أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - عن الحياة غائبون














المزيد.....

عن الحياة غائبون


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5543 - 2017 / 6 / 6 - 14:27
المحور: الادب والفن
    


عن الحياة غائبون .

الإنسانية مفهومٌ متعلقٌ بالإنسان وحده دون غيره من الكائنات . و هي مجموعةٌ من الجوانب الإيجابية و الأخلاقية للإنسان ( ومن منظور العقل و الوعي بالدرجة الأولى ) .
كما أن عصارة هذا المفهوم هي محبة الإنسان للإنسان خارج إطار الفوارق الدينية و الإثنية و العرقية و الطبقية و الجنسية ، و مد يد العون لمن يستحق دون أي تمييزٍ أو تفرقةٍ ، و ليس على أي اعتبارٍ آخر أو أي معيارٍ سوى الإنسانية وحدها التي تنبع من أعماقنا جميعاً .
لذا فإن أفضل الناس هو أكثرهم انغماساً في عمق المبادئ الإنسانية و أشدهم تمسكاً بمعانيها السامية . و لا أقول: ( بالتقوى ) .
لأن مفهوم التقوى ضيقٌ ، و مقتصرٌ على الرضوخ لإرادة شخصٍ دون غيره ، و حكرٌ على أداء طقوسٍ و واجباتٍ حددها ذاك الشخص بما ينسجم مع مصالحه الشخصية و دوام نفوذه .
نعم أقول أفضلهم و أكرمهم حسب الكفاءة التي يستخدمها لصالح العامة ، و بما يتوافق مع اللين في التعامل ، و حب السلام و نشر الوئام ، و بذل الجهود لإعمار الأرض - لا تدميرها – و البناء و الازدهار بصدقٍ و أمانةٍ . لإرساء جذورالعدل و الإنصاف دمجاً للعقل بالروح ، كما انتهاج أساليب تربويةٍ سليمةٍ مع الأطفال لنجاتهم من كافة معوقات تنميتهم على كافة الصعد لترسيخ قيم الإنسانية في ذواتهم منذ الصغر ، و عدم سلب كرامتهم .

و على ذكر الكرامة فإنها واحدةٌ بين البشر كافةً ، ولا تزيد كرامة الحاكم عن المحكوم ، ولا تنقص كرامة الفقير عن الثري ...... فهي متعادلةٌ بين كافة فئات المجتمع ، و لا يجوز انتهاكها البتة .
و من أولى واجبات أي فردٍ يعتلي عرش السلطة ألا يمسها و هو معنيٌ بها أكثر من أي فردٍ آخر لصيانتها بحرصٍ شديدٍ .
كما رفض الأفكار الخارقة و الغيبية كأساسٍ للأخلاق التي ترتكز عليها الإنسانية ، و التي لا يمكن زرع الحضارة و الرقي إلا ببذورها ، و ليس باللحى و النقاب .
فها هو إرنست رينان يقول في مؤلفه عام / 1848 / : ( إني على يقينٍ راسخٍ بأن الإنسانية النقية ستكون دين المستقبل ...) .

و على النقيض هناك نفوسٌ من القيم الإنسانية خاليةٌ ، و ضمائرٌ عن النبل و الطهر غائبةٌ ، و قلوبٌ فاسدةٌ إلى درجة التوحش الكامل ، و لا تمت للإنسانية بأي صلةٍ ... تتاجر بالدين ، و تضرب الشعوب ببعضها فتمزق الأوطان بشراسةٍ قائمةٍ على البطش و الخداع ، و تسبب الحروب الأهلية ، و تستفحل المشاكل الاقتصادية متقصدةً ، كما تفشي البطالة و تدهور الوضع البيئي و الصحي ، فينسد الأفق من فظاعات الأنظمة الحاكمة التي تصنع الموت .

ذئابٌ بشريةٌ لم تتربى على منهج الوفاء و النبل ، و لن تسير على الدرب القويم ، و لامكان للنوايا الحسنة في عقولهم .
طموحاتها جامحةٌ للاستعلاء و الأنانية ، رغباتها باحتلال المراكز الراقية – دون وجه حقٍ – مجنونةٌ ، لتكون الحياة في أيديها دميةً .
و إنها الأقدر من غيرها على صنع الموت و التبعية و الجهل ، و إطفاء نور شمعة الأمل و الحياة و قتل الحقيقة ، و انهيار البلدان فتدمير الأمم .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحقابٌ همجيةٌ من الجهلِ .
- صوموا إن شئتم ، أو فَلّتَصْمُتوا.
- ضائعٌ أمله ، و منسيٌّ حلمها .
- صرخة فتاةٍ آلمها الغدر .
- البطالة في المخيمات آفةٌ تولد الآفات .
- كاليستوقراطيون بلا وميضٍ .
- نفوسٌ تخرُّ هابطةً
- هربنا من الدب ، فوقعنا في الجب .
- هل المرأة ناكرةٌ للجميل ؟
- اللعنة ترقص على ضمائر بائعي الذمم
- الوطن أكبر من الجميع ، والأبقى
- الأول من أيار فضاءٌ متنفسٌ للبروليتاريا
- وصمة عارٍ على جبين الغرب قبل المملكة السعودية
- عثور أردوغان على مبتغاه بتغذية الماضي حلمٌ زائلٌ
- في تعلم فنون النسيان فاشلةٌ
- إخفاق الطفل وفشله مسؤولية الجميع
- نسائم مروج الماضي أغوتني
- أي إله أنت ؟!....وأي فريق منك مسنود ؟!
- راية أعاد النبض للقلب ، والروح للجسد
- فلنحرق بلهيبِ نارِ نوروزَ ضغائنَ القلوبِ ، وويلاتِ التشرزمِ


المزيد.....




- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - عن الحياة غائبون