يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 27 - 19:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قال له : ( الصيام عليك فرضٌ ، و لا تخدش مشاعر الصائمين بالإفطار على مرآهم .... )
أقول له :
لا يخفى على الكثيرين ممن ذاقوا طعم الحرية الفكرية – بعيداً عن التقليد – أن الظاهرات الدينية اجتماعيةٌ تنجم عن تراكم اعتقاد الأفراد حينما تشيع بين العباد .
و يأتي دور النصح لنخبةٍ من الواعظين المزودين بقوةٍ خاصةٍ أو امتلاك نفوذٍ و سلطةٍ .
فتكتسب طابعاً مقدساً ، و بعدها تصل إلى درجة الإلزام في التنفيذ و الأداء .
لكن سرعان ما ينقسم الواعظون إلى تياراتٍ متباينةٍ ، و مذاهب متضادةٍ ، يستخدمون أدوات وعظٍ ساذجةٍ للمضيِّ و راء أيديولوجية الاستغلال لصالح الطبقات الحاكمة .
أديانٌ عديدةٌ ، و كل دينٍ يدعي أنه الصحيح وحده ، و الحقيقي الأوحد دون غيره .
و لكل دينٍ أو مذهبٍ باقةٌ من الأمور العقائدية المقدسة يضعونها فوق الوعي ، أو لمجرد التفكير بمناقشتها إثمٌ عظيمٌ و ذنبٌ كبيرٌ .
إذا كان كل دينٍ يدعي أنه السماويُّ المنزل من الله و كتابه غير قابلٍ للانحراف ، و أن بقية الأديان باطلةٌ و كتبها محرفةٌ .....
فأي دينٍ علينا اختياره ؟! و لِمَ ينبغي الإيمان به ؟! و ما مقياس الصحة من الخطأ ؟!
و باعتبار أن القداسة تغتال الفكر ، و تقضي على الحرية بالمطلق ، فإن سلخ الفكر من الإنسان يعيده إلى مرتبة الحيوان ، و انتزاع الحرية منه يفقده القدرة على ممارسة أي عملٍ ، فيعطل قواه الفكرية و الجسدية ، كما أداء دوره الرياديِّ في البناء و التقدم و الرقي الحضاريِّ .
يقول فرويد : ( إن الدين عصابُ وسواسٍ يصيب البشر كافةً ، و كأنه وهمٌ مشؤومٌ ، يترتب على البشرية التخلص منه عندما تبلغ سن الرشد .)
حتى قوانين الدول في جوهرها دينيةٌ ، و من أجل ذلك يقهرون الإرادة بفرض الصيام ، و حبس المفطر ، أو فرض الغرامة عليه بالقمع و الترهيب .
إذا كان الدين من صنع الله فَلِمَ ينوبون عنه فيما يخصه وحده ؟! ....
و إذا كان الصوم لله وحده و ليس لهم ، فما دخلهم فيما لايعنيهم ؟!
أليس كل فردٍ عن عمله مسؤولٌ ؟!
فناهيك عن أن يوم الحساب أوانه لم يحن بعد .
كفاكم تحريضاً على العنف و القتل و السبيِّ .....
و لا تلطخوا أيديكم بالدماء البريئة .....
فالسعادة لكل روحٍ يواري حلماً يلامس أبواب السماء بلا قهرٍ أو تعسفٍ أو جورٍ ....
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟