أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - صرخة فتاةٍ آلمها الغدر .














المزيد.....

صرخة فتاةٍ آلمها الغدر .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5527 - 2017 / 5 / 21 - 11:21
المحور: الادب والفن
    


أقبلت إلي عابسةً صامتةً ، و لسان حالها يقول بصمتٍ :
يفترسني وجعُ حلمٍ كنت أتأبطُهُ ، فأمتلئ به حياةً .
اِسْتنْشَقْتُ عَبَقَ بنفسَجِهِ لبعض الوقت ، و كان عشقه يصهل في أوردتي صدىً يكشف سر نبضي .
قبل أن يغادرني في رحلةِ تسولٍ إلى ما وراء النجوم تمتطي أجنحة الخيال .

سحره العنيد استجاب له نبضي ، فكان دمجه سريعاً مذهلاً ، أَنْعَشَ أنفاسي بعطرٍ بديعٍ كان يسابق الريحَ الهاربَ .
من أجله كنت أرتاد صومعة الحب ، فأمارس كل طقوس العشق كي تزهر في بساتينه براعم الراحة و الأمل .
كرست له جل وقتي ، حتى تشاجرتُ مع نفسي في عراكٍ بسلاحٍ كتومٍ ، ففازت عليَّ بأخذي إلى عالم ذاك الحلم المضطرب , و لم تمانع وُلوجَ طيفه إلى أعماقي ، حتى أطنب خيمته في أرض قاعها .

و طمعاً بامتلاك حبه الثريِّ ، كنت أنسج خيوط الفجر أوتاراً ، أعزف عليها ألحاناً تثير الجنون ، لأتجاوز حدود العشق ، كي لا تنتشله أية قوةٍ من أعماقي .
لعله يغرسني في حنايا قلبه جذوراً طويلةً عصيةً على الاقتلاع .

غير أن عاصفة الوهم هبت تنعق كالبوم ، يفترش سواده الكالح على عتبة هواجسي التي كادت أن تغرقني بأمواجها الهادرة التي استحوذتني بقوةٍ .
فأخذ قلبي ينقبض بحزنٍ أخرسٍ ، يمتزج بألمٍ يخدش خدود جهودي المهدورة .
انهار عالمي على جناح السرعة ، فغدا كل شيءٍ من حولي باهتاً لاطعم له ، ولا رائحة ، أو لون .
شعرت بتوقٍ شديدٍ للبكاء ، علني أمسح بدموعي غبار وهنٍ ثقيلٍ ، فما كان مني إلا أن أستجمعت قواي ، ولملمت أشلائي ، فأسعى جاهدةً لأن أجازف بكل شيٍءٍ لأعثر على نسيانٍ طاغٍ صعب المراس ، توارى في مخبأٍ مسالكه وعرةٌ ، لايمكن الوصول إليه إلا بشق النفس , ثم أخرج من نفقي المظلم الذي رمتني نفسي فيه ، و أحرق محفظتي المليئة بخرائط مرسومةٍ بألوانٍ من الوهم و الخيال ، لأتنفس من جديدٍ .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البطالة في المخيمات آفةٌ تولد الآفات .
- كاليستوقراطيون بلا وميضٍ .
- نفوسٌ تخرُّ هابطةً
- هربنا من الدب ، فوقعنا في الجب .
- هل المرأة ناكرةٌ للجميل ؟
- اللعنة ترقص على ضمائر بائعي الذمم
- الوطن أكبر من الجميع ، والأبقى
- الأول من أيار فضاءٌ متنفسٌ للبروليتاريا
- وصمة عارٍ على جبين الغرب قبل المملكة السعودية
- عثور أردوغان على مبتغاه بتغذية الماضي حلمٌ زائلٌ
- في تعلم فنون النسيان فاشلةٌ
- إخفاق الطفل وفشله مسؤولية الجميع
- نسائم مروج الماضي أغوتني
- أي إله أنت ؟!....وأي فريق منك مسنود ؟!
- راية أعاد النبض للقلب ، والروح للجسد
- فلنحرق بلهيبِ نارِ نوروزَ ضغائنَ القلوبِ ، وويلاتِ التشرزمِ
- التبعية الخارجية ، وسلطة العقل الجمعي تكبل قدراتنا الإبداعية
- و كأنه يتقصد ألا يخذل جبران خليل جبران
- إلى عشاق ليس لحبهم عيد
- ترامب جنون زمن مضطرب


المزيد.....




- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟
- جريدة “أكتوبر” الصادرة باللغة الكردية والتابعة للحزب الشيوعي ...
- سجال القيم والتقاليد في الدورة الثامنة لمهرجان الكويت الدولي ...
- اليونسكو تُصدر موافقة مبدئية على إدراج المطبخ الإيطالي في ال ...
- بين غوريلا راقصة وطائر منحوس..صور طريفة من جوائز التصوير الك ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - صرخة فتاةٍ آلمها الغدر .