذمة الأمم المتحدة رخيصةٌ لهذه الدرجة ؟! أم إن في أروقتها متجرٌ لبيع الذمم وشراء المناصب؟!
زيفٌ سياسيٌ لبائعي الضمائر ، ودجلٌ في المواقف كما كيلٌ بمكيالين للدول الغربية التي باعت ذممها بعد أن كانت تتبجح دفاعاً عن حقوق المرأة رياءً ومفاخرةً .
وي..... أًيُصدقُ أن تحصد المملكة سبعاً وأربعين صوتاً من أصل أربعةٍ وخمسينَ صوتاً وفي عقر دار أهم صرحٍ أمميٍ في العالم ؟!
أُحلمٌ هذا ، أم هي حقيقةٌ ؟! واعجبي ..... هل السعودية جمهوريةٌ ونظامها ديمقراطيٌ ، ومنحت المرأة كامل حقوقها ، وبعين العدل والمساواة تنظر للذكر والأنثى ؟!
وهل شطبت على دستورها ، واستبدلت تشريعاتها بنصوصٍ جديدةٍ فأعادت للمرأة اعتبارها الإنساني ابتداءً من منحها رخصة سياقة السيارات ، ورفع اللحاف السميك عن وجهها ، مروراً بقبول شهادتها في المحاكم أسوةً بالرجال , وإعادة حصتها المفقودة كأخيها من الميراث ، و انتهاءً بإعادة النظر في قدراتها العقلية على أنها ( كاملة عقلٍ ودين ) ؟! .
حكمةٌ تلح احتجاجاً : ( حاميها حراميها ) ، ومثل يطفو فوق السطح : ( وهل يشفي العليلُ العليلَ ).
لا يدهشني أن يتخلى العالم كله عن المرأة ، ويدير المدافعون عنها ظهورهم . فصانعوا القرار ذكورٌ نهلوا جميعاً أفكارهم من الثقافة الدينية الذكورية .
لكن أشد ما يحيرني موقف المرأة ذاتها ، كيف لا تخرج إلى الناس – لا لتطالب بحقوقها المنزوعة وحسب – بل لتحتج على عدم مصداقية الأمم المتحدة و اقترافها جريمة منح السعودية ترؤس لجنة حقوق المرأة ! .
أرضيت المرأة من أن تمثلها السعودية ؟! ، واعتبرت أن قضيتها أصبحت في أيدٍ أمينةٍ ، وحقوقها باتت في عهدة ذمةٍ نزيهةٍ ؟! أم قررت الاعتكاف في مخبئها والنكوص ، واختارت الخنوع ، فرفعت الراية البيضاء ، وسكتت ( على اعتبار أن السكوت من علامة الرضا ) ؟!
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟